الهروب / د. زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام

أسعد الله صباحكم أعزائي وهذه قصيدتي لهذا اليوم
الهروب / د. زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام

_________________البحر : الوافر

ذهبتَ بلا وداعٍ يا جحودُ _ ألم تعلمْ بأنِّي قد أجودُ؟!

بكلِّ دعاءِ خيرٍ طاب منهُ _ رحيلٌ قد تباركُهُ الشهودُ

يهونُ الحبُّ عندَ كرامِ قومٍ___ يرونَ اللهو وقتاً لا يَشيدُ

ألم تعلم بأنَّا قد سئمنا _ وعوداً لا يباريها وجودُ

تبخَّرَ كُلُّ طعمٍ كانَ حلواً ___ورائحةٌ تفوحُ لمن يرودُ

وهذا كُلُّ ما أهدى إلينا _ كذوبٌ مثلُ شيطانٍ يقودُ

.................

لقد صدَّقتُ أوهاماً تنامت _ بوصلٍ كانَ يُبديهِ الصَّدودُ

فكنتُ كمن يسيرُ إلى حُطامٍ ___ومن حُبِّ الحياةِ زهت عهودُ

ومخمومِ الفؤادِ يرى جميلاً ___تلفَّعَ بالهمومِ ولا حدودُ

فيشفقُ إذ رقيقُ القلب يبقى _ قريباً من نفوسٍ لا تحيدُ

عن الحقِّ الَّذي يهدي طريقاً _ لروحِ التَّائهينَ قضى حميدُ

إلهي أنتَ أرحمُ من فؤادٍ _ لمن تُرديهِ في الحُبِّ النَّؤودُ

..................

فهل من توبةٍ تُنسي عسيراً___ فقد خانَ العهودَ لنا شَرودُ

فحمداً يا إلهي إذ عرفنا___ نوايا للَّذي تُقصي السُّدودُ

وما كانَ الوثوقُ بِهِ مُجيزاً ___لتمثيلٍ يعيشُ بهِ الكنودُ

فشمسٌ قد تواريها غيومٌ _ وقد يجري لمكروبٍ شديدُ

وأرزاقُ العبادِ لها دوامٌ _ من المولى وذا موتٌ عتيدُ

فلا ثقةٌ بعيدَ اليومِ حتَّى _ يوافينا من الأجداثِ دودُ

................

ولا لعلاقةٍ تجني حراماً ___ففي حِلٍّ تكونُ لنا عقودُ

فيسعدُ باللِّقاءِ ولاةُ أمرٍ _ وتهنأُ بالبناءِ لنا خريدُ

بتوفيقٍ من المولى حياةٌ___ بها للعرضِ آسادٌ تذودُ

ومن كانَ الجليلُ لهُ رفيقاً ___سيشرحُ صدرَهُ وصلٌ رشيدُ

صلاةٌ والسَّلامُ على حبيبٍ ___وآلٍ والصِّحابِ ومن يقودُ

بأعدادِ الَّذينَ جنوا عهوداً _ بأخلاقٍ فلا غدرٌ يسودُ

...................

السَّبت 23 رمضان 1441 ه

16 مايو 2020 م

زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام

الهروب / د. زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام 133135

لطفي الياسيني
شاعر المقاومة