مقاربة بين صلاة المسيحيين وصلاة المسلمين / الجزء الثاني
القس لوسيان جميل
مقاربة بين صلاة المسيحيين وصلاة المسلمين / الجزء الثاني
بدلالات عديدة، منها الكلام عن اله اليهود من خلال تشبيهٍ زراعي وهو تشبيه الغلة المكدسة التي تكون ملك صاحبها. فكلمة مكدس هي نفسها كلمة " مقدس ". وتعني الغلة التي لا يجوز لأحد ان يمسها. فاله اليهود لا يُمس لأنه ملك ذاته. هو يتحكم بالعالم ولا احد ولا شيء يتحكم به، مما في السماء ومما على الأرض، بحسب الفكر اليهودي.هو يأمر ولا احد يستطيع ان يخاصمه او يعصى اوامره. فاسم الله محفوظ ومهاب. وهذا هو معنى: ليتقدس اسمك. اي ليكن اسمك مهابا من عبادك. غير ان كل هذا، يأتي بعكس ما هو منحل وساقط على الأرض من غلة، حيث يكون مباحا لكل من يحتاج. هذا مع العلم ان هذه العبارات المذكورة تشكل قاعدة ودستورا للآهوت يصلح لجميع الشعوب، بعد ان تتم مطابقة هذه القاعدة بشكل عملي على حياة الشعوب في اي زمان ومكان بشيء يسمى التأويل والتأوين، اي بشيء من مراعاة ظرف الزمان.
ثم تأتي عبارة اعتراف بحقوق الله من قبل الانسان، بحسب العبارة التي تقول: لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض. وتأتي عبارة اعطنا خبزنا كفافنا لهذا اليوم. فنحن يكفينا ذلك لأننا نعرف ان الهنا بعنايته الالهية لا يترك احدا يموت جوعا، حسب الفكر اليهودي، وحتى الفكر المسيحي في عصوره القديمة. فالصلاة تقول ان الهنا محب ورحيم يهتم بطيور السماء وسمك البحر، فكيف لا يهتم بنا، نحن شعبه، اليوم نقول نحن البشر؟! ثم تاتي عبارة واغفر لنا ذنوبنا كما نحن ايضا نغفر للمذنبين الينا. هنا يوجد إشكال بسيط في معرفة من كان المذنبون الى بني اسرائيل الذين تنطبق عليهم عبارة:
واغفر لنا ذنوبنا وخطايانا كما نحن ايضا نغفر لمن اخطأ الينا، وفي هذا الأمر نرى ان نضع عدة احتمالات. فهل كان المذنبون بحق الشعب الاسرائيلي الرومان الذين احتلوا الأمة الاسرائيلية سنة 70 ميلادية. ام كان المذنبون الى الأمة الاسرائيلة الأشوريون الذين احتلوا جزءا من السامرة وسبوا اهلها الى مناطق حكم آشور، ام كان المذنبون خاصة نبوخذنصر وغيرهم الذين كانوا قد ساقوا بني اسرائيل اسرى الى بابل او غير بابل. في هذه المسألة لا اتفلسف مثل السيد نيسكو، لأن ما يخصني هو التاريخ الحضاري وليس تاريخ الأرشيف. علما بأن لهذه الملاحظة تطبيقات كثيرة، لا نحتاجها كلها في هذه المقاربة. هنا فقط: استطيع ان اقول بأن الذين كانوا قد غفروا للمذنبين اليهم، قد يكونون جماعة كنيسة كوخي المشرقية، الذين قبلوا المسيحية وغفروا بالتالي للذين كانوا قد سبوهم في زمن سابق بعيد. ثم كان ان دخل هذا الغفران الى انجيل متى اليوناني وليس الى انجيل متى المفقود او المدمر.المسيحيين والمسيحيين
ثم تأتي عبارة ولا تدخلنا في تجربة اهمال حقوق اله بني اسرائيل الواحد المتميز عن الآلهة الوثنية. فالتجربة التي كان قد وقع فيها بنو اسرائيل اثناء عودتهم الى ما كانوا يسمونه ارض الميعاد مفادها ان موسى بعد ان تأخر في الجبل مبهورا بالعليقة الملتهبة، كما تقول قصة موسى التوراتية، نزل اخيرا الى حيث كان يخيم بنو اسرائيل، فوجد شعبه وقد عملوا لهم عجلا من ذهب، كعجل الفرعونيين.
من هنا تطلب صلاة المسيحيين من الهها القوي العزيز ان لا يجربهم هم ايضا فيسقطوا في خطيئة العودة الى تجربة بني اسرائيل في الصحراء. اي يطلبون من الههم بأن لا يجربهم لأنهم يخافون السقوط في تجربة كسب المال الحرام ووضع هيبتهم الباطلة المناقضة للمحبة الأخوية في صدارة ما يسعون اليه، هذا فضلا عن تجربة الوثوق بالجاه السياسي والاجتماعي المنافيين لمطلب المحبة الأخوية والتعاضد بين الاخوة في السراء والضراء. فالبشر ليسوا جزرا معزولة بعضها عن بعض، لكن البشر آنية مستطرقة يكون الماء في جميع هذه الآنية بارتفاع واحد، كما يقول توماس ميرتن Thomas Merton وبناء على وضعية الانسان الضعيفة هذه في السقوط في تجربة التعالي على الآخرين وعبادة العجل الذهبي بمعانيه الواردة اعلاه، تطلب الصلاة الربانية من الهها، ان ينجينا من الوقوع فريسة تجربة العجل الذهبي وينقذنا من الشرير المجرب الذي يقود البشر الى عبادة المال والجاه العشائري والسياسي الذي يسعى اليه الكثيرون بطرق غير مشروعة واحيانا اجرامية. لذلك نرى بوضوح ان هذه الصلاة هي صلاة جماعة بني اسرائيل وليست صلاة افراد، كما يحصل اليوم خارج الكنيسة، في صلاة الوردية مثلا. اما ختام صلاة المسيحيين في الطقس المشرقي فهي اعادة لمحتوى الصلاة الربية التي تكلمنا عنها.
واذن ليطمئن جميع الإخوة والأخوات الذين سيقرؤون مقالتي هذه، من ان مقاربتي هي فقط للاشارة الى النقاط المشتركة بين صلاة الاخوة المسيحيين وصلاة الإخوة المسلمين. مع رغبتي الأكيدة في ان يكون تقارب النصوص سبيلا الى تقارب الأرواح ايضا. وبهذا المعنى، لربما نلتقي البابا فرنسيس وانا في مسألة التقارب والتحابب والاحترام المتبادل بين الأديان. هذا، من جهة، ومن جهة ثانية فقد نشرت بين المسيحيين في تلكيف وفي البلدات المسيحية المجاورة، النظرة العلمية الجديدة الى الأشياء والقيم تتسم بخطوة جريئة نحو العلمية الجذرية التي ابشر بها في ايامنا. فكانت الحياة الايمانية حيث مررت، كما كانت المقالات والكتابات والتوجيهات التي كنت قد اعطيتها قد جاءت باتجاه تحديث الحياة الايمانية ونقل المسيحيين بكافة ثقافاتهم واعمارهم من فكرهم القديم الى الفكر العقلاني المتسم ببعض العلم الذي ينير الفكر، وخاصة في مسألة العبادات والأصوام وقيمتها الحقيقية. فالمعروف اني كنت قد نجحت نجاحا باهرا في هذا الموضوع الذي فيه كنت اتوجه الى المسيحيين فقط. هذا، مع العلم اني كنت متحفظا في مسائل عديدة ولم اكن جذريا، ليس بسبب من اوصل اليهم البشرى الايمانية فقط، ولكن فيما كان يخصني انا شخصيا في ذلك الوقت. ولهذا لم الاحظ اي نقد واي امتعاظ من تعليمي، سوى من بعض العجائز او المتخلفات ايمانيا وفكريا. علما بأني لمست بنفسي قوة التأييد لتعليمي الذي كان فعلا يتسم بنوع من الكاريزما ( موهبة ). كيف ذلك؟ فبعد ان تم تهجيرنا الى دهوك بسنوات عدة، ذهبت مع اختي واخي الى تلكيف. ثم بعد زيارة بيتنا واستراحتنا فيه عرجدنا على الكنيسة: كنيستني المحبوبة التي كنت مشتاقا الى رؤيتها على الرغم من الحالة المزرية التي كانت قد وصلت اليها بعد ان نهبت العشائر العربية بيوت المسيحيين وبيتي الشخصي انا الذي كنت احسب ان المسلمين لن يقتربوا الى بيتي، وبالتالي لن يقتربوا من الكنيسة. ولكن هل احقد عليهم وانتقم منهم عندما تواتيني الفرصة؟ واقول بصراحة: الفرصة قد واتتني بعد مجيء السيد بايدن الى حكم امريكا. ولكن انا مالي والسيد بايدن وما يفعله او لا يفعله بالعشائر العربية. فأنا ابن مخلص لكنيستي ولذاتي الطيبة في جوهرها. ولذلك ليس بيدي، من جهتي الشخصية سوى ان اعفو من كل قلبي بحسب من قال وهو على الصليب: يا ابتاه اغفر لهم لأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون. قول البابا الذي قال: ان المحبة تغلب على ضعف البشر. هذا مع اني شخصيا كنت ميالا الى المغفرة بحسب قول السيد المسيح.
+ واذن وبعد تهجيرنا الى دهوك بفترة لا باس بها، صادف ان ذهبت الى تلكيف، وتوجهت اولا الى بيتي، ثم زرت كنيستي العزيزة. هناك استقبلنا الأب شربيل، اختي واخي وانا واخذ لنا صورا تذكارية، ثم من دون علمنا وضع الأب المذكور تلك الصور على الفيس بوك. واذا بعد قليل اُمطر فيس بوك الأب شربيل ب/ 176 تعليقا ولا احسن منها، حيث كانت في مقدمة المعلقين طبيبة تلكيفية لعائلة صديقة تسكن في الولايات المتحدة منذ فترة من الزمن. فقد قالت تلك الطبيبة: لقد افتقدناك يا ابونا. هذا وبعين المعنى تقريبا جاءت سائر التعليقات الأخرى، ليس من اهالي تلكيف فقط، ولكن من طلاب الدورة اللاهوتية في الموصل، حيث قال احدهم: اين كنا واين صرنا. ثم حدث ان السيد سفيان وكيل اعمال سيدنا البطريرك وضع لي هو الآخر صورة على الفيس بوك الخاص به، فكان مجموع المعلقين في الفيس بوكين حوالي 400 معلق بعض المعلقين وضعوا فقط اسمهم من دون تعليق. اما المعلقين على فيس بوك سفيان فكانوا ايضا حوالي 172
هنا فقط مرورا سريعا اقول فيه: بأن القس لوسيان لم يكن درويشا ولم يكن من هواة السكن في الصوامع وفي المغائر، كما كان يفعل بعض قديسي ايام زمان، ومنهم الرهبان الكرمليين الحفاة. وكذلك سكنة دير الربان هرمز في اعلى جبل القوش. وربان بويا في شقلاوة، ولكنني لم اكن اقبل ان اعيش كسيد وكرئيس عشيرة واعيان تلكيف. انا عندما صرت قسيسا كانت الطبقة الوسطى تستخدم قنبات معمولة من بواري مع تطبيق المقعد ببعض التختات الخشبية، وكان سعرها آنذاك زهيدا تتحمله الطبقة الوسطى.اما بعض وجهات تلكيف فكانوا وحدهم يملكون قنفات بطيخة – هكذا كانوا يسمونها. ومع ذلك انا لم احاول ان اقتدي بأعيان تلكيف ورؤسائهم. فاستخدمت قنفات البواري، وهكذا كان قد فعل الأب روفائيل كانونا، رحمه الله. هنا اذكر ان ضابط شرطة في تلكيف كان في زيارتي فكان مسرورا جدا لما رأى بساطة غرفة استقبال كنيستي، مع اني كان يمكنني ان اشتري على حساب الكنيسة قنفات بطيخة غالية الثمن. احد الأشخاص المقرين من الكنيسة اراد ان يعمل مني كما هو حال العشائر حيث يأتي الخادم ويقدم القهوة او الشاي للزوار. قال لي المقرب من الكنيسة: لماذا لم تعين الساعور مثلا لكي يقدم واجب الضيافة لخطارك. قلت له فورا: من يأتي عندي خطار هي خطاري انا لآنه صديقي، وانا بيدي اقدم له الضيافة!!!
اما بعد ان تغيرت احوال الناس في العراق، وبدأ الناس يؤثثون غرف الاستقبال بقنيات تشبه قنبات البطيخة حينئذ انا ايضا اشتريت مثل تلك القنبات.
+ بعد هذا الاستطراد المتعمد، نصل الى بيت القصيد ونقارن بين الصلاة الربانية المسيحية والصلاة عند الاخوة المسيحيين. وهنا قد يقول لي قائل: ترى كيف يحدث ان تتشابه او بالأحرى تتماثل صلاة المسلمين مع صلاة المسيحيين، في حين هناك ستة قرون بين ظهور المسيحية وظهور الاسلام؟ اقول بوضوح: انا شخصيا انظر الى الصلاتين وارى بينهما تقاربا عظيما، ولا يهمني هنا كيف حصل هذا التقارب، لأن الخوض في هذه المسألة قد يعقد علينا امور المقاربة. لنرى اذن التماثل بأنفسنا.
صلاة المسلمين: اننا نلاحظ ان صلاة المسلمين تبدأ بمقدمة تقول: لا يكلف الله نفسا الا وسعها.ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا، ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا،ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به،واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين. ( ملاحظة: ان عبارة ان نسينا السريانية ) تعني اذا جُربنا- او اذا سقطنا في تجربة، او حتى اذا حدث لنا ميل نحو تجربة منحرفة.
هنا يهمني كثيرا ان اكتشف معنى آية المقدمة لكي افهم حقيقة صلاة المسلمين، ومعنى فزع المسلمين من الشرير ومن الكافرين ومن الخطأ، وخوف المسلمين لا بل فزعهم من الدينونة في يوم القيامة العظمى، والذي يسمى ايضا بيوم الحشر والنشر.
ولكن قبل ذلك اود ان اشير الى ان كلمة ربنا هي مماثلة لكلمة: ابانا الذي في السماوات، لأن المسلمين يضمرون ايضا ان الهم هو في اعالي سمائه المقدسة. ودعوة ليأت ملكوتك ترادفها فكرة حكم اللهمْ على الخليقة كلها، وكذلك لتكن مشيئتك يرادفها القبول بأمر الله في حالة موت الأحباء او مرشهم او اعاقتهم، او في حالة مصاب جلل يحيق بالعالم او بمصلحة من مصالح فرد من الأفراد، كأن يحدث جفاف من قلة المطر او يحدث برد ( حالوب ) يتلف الزرع او ما شاكل ذلك. وهناك قول يستخدم عند المسلمين عند النجاح او في حالة الرخاء فيقولوون: هذا من فضل ربي. ثم تأتي المخاوف من الوقوع في المعصية والخوف من الدينونة الأخيرة الذي يسبب عند كثير من الاخوة المسلمين التلذذ بطلب الغغران والعفو من الله والصفح عن الذنوب يوم الحشر والنشر. الأمر الذي يزيد من اطمئنان المؤمن المسلم على مصيره في يوم القيامة. في المسيحية هناك منبر الاعتراف قد يهدأ البعض ويجعلهم مطمئنين حول الصفح الذي يأتيهم عن طريق كرسي الاعتراف. مع ذلك كنا نشاهد حالات كثيرة كان بودهن ان يعترفن كل اسبوع بخطاياهن.، يعني كان يصيبهن نوع من الوسواس.
واذن لنرى قليلا ما يقوله متى عن يوم القيامة الأخير.
ما هي القيامة الأخيرة؟
نطلق على قيامة البشرية في نهاية التاريخ أسماءً مختلفة منها يوم القيامة ويوم الدينونة واليوم الأخير ويوم الحساب، حيث يعطي كل اسم منها شعوراً مختلفاً من الخوف والرعب. ستخبرك جميع الديانات أنك ستقف في يوم الدينونة أمام كرسي الله الديّان، وسيتم تقديم أعمالك الصالحة والطالحة امام الديان موضوعة على ميزان ليتم وزنها. إن زادت حَسَناتك عن سيئاتك فستذهب إلى الفردوس، لكن، إن زادت سيئاتك عن حسناتك فإنك ستتعذب في النار.
لنشاهد الرعب الذي تخلقه تلك الأيام.
الأصحَاحُ الرَّابعُ وَالْعِشرُونَ
1ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ وَمَضَى مِنَ الْهَيْكَلِ، فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ لِكَيْ يُرُوهُ أَبْنِيَةَ الْهَيْكَلِ. 2فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«أَمَا تَنْظُرُونَ جَمِيعَ هذِهِ؟ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لاَ يُتْرَكُ ههُنَا حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ لاَ يُنْقَضُ!».
3وَفِيمَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ، تَقَدَّمَ إِلَيْهِ التَّلاَمِيذُ عَلَى انْفِرَادٍ قَائِلِينَ:«قُلْ لَنَا مَتَى يَكُونُ هذَا؟ وَمَا هِيَ عَلاَمَةُ مَجِيئِكَ وَانْقِضَاءِ الدَّهْرِ؟» 4فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:«انْظُرُوا! لاَ يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ. 5فَإِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ بِاسْمِي قَائِلِينَ: أَنَا هُوَ الْمَسِيحُ! وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ. 6وَسَوْفَ تَسْمَعُونَ بِحُرُوبE وَأَخْبَارِ حُرُوبٍ. اُنْظُرُوا، لاَ تَرْتَاعُوا. لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ تَكُونَ هذِهِ كُلُّهَا، وَلكِنْ لَيْسَ الْمُنْتَهَى بَعْدُ. 7لأَنَّهُ تَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ، وَتَكُونُ مَجَاعَاتٌ وَأَوْبِئَةٌ وَزَلاَزِلُ فِي أَمَاكِنَ. 8وَلكِنَّ هذِهِ كُلَّهَا مُبْتَدَأُ الأَوْجَاعِ. 9حِينَئِذٍ يُسَلِّمُونَكُمْ إِلَى ضِيق وَيَقْتُلُونَكُمْ، وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنْ جَمِيعِ الأُمَمِ لأَجْلِ اسْمِي. 10وَحِينَئِذٍ يَعْثُرُ كَثِيرُونَ وَيُسَلِّمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَيُبْغِضُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. 11وَيَقُومُ أَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ كَثِيرُونَ وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ. 12وَلِكَثْرَةِ الإِثْمِ تَبْرُدُ مَحَبَّةُ الْكَثِيرِينَ. 13وَلكِنِ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ. 14وَيُكْرَزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ هذِهِ فِي كُلِّ الْمَسْكُونَةِ شَهَادَةً لِجَمِيعِ الأُمَمِ. ثُمَّ يَأْتِي الْمُنْتَهَى.
15«فَمَتَى نَظَرْتُمْ «رِجْسَةَ الْخَرَابِ» الَّتِي قَالَ عَنْهَا دَانِيآلُ النَّبِيُّ قَائِمَةً فِي الْمَكَانِ الْمُقَدَّسِ لِيَفْهَمِ الْقَارِئُ 16فَحِينَئِذٍ لِيَهْرُب الَّذِينَ فِي الْيَهُودِيَّةِ إِلَى الْجِبَالِ، 17وَالَّذِي عَلَى السَّطْحِ فَلاَ يَنْزِلْ لِيَأْخُذَ مِنْ بَيْتِهِ شَيْئًا، 18وَالَّذِي فِي الْحَقْلِ فَلاَ يَرْجعْ إِلَى وَرَائِهِ لِيَأْخُذَ ثِيَابَهُ. 19وَوَيْلٌ لِلْحَبَالَى وَالْمُرْضِعَاتِ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ! 20وَصَلُّوا لِكَيْ لاَ يَكُونَ هَرَبُكُمْ فِي شِتَاءٍ وَلاَ فِي سَبْتٍ، 21لأَنَّهُ يَكُونُ حِينَئِذٍ ضِيقٌ عَظِيمٌ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ مُنْذُ ابْتِدَاءِ الْعَالَمِ إِلَى الآنَ وَلَنْ يَكُونَ. 22وَلَوْ لَمْ تُقَصَّرْ تِلْكَ الأَيَّامُ لَمْ يَخْلُصْ جَسَدٌ. وَلكِنْ لأَجْلِ الْمُخْتَارِينَ تُقَصَّرُ تِلْكَ الأَيَّامُ. 23حِينَئِذٍ إِنْ قَالَ لَكُمْ أَحَدٌ: هُوَذَا الْمَسِيحُ هُنَا! أَوْ: هُنَاكَ! فَلاَ تُصَدِّقُوا. 24لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ، حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضًا. 25هَا أَنَا قَدْ سَبَقْتُ وَأَخْبَرْتُكُمْ. 26فَإِنْ قَالُوا لَكُمْ: هَا هُوَ فِي الْبَرِّيَّةِ! فَلاَ تَخْرُجُوا. هَا هُوَ فِي الْمَخَادِعِ! فَلاَ تُصَدِّقُوا. 27لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْبَرْقَ يَخْرُجُ مِنَ الْمَشَارِقِ وَيَظْهَرُ إِلَى الْمَغَارِبِ، هكَذَا يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ. 28لأَنَّهُ حَيْثُمَا تَكُنِ الْجُثَّةُ، فَهُنَاكَ تَجْتَمِعُ النُّسُورُ.
29«وَلِلْوَقْتِ بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأَيَّامِ تُظْلِمُ الشَّمْسُ، وَالْقَمَرُ لاَ يُعْطِي ضَوْءَهُ، وَالنُّجُومُ تَسْقُطُ مِنَ السَّمَاءِ، وَقُوَّاتُ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ. 30وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ، وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ. 31فَيُرْسِلُ مَلاَئِكَتَهُ بِبُوق عَظِيمِ الصَّوْتِ، فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ الأَرْبَعِ الرِّيَاحِ، مِنْ أَقْصَاءِ السَّمَاوَاتِ إِلَى أَقْصَائِهَا. 32فَمِنْ شَجَرَةِ التِّينِ تَعَلَّمُوا الْمَثَلَ: مَتَى صَارَ غُصْنُهَا رَخْصًا وَأَخْرَجَتْ أَوْرَاقَهَا، تَعْلَمُونَ أَنَّ الصَّيْفَ قَرِيبٌ. 33هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا، مَتَى رَأَيْتُمْ هذَا كُلَّهُ فَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَرِيبٌ عَلَى الأَبْوَابِ. 34اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَمْضِي هذَا الْجِيلُ حَتَّى يَكُونَ هذَا كُلُّهُ. 35اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ.
36«وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ، إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ. 37وَكَمَا كَانَتْ أَيَّامُ نُوحٍ كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ. 38لأَنَّهُ كَمَا كَانُوا فِي الأَيَّامِ الَّتِي قَبْلَ الطُّوفَانِ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَتَزَوَّجُونَ وَيُزَوِّجُونَ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ نُوحٌ الْفُلْكَ، 39وَلَمْ يَعْلَمُوا حَتَّى جَاءَ الطُّوفَانُ وَأَخَذَ الْجَمِيعَ، كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ. 40حِينَئِذٍ يَكُونُ اثْنَانِ فِي الْحَقْلِ، يُؤْخَذُ الْوَاحِدُ وَيُتْرَكُ الآخَرُ. 41اِثْنَتَانِ تَطْحَنَانِ عَلَى الرَّحَى، تُؤْخَذُ الْوَاحِدَةُ وَتُتْرَكُ الأُخْرَى.
42«اِسْهَرُوا إِذًا لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ يَأْتِي رَبُّكُمْ. 43وَاعْلَمُوا هذَا: أَنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ الْبَيْتِ فِي أَيِّ هَزِيعٍ يَأْتِي السَّارِقُ، لَسَهِرَ وَلَمْ يَدَعْ بَيْتَهُ يُنْقَبُ. 44لِذلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُسْتَعِدِّينَ، لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لاَ تَظُنُّونَ يَأْتِي ابْنُ الإِنْسَانِ.
45فَمَنْ هُوَ الْعَبْدُ الأَمِينُ الْحَكِيمُ الَّذِي أَقَامَهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُمُ الطَّعَامَ فِي حِينِهِ؟ 46طُوبَى لِذلِكَ الْعَبْدِ الَّذِي إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُ يَجِدُهُ يَفْعَلُ هكَذَا! 47اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يُقِيمُهُ عَلَى جَمِيعِ أَمْوَالِهِ. 48وَلكِنْ إِنْ قَالَ ذلِكَ الْعَبْدُ الرَّدِيُّ فِي قَلْبِهِ: سَيِّدِي يُبْطِئُ قُدُومَهُ. 49فَيَبْتَدِئُ يَضْرِبُ الْعَبِيدَ رُفَقَاءَهُ وَيَأْكُلُ وَيَشْرَبُ مَعَ السُّكَارَى. 50يَأْتِي سَيِّدُ ذلِكَ الْعَبْدِ فِي يَوْمٍ لاَ يَنْتَظِرُهُ وَفِي سَاعَةٍ لاَ يَعْرِفُهَا، 51فَيُقَطِّعُهُ وَيَجْعَلُ نَصِيبَهُ مَعَ الْمُرَائِينَ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ.
اعزائي مما نعرفه هو ان صلاة المؤمنين المسلمين فيها ايضا مثل هذا الرعب والخوف من ان يكون المسلم قد تجاوز خصوصية الاله وتسلطه على كل انسان، وعلى ما يرى وما لا يرى. وفكرة الميزان في يوم القيامة موجودة ايضا عند الاخوة المسلمين، ولذلك نفهم وجود الفزع من يوم الحشر والنشر. المسلم يخاف عندما لم يكن متأكدا من كونه لم يتعدى حقوق الله وحقوق اخوته البشر، ولم يتعالى عليهم ولم يستعبد احدا منهم لأنه كان ضعيفا، وغير ذلك الكثير. انا هنا لست اعرف كيف يمكن لمن خربوا كنائس المسيحيين ونهبوا بيوتهم، كيف يمكنهم من دون تعويض حقيقي ان يصلوا صلاة المسلمين، وكيف يتجاسرون بأن يقولوا: ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على من قبلنا؟ واذن كثير من المسلمين يكون من الطبيعي ان يرتعدوا امام فكرة يوم الحشر والنشر. ولهذا نجد صلاة المسلمين ممتلئة من طلب العفو والغفران من الله، وبهذا اذن تشبه صلاة الاخوة المسلمين صلاة الاخوة المسيحيين، وتعود الصلاتين الى صلوات اليهود في العهد القديم. وقانا الله شر الكفر وشر التجاوز على حقوق الهنا حتى وان كان الهنا: غفورا رحيما.
[size=32]للراغبين الأطلاع على الجزء الأول:[/size]