مسلمو أوروبا: الألمان ضاقوا بهم ذرعا ونواب فرنسا يتربصون بهم
العرب اولاين - طارق القيزاني - وضع المسلمين في أوروبا في أسوء حالاته. أكثر من نصف المواطنين الألمان ضاقوا ذرعا بهم وأغلبية النواب الفرنسيين يبيتون لمزيد التضييق على وجودهم في بلادهم، وبدوره يستعد نجم اليمين المتطرف في هولندا خيرت فيلدرز شريك الحكومة الائتلافية لتصعيد حملته ضدهم وضد الاسلام، في الوقت الذي عاد فيه الرسام المسيء للرسول الاكرم الى الواجهة بترويجه لكتاب جديد يضم الرسوم المهينة.
وفيما يزداد الجدل حول مسألة اندماج المسلمين في المجتمع الألماني جاءت نتائج استطلاع جديد لتوجه لطمة الى مساعي الحكومة الألمانية لتطويق حملات التمييز ضد الاقليات المسلمة. حيث أفادت النتائج التي نشرتها صحيفة "فايننشل تايمز دويتشلاند" ان أكثرية الألمان يعتبرون المهاجرين المسلمين عبئا على المانيا.
وأوضح الاستطلاع الذي اعده معهد ألنباخ ان 55 بالمئة من المستطلعين يعتبرون ان المسلمين الذين يناهز عددهم 4 ملايين نسمة ويشكلون نحو 5 بالمئة من عدد السكان، "قد كلفوا المانيا ماليا واجتماعيا اكثر مما انتجوا اقتصاديا".
وفي كتاب صدر اواخر آب/اغسطس انتقد المسؤول السابق في البنك المركزي الالماني ثيلو سارازان المهاجرين المسلمين لان البلاد تواجه صعوبات بسبب مستواهم التعليمي الضعيف وتقاعسهم عن الاندماج في المجتمع.
ولا يختلف وضع المسلمين في الدولة الجارة هولندا، حيث يستعد زعيم حزب الحرية المتطرف خيرت فيلدرز لتصعيد حملته ضد الاسلام والمسلمين في انتظار تشكيل الحكومة الائتلافية الذي هو شريكا فيها. ويصف السياسي اليميني الاسلام بدين عنف ويشبه القرآن بكتاب "كفاحي" للزعيم النازي ادولف هتلر كما يطالب بايقاف هجرة المسلمين الى أوروبا.
ويبدو الأمر اكثر سوءا في ثاني اكبر دولة في الاتحاد الاوروبي فرنسا، والتي تضم اكبر جالية مسلمة في اوروبا ب 5 ملايين نسمة، فبعد ازمة البرقع والنقاش الدائر حول الهوية الوطنية، صوتت الجمعية العامة "البرلمان الفرنسي" الخميس بأغلبية ضئيلة على مشروع قانون تجريد الحاصلين على الجنسية الفرنسية قبل اقل من عشر سنوات، من هذه الجنسية في حال ادانتهم بقتل رجل أمن. وهذا خامس نص تشريعي حول الهجرة يقره البرلمان الفرنسي خلال سبع سنوات.
ويقول مؤيدو القانون انه سيسمح بتعزيز الأمن في البلاد ومكافحة الهجرة غير الشرعية لكن منتقدين للقانون يتهمون الحكومة بتيسير عمليات الترحيل والطرد.
وينص قانون صادر في 1998 على امكانية تجريد الحاصل على الجنسية الفرنسية، من هذه الجنسية اذا صدر عليه حكم في قضية ارهاب. ووسعت هذه الامكانية الآن لتشمل من يدان بقتل رجال الشرطة والقانون والاطفاء.
ويشكل توسيع الاجراء احد الشقين الرئيسيين لتعزيز التدابير الامنية الذي اعلنه صيفا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اضافة الى طرد الغجر الى رومانيا وبلغاريا.
وسيكون من الصعب تحديد رد فعل المهاجرين الآن بمن فيهم المسلمين على الاجراءات الجديدة التي تسطرها الحكومات اليمينية في اوروبا أضف الى ذلك النقاش الدائر حول المخاوف من اسلمة القارة والافتقاد لحدود فاصلة بين احترام الاديان وحرية الرأي.
وقد صدر في الدنمارك الخميس كتاب يعيد نشر اثني عشر رسما كاريكاتوريا مسيئا للنبي محمد بمناسبة الذكرى الخامسة لنشرها للمرة الأولى في صحيفة يولاندس بوستن الدنمركية. وهي الصور التي احدثت ضجة في العالم الاسلامي وادت الى موجة احتجاجات وعمال عنف.