الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 7038مزاجي : تاريخ التسجيل : 02/01/2010الابراج :
موضوع: حتى لا تتحول أديرتنا الى استراحات الأحد 3 أكتوبر 2010 - 12:49
حتى لاتتحول أديرتنا الى استراحات
سامر الياس سعيد ـ موقع عينكاوا كوم
معلوم بان الأماكن المقدسة لها حرمتها وطابعها الروحي المتسامي عن الامتزاج بما يرتبط بصلة بما للدنيويات وهذا أمر تتيحه كل الاعتبارات التي تتيحها الكنيسة لمؤمنيها وتقدمه عبر مواعظ ورسالات متواصلة فأديرتنا تتمتع بحرمة أجازتها الآلاف السنين التي مرت عليها لتنسج لها ذاكرة متصلة بعمق هذا التاريخ وتلاحمه كنسيج لايمكن ان تمزقه مراحل التطور بل على العكس تمنحه دعما خالصا تنبع من خلاله ثقافة المؤمن نفسه ولكن مع الأسف بات الواقع الذي تعيشه تلك الأديرة وهي تشهد زيارات المؤمنين لها خصوصا في أيام العطل مغايرا لتلك الحقائق التي سطرناها في مقدمة هذا المقال واليكم جانبا من زيارة أصفها بالمقضومة لدير مار متى فالكثير من الصور السلبية باتت تبرز من خلال الإقبال الذي يشهده هذا الدير مقابل ضعف التعامل الإيماني الذي يبديه المؤمن لدى زيارته لهذا الصرح الروحي البارز ومن أول تلك الصور السلبية ما يصدمك وأنت تطأ عتبة الدير فالمطابخ تتعبق برائحة الأكلات الموصلية وخصوصا (الدولمة ) التي تجبر حاسة الشم لديك على الاستنشاق في حين انك تقصد ديرا يحكي سيرة رهبان كان لهم بصمة بارزة على صعيد التاريخ المسيحي فليس من باب احترام تلك الشواهد الدينية ان نقصد الدير ونحن نحمل في زوادتنا من أطايب الطعام لكي نقضي وقتا بعيد كل البعد عن رسالة الزيارة الروحية وهو اقرب الى ان نعد هذا الصرح محطة لاستراحة مثله مثل ما تعج به المناطق الشمالية من مصايف ونتناسى ان لهذه الأديرة حرمة لايمكن المساس بها على كل حال من الأحوال ..لماذا لايمكن ان نبرمج زيارتنا للأديرة على أنها سير على منوال القديسين والرهبان الأوائل فنحمل من الطعام قليله او نعتبر تلك الزيارة محطة للصوم كبوابة للتشفع بقديس ذلك الدير وصحبه من الرهبان لكي تكون زيارتنا غير مرتبطة بالدنيويات بل نافذة للتقرب من العمق الروحي وإذ كانت روائح الأطعمة هي أول ما يستقبلنا فلماذا لانعمد لكي ننعش أنفاسنا برائحة البخور وهي تستقبل زوار الدير ..مجرد أمنيات تضاف الى معطيات أخرى كنا قد لمسناها فشعرنا إننا مازلنا نتعامل بقصور مع أماكننا المقدسة وخصوصا الكنيسة فحالما دخلناها صدمنا لان بعض المؤمنين كانوا لايعلمون أنهم داخل كنيسة فباشروا احاديثا جانبية مؤثرين على نقاء المكان واحترام ذوات أخرى كانت قد أطرقت برأسها لتتلو صلوات الأيمان والرجاء أما الأمر المؤلم في الموضوع ما شهدته بأم عيني وهو حوار لشاب وشابة لم يجدوا مكانا أفضل من زاوية قصية للكنيسة لكي يتبادلوا أطراف الحديث فيما كانت الكنيسة تشهد مراسيم لعماذطفل فأين بوادر الاحترام وهل استنبط الشاب والشابة ما كانا يفعلانه في تلك اللحظة ولم تفلح نظراتي إليهم في ان يقطعوا سلسلة أحاديثهم التي لم تجد مساحة أفضل من الكنيسة لكي يواصلوها ..أتمنى ان يحترم زوار الأديرة حرمة تلك الأماكن المقدسة وان تبادر إدارة الدير لوضع جملة من الضوابط التي ترفع من حرمة الدير الى مستوى يصعب انتهاكه من قبل بعض الزوار الذي يتمتعون بثقافة قاصرة إزاء تلك الأماكن المقدسة والاهم ان نرفع في زوايا تلك الأديرة لافتات تدعو لمنع التصوير بكل أشكاله تماما كما تعمد الأديرة الموجودة في سوريا الى رفع مثل تلك اللافتات احتراما لممارسة الشعائر الدينية بعيدا عن مزج طابع الزيارة بالطابع الشخصي البحت الذي لايتناسب تماما مع طابع الزيارة الروحي ..كلمات أردت من خلالها ان انقل واقع واحد من الصروح المهمة التي تزخر بها مدينتي ولكنها باتت تشكل غصات الم حالما تكتظ على جنبات الطريق المؤدي اليها سيارات الزوار الذي يقصدونها لأجل الاستجمام الشخصي لا التقرب لتلك الأماكن بغية التأمل الروحي فلذلك تطول مدد الزيارة وتتخللها قضاء أوقاتها بالكثير من الجوانب الترفيهية التي لايمكن ان تتقارب الى واقع المكان فضلا عن بعض الأطفال يلجاون لممارسة العاب دون ان يكون دور للاباء والأمهات بضرورة توعية هذا الجيل بضرورة احترام الدير وتجنب ممارسة الألعاب الرياضية ..
نقلا عن عنكاوا . كوم
حبيب حنا حبيب عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :
موضوع: رد: حتى لا تتحول أديرتنا الى استراحات الأربعاء 6 أكتوبر 2010 - 22:23
تسلم الأيادي شمّاسـنا العزيز ~ يوسف حودي ~ على هــذا الموضوع الممتاز !!! خالص تقديرنــــا وآحترامنـــــا ...