قـــــصـــرا دبــيــســقــين ـ بـُـرج بــيــسـقـين في إحدى جولاتي زرتُ (بيسقين) الواقعة خلف وادي خاتونيات خلف جبل ال

قـــــصـــرا دبــيــســقــين ـ بـُـرج بــيــسـقـين

في إحدى جولاتي زرتُ (بيسقين) الواقعة خلف وادي خاتونيات خلف جبل القوش ولطالما لهجت امي بذكرها لأنها هنا ترعرعت هنا في بستان والدها واجدادها .جلست بقرب ينبوع عذب ينبع من تحت هذا البرج الذي شيده جدها بندق قس ميخائيل يوحانا البازي ..وهجروه بعد مذابح سميل 1933م لان المذابح طالت كل القرى المحيطة ب بيسقين لتصبح بيسقين مهجورة منذ ذلك اليوم ولطالما ذكرتها امي بدموع حرى .لذا تراني ازورها بين حين واخر مع اصدقائي ..اجل في ظل هذا البرج كتبت قصيدتي وفي اذني تنهدات امي وصور الثوار الذين جعلوا من بيسقين قاعدة لهم قديما وحديثا .. . واليكم قصيدتي من مجموعتي الشعرية السادسة ( زقزقات في الغسق ) 2007م صفحة 51

عــش النســور

لطيف پـولا

حملتُ فوق القِمَمِ قلباً وحباً وعودا

وبدا الماضي حاضراً حين وطأتُ الجلمودا(1)

بقايـا كروم فيها صهاريج ودوالي

وشجيـرات تميــس مع النسيـم قـدودا(2)

وسمـاء كأنهـا زرقة بحر المحيط ِ

وطبيعـة قد فـاق سحرُ جمالهـا الخـودا(3)

وبتُّ مفتونـاً بهـا لتنسيني كل هَمّي

وخيــال ُ الشعــراء لا يتخـذ حــدودا

فعشقتُ ربيعَهـا حَرَّهــا وبردَهـا

وعشــاقُ الحريـة ِ يحطمـون القيــودا

وتهاديـتُ فـي وادِ كطير حُرِّ طليقِ

وكتيـسِ جبليٍّ حيـن واجهـهُ الصعـودا(4)

هفوتُ الـى ( بيسقينَ ) وبقايا جنينة

وسمعـتُ لفؤادي من الأعمـاقِ رعــودا

( بيسقين ) يا أم الثوارِ! وكم أرضعتِ الأسودا

وقد أَجرمَ بنوكِ حين قطعــوا النُهــودا

كنــتِ ملاذاً للنجـاةِ، فمنحـوك الجحـوداش

أطلالُ أين أهلها؟ لمـن بذلـوا الجهــودا؟

والبرجُ الشامخُ يبكي مع الصخور شهـودا

لا زال النبعُ يسيلُ، والشحــرورُ مغــردا

كدمـعِ يتيمِ يجـري ليستـدَّر النشيــدا