فيلدرز صاحب "الفتنة" يحاكم الاثنين المقبل في أمستردام
لاهاي ـ العرب أونلاين: تبدأ الاثنين في أمستردام محاكمة النائب الايرلندي اليميني المتطرف غيرت فيلدرز الذي يدعم حزبه الحكومة الهولندية المقبلة، بتهمة التحريض على الكراهية العرقية والتمييز حيال المسلمين.
وقد أحيل زعيم حزب الحرية، الذي احتل المركز الثالث في الانتخابات التشريعية المبكرة التي جرت في التاسع من حزيران/يونيو الماضي، على القضاء لوصفه الدين الإسلامي بـ"الفاشي" ومطالبته بحظر القرآن الكريم الذي شبهه بكتاب ادولف هتلر "ماين كامف" "كفاحي".
وقال محامي فيلدرز برام موسكوفيتش لفرانس برس "الأمر يندرج في إطار حرية التعبير: موكلي يعتقد أن من حق أي شخص في هولندا ان يقول ما يريده ما لم يكن الأمر متعلقا بالتحريض على العنف".
وغيرت فيلدرز "47 عاما" متهم بالتحريض على الكراهية العرقية والتمييز حيال المسلمين والأجانب غير الغربيين وخاصة المغاربة إضافة إلى توجيه اهانات للمسلمين.
ويواجه النائب الخاضع لحماية الشرطة على مدار الأربع والعشرين ساعة، عقوبة السجن لمدة عام او دفع غرامة بقيمة 7600 بسبب تصريحات ادلى بها بين تشرين الاول/اكتوبر 2006 واذار/مارس 2008 في صحف هولندية ومنتديات على الانترنت وبسبب فيلمه التسجيلي "فتنة" الذي يستغرق عرضه 17 دقيقة والذي بثه على الانترنت عام 2008.
وقال برام موسكوفيتش ان "غيرت فيلدرز مقتنع بانه لم يقل ما يمكن ان يعاقب عليه" مشيرا الى ان النائب سيتمسك بموقفه هذا في افتتاح محاكمته صباح الاثنين.
وأوضحت المحكمة ان القضاة سيبحثون الملف الاثنين والأربعاء والجمعة.
وسيقدم ممثل الاتهام مرافعته في 12 من الشهر الجاري على ان يقدم الدفاع مرافعته في 19 من الشهر نفسه. واستنادا إلى المحكمة يتوقع ان يصدر الحكم في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
ولن يتقدم أي شهود للإدلاء بأقوالهم أمام المحكمة.
فقد وضع الخبراء الثلاثة الذين استدعاهم الاتهام شهاداتهم كتابة في حين ان شهود النفي الذين استدعاهم فيلدرز، وهم "خبراء في الإسلام" حسب محامية لم تكشف هوياتهم، ادلوا باقوالهم امام قاضي في جلسة مغلقة.
وكانت محكمة استئناف امستردام امرت النيابة العامة في 21 كانون الثاني/يناير 2009 بفتح تحقيق مع غيرت فيلدرز بعد تلقيها عدة شكاوى. الا ان النيابة العامة قررت في 30 حزيران/يونيو 2008 ان فيلم "فتنة" وتصريحات النائب لا تبرر ملاحقته لانها تندرج في "اطار المناقشة العامة".
واعتبر قضاة محكمة الاستئناف ان "الطريقة التي جرت بها المناقشة العامة بشأن قضايا مثيرة للجدل مثل الهجرة والاستيعاب لا تخضع لطائلة القانون من حيث المبدأ إلا أن الأمر يختلف عندما يحدث تجاوز لحدود أساسية".
وحاليا يشغل حزب الحرية بزعامة فيلدرز الذي سجل اكبر تقدم له في الانتخابات التشريعية التي جرت في التاسع من حزيران/يونيو الماضي، 24 مقعدا من مقاعد مجلس النواب ال150 مقابل تسعة مقاعد سابقا.
وشارك غيرت فيلدرز في وضع برنامج حكومة الأقلية اليمينية المكونة من الحزب الليبرالي والحزب المسيحي الديمقراطي. ويتعين على نواب حزبه في المقابل التصويت على القوانين التي تتقدم بها الحكومة الجديدة.
وفي حال ادانته يمكن لمحكمة امستردام اعلان عدم جواز انتخابه لكن المتحدث باسم وزارة الداخلية الهولندية فرانك فاسينار قال لفرانس برس ان ذلك اذا ما حدث سيشكل سابقة من نوعها.