رمضان بالمهجر _اللهيوي جعفر

اللهيوي الوهابي جعفر/
في زمن لم تكن كورونا ونعود الى سنتين للوراء لنحكي عن رمضان وتجربتي في السفر داخل فضاء شنغن عندما ترسو السفينة عبر مضيق جبل طارق الى الضفة الاخرى التي تفصل القارة الافريقية بالاوروبية وتحط رجليك على تلك الاراضي التي تمتد من الجزيرة الخضراء الى القطب الشمالي من الكرة الارضية شرقا حيث إطاليا والنمسا واليونان والحدود المجرية والتشيكية وغربا البرتغال ومقاطعة نوماندي بفرنسا التي تطل على بحر المانش حيث بريطانيا العظمى ان كان بآمكانك السفر اليها حيث توجد حرية المعتقد و لنسافر داخل دول( الكفار ) الذي اعتاد العوام ممن يدعون عليهم بالهلاك، يستقبل مسلمي العالم شهر رمضان المعظم داخل تلك الدول ليبدأ الاحتفال بالشهر الكريم الذي هو فرصة لكل المسلمين وعطلة وعيدا لهم ليتراحموا فيما بينهم ويتعاونوا على البر والرحمة والتعبد لله في جماعة والتعبد لايقتصر على الصلاة فقط بل المساواة فيما بينهم بما فيه حقوق سنها الشرع الالهي كالافطار الجماعي الذي  يقام بالشوارع في كل مدينة توجد بها الجالية الاسلامية فهنا تجتمع كل الطوائف والمذاهب والاجناس بكل ألوانها وإختلاف ألسنتها تحت راية لاإلاه إلا الله محمد رسول الله فترى الفقير يتقاسم مع الغني مائدة الافطار وكلهم متساوون تحت نظام لايظلم أحدا ويساعد في حراستهم بالشرطة المدربة على صد اي هجوم غادر او مايسمى بالارهاب وأنت فقط جالس تتناول وجبتك هادئا  وهناك تفتقد مايسمى بمفهوم الدولة لأنك داخل دولة وسطها عدة دول وهو الامر الذي يشكل الكتلة عند جميع الطوائف أنك مسلم لاإختلاف لك مع أي أحد لا في صيامك او قيامك أو قعودك وهناك تخضع كل الرقاب والبطون الجائعة لخالقها التي أفشى السلم داخلها ونزع مايسمى بالطبقية ومفهوم التبعية والاشكالات التي يخلقها لك نظام كان مستبدا لك بحياتك قبل هجرانه والبحث عن ذاتك وسط نظام يهتم لحياتك وأبنائك ويضمن لك مستقبلك ويكفيك عن  حزن الماضي بوطنك الام  و هناك داخل  تلك القارة تعلم أنك مسلم وتنتمي إلى دين يجمع بينك وبين الآخرين في ذاك الشهر الذي تكثر فيه رحمة الرب ولك الا ان تحترم القوانين والقواعد التي تخلق لك ذاك الجو الروحاني داخل عالم لاتنتمي اليه لاعرقيا ولادينيا كأنك داخل إحتفال يدوم لشهر كامل ،،فقد يمكن لك ان تكون غير شغالا أو عاطل عن العمل فيمكن لك الا ان توفر بعض النقوذ للسفر الى أي جهة حيث اردت أن تكون فمرحبا بك في أي مقاطعة توجد بها مختلف المساجد لمختلف الاعراق يمكن أن تدخل اي مسجد أو أي مركز إسلامي فهناك المبيت والاكل جاهز فما عليك إلا أن تكون بين إخوانك فهناك أيضا من يستغل الشهر من المسلمين الغير قادرين على الافطار للولوج الى حيث إخوانهم فبطاقتك التي تخول لك الدخول هي السلام عليكم والصمت ،،لا تحتاج الى هوية او بطاقة شخصية لتدخل الى بيت الرحمن او أي شارع يعد فيه الافطار الجماعي فتلك الوجبة كافية لك ان تصوم للغد وان اردت ان تأخذ معك للسحور فما عليك الا ان تطلب emporter  وتأخذه معك الى منزلك او اي مكان تتواجد فيه فهذا الشهر المبارك فيه فوائد كثيرة لا تحصى فمنها انه لا فقر ولاحزن ولا تشرد وان كنت تتواجد بأولى ايامك هناك ،،شخصيات وأغنياء تراهم يساهمون بقدر الامكان في نجاح هذا الشهر لارغبة في نيل إعجاب الاخرين أو نيل شهادة أو ولوج البرلمان فكل مايقدمونه يكون في سبيل الله فكل يمضي في سبيله وانه يعلم ان الفضاء الذي يتواجد به ليبيرالي يحتاج فقط لمن هو ناجح في اعماله وتقديم اي عمل غير مغشوش لايحتاج للحيل كونه نظام منطقي ،فطيلة الشهر الكريم كنت أتجول ارباع ألمانيا ولوكسنبورغ وبلجيكا تائه بين الازقة والقطارات أنتظر غروب الشمس لادخل حيث اول آذان أسمعه لصلاة المغرب آخذ الصف مع إخواني لا أبالي بأي دولة أنا بها ولا أخاف من الغد ان ابقى جوعان لاني سأكون صائما أبحث عن غريب من وطني أو غير ذلك قد يكون من الجزائر او السينغال او أي مكان تائه مثلي في شهر الرحمة داخل وطن توجد به اوطان وحلمه هو حلمي واتجاهه هو اتجاهي ونقطة وصول واحدة .
لافرق بين عجمي او عربي الا بالتقوى ........وهكذا هو رمضان لكل الجاليات بأوروبا انها تعيش المساواة تحت راية بما تسمى لاألاه الا الله محمد رسول الله.