الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61368مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: أسوأ من الحياة في غابة : سعاد عزيز الثلاثاء 6 أبريل 2021 - 20:02
أسوأ من الحياة في غابة
سعاد عزيز
أسوأ من الحياة في غابة
منذ أن قام نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ببسط نفوذه على العراق بطرق واساليب مختلفة لعل من أبرزها الاحزاب والميليشيات التابعة له والتي تقوم بأداء دور النظام الايراني بالوکالة أو کطابور خامس، ولاريب من إنه لو وجهت سٶالا للشعب العراقي عن أسوأ شئ حدث بعد الاحتلال الامريکي للعراق، فإنه سيبادر للقول التدخلات الايرانية والاحزاب والميليشيات العميلة المتداعية عنها وماجنته وتجنيه بحق العراق والشعب العراقي.
مسلسل عمليات القتل والسلب والنهب والترويع والفساد الذي لاأول ولاآخر له بفعل إستمرار الدور والنفوذ المشبوه والخبيث للنظام الايراني في العراق، لايزال مستمرا وإن ماقد کشفت عنه وكالة "فرانس برس" من خلال تحقيق دام 6 أشهر، عن وجود "شبكة مافيوية كبيرة" على الحدود الإيرانية العراقية، تستخدمها الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، حيث تتدفق مليارات الدولارات عن طريق الاختلاس والرشوة في جيوبها. بمثابة جريمة أخرىتقوم بإرتکابها الميليشيات بحق الشعب العراقي. والملفت للنظر إنه قد ورد في هذا التقرير الصادم الذي تم نشره يوم 29 مارس 2021، أن المجموعات المافيوية المشكلة على طول الحدود الإيرانية العراقية جعلت مليارات الدولارات من خزائن الحكومة العراقية مصدر دخل للميليشيات والأحزاب السياسية والمسؤولين الفاسدين؛ من خلال التحايل على الرسوم الجمركية وتلقي الرشاوى. والانکى من ذلك إن هذا التقرير يفيد بأن المستفيدين الرئيسيين من هذا الوضع هم الميليشيات المدعومة من إيران التي تهدد حتى بقتل مسؤولي الجمارك الذين يقفون عقبة في طريقها. وأشار التقرير المذكور إلى أن هناك شبكة مافيوية متمركزة بكثافة في المناطق الحدودية والجمركية بين إيران والعراق، وأن وزير الاقتصاد العراقي وصفهم بـ "لصوص الحكومة".
هذه الحالة السلبية المضرة بإقتصاد العراق والتي تساعد ومن دون شك على إستمرار حالة الفلتان وعدم الاستقرار، فإن مسٶول في الجمارك لعراقية قد أجاد الوصف عندما قال بشأن هذه الحالة المخزية: "إن الوضع لا يوصف، إذ أنه أسوأ من الحياة في الغابة، فالحيوانات تأكل في الغابة وتشبع، أما هؤلاء فإنهم شبكة مافيوية لا يكتفون بالشبع"، والمثير في هذا التقرير إنه لم يرغب جميع المسؤولين الحكوميين وموظفي الجمارك الذين شاركوا في تحقيق وكالة "فرانس برس" وأجروا معها مقابلات؛ في الإفصاح عن أسمائهم خشية من المخاطرة وتعرضهم للتهديد بالموت. وهو مايمکن إعتباره أکثر من تأکيد عملي على الدور الاجرامي لهذه الميليشيات والذي يتجاوز کل الحدود، لکن، الاهم من ذلك إننا يجب أن لاننسى أو نتجاهل من يقف خلف هذه الميليشيات ويعتبرها يده الضاربة والذي ليس سوى النظام الايراني!!