مَن قصّ شريط سباق التطبيع في الخليج العربي؟ مثنى عبد الله
كاتب الموضوع
رسالة
Dr.Hannani Maya المشرف العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 60577مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: مَن قصّ شريط سباق التطبيع في الخليج العربي؟ مثنى عبد الله الثلاثاء 15 سبتمبر 2020 - 10:19
مَن قصّ شريط سباق التطبيع في الخليج العربي؟
منذ 12 ساعة
مثنى عبد الله 0 حجم الخط
اليوم هو الخامس عشر من سبتمبر/ أيلول، حيث من المقرر أن يستضيف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كلا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وبعض المسؤولين العرب، في مراسم توقيع اتفاق السلام المزعوم، بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى. قد يبدو الأمر وكأنه حقيقة واقعة، لكنه ليس كذلك، إنه أشبه بسجادة من الأكاذيب تحاول الأطراف الموقعة على الاتفاق وضعها على القضية الفلسطينية، كجغرافيا وتاريخ وشعب ودماء ونضال كي تزول، لكنهم أغبياء لأن الحقيقة لن تزول، لأنها بقعة ثابتة. الأسئلة المُستحق طرحها في هذه اللحظة القاتمة هو، أيُعقل أن تتحرك أبو ظبي والمنامة لتطبيع علاقاتهما مع إسرائيل إلى مديات طبيعية في كل المجالات، من دون ضوء أخضر من الشقيقة الكبرى؟ هل يمكن التصديق بأن الشقيقتين الصغريين قد خرجتا عن طوع الرياض بأمر الفاعل الأمريكي؟ صحيح أن البحرين قاعدة أمريكية، وتستضيف الأسطول الخامس، لكن السعودية هي التي تدعم اقتصادها بمليارات الدولارات، وهي التي أرسلت قواتها لتعزيز الحكم فيها في عام 2011، وبالتالي ارتبطت السياسات البحرينية بالسياسات السعودية إلى الحد الذي باتت فيه مجرد صدى لها. وكذلك الإمارات التي هي الحليف الاستراتيجي للرياض في فعاليات عسكرية وسياسية في المنطقة، وتكاد تكون هنالك توأمة بين وليي عهد البلدين في كل شيء. إذن هل يمكن أن تكون الضغوط الأمريكية للتطبيع المباشر بين الرياض وتل أبيب، قد دفعت المملكة لتقديم شقيقتيها للتطبيع، كبادرة حسن نية لحين أن تتهيأ اللحظة المناسبة لها؟ إن التوجه الإماراتي لقيام علاقات طبيعية مع إسرائيل، وبعده التوجه البحريني للقيام بالفعل نفسه، يدل دلالة واضحة على أن الخطوتين تمت بمباركة المملكة، اعتمادا على التنسيق السياسي والعسكري والاقتصادي بين هذه الأطراف الثلاثة، بل إن سياق كل التحركات السياسية البحرينية على وجه الخصوص، لن تحدث إلا بموافقة صانع القرار السعودي وفي كل المجالات، حيث أن قرب الدولتين جغرافيا، يجعل انفتاحها على إسرائيل أكثر خطورة على أمن المملكة، ما يعني أنه لو كانت الاخيرة غير موافقة على التطبيع لما تجرأت البحرين على القيام بذلك، ثم إن كل مراقب يستطيع تلمّس الموافقة السعودية على هذه الخطوات، من خلال امتناعها عن التعليق على الموضوع أولا. وثانيا، ترحيبهم بالاتفاق عمليا، من خلال فتح الأجواء السعودية أمام حركة الطيران الإسرائيلي المتجه إلى الإمارات. ثالثا، السماح لوسائل الإعلام الرسمية بالترحيب بالاتفاق، واعتباره إنجازا مهما. رابعا، الإيعاز إلى الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام، بتغليف الاتفاق بغلاف ديني وتسويقه للجمهور بلباس التقوى، في خطبة الجمعة في الرابع من سبتمبر الجاري.
اقتباس :
لا يُعقل أن تتحرك أبو ظبي والمنامة لتطبيع علاقاتهما مع إسرائيل إلى مديات طبيعية في كل المجالات، من دون ضوء أخضر من الشقيقة الكبرى
ش
مَن قصّ شريط سباق التطبيع في الخليج العربي؟ مثنى عبد الله