موت حلم / د. حكمت اصفري

موت حلم / د. حكمت اصفري

توقف منتظراً دون أن يتململ ، دون أن ينفث آهات الضجر

كعادته ، ها هي تقترب حافلة النقل الداخلي ، يصعد إليها

مبتسماً ، رغم التدافع لشعوره أن جميع المتدافعين

يتشابهون معه رغم اختلاف وجعهم .

بدأ يتحسس جيبه والحافلة تسير ، والمناكب تتزاحم ،

وأحلامه تدغدغ مبسمه فقد آن الأوان ليبر والده المقعد

وأمه الهرمة ، لا بل وسيفرح أخته برحلة للتسوق تشعرها

بأنها أنثى على قيود الحياة ، سينسى نفسه ليرضي

عائلته.......
يبتسم وهو يشعر بالاعتزاز فاليوم قد قبض راتبه الأول بعد

عناء دراسة اكلت سنين عمره ، كل ذلك وهو يبتسم

ويتحسس جيب بنطاله ، وصلت الحافلة ، نزل مسرعاً ،

مندفعاً وسط زحام من الكتل البشرية ، كاد يلتهم الطريق

وهو يدس يده في جيبه ليطمئن على أن أحلامه لازالت في

جزدانه .

إلا أن إشارة المرور الحمراء كانت أسرع من الحلم فالتهمته

والحقيقة

لطفي الياسيني
شاعر المقاومة