عملية إقصاء معظم مرشحي الرئاسة في إيران والذين تجاوز عددهم أکثر من 500، وحصرها في 7 أشخاص محسوبين على المرشد الاعلى للنظام، لايبدو إن العالم يمکن أن يتقبلها ويرى فيها علامة طيبة وحسن نية من جانب النظام خصوصا بعد أن قام خامنئي بدعم عملية الاقصاء وعدم الاستماع للنداءات التي طالبته بإعادة النظر في العديد من المرشحين مما يثبت بأنه کان هناك ثمة إتفاق ضمني على ذلك، ولازال الاعلام العالمي ووکالات الانباء تتناول هذا الموضوع وتتحدث عنه.
صحيفة"واشنطن بوست" وصفت عملية الاقصاء بأنها علامة على انعدام الأمن داخل النظام عندما کتبت:" أصدر مجلس صيانة الدستور، الثلاثاء، 25 مايو، قائمة بأسماء المرشحين للرئاسة، تضم متطرفين فقط. ويقول محللون إن هذا مؤشر واضح على انعدام الأمن داخل نظام يشعر بتهديدات داخلية وخارجية متزايدة"، في حين كتب مارك دوبويتز، المدير التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، في 26 مايو، بعد يوم واحد من عملية المقصلة والاستبعاد، وعزل المرشحين وإجراء عمليات جراحية مكثفة من قبل مجلس صيانة الدستور، في إشارة إلى مقال نشرته مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات. الديمقراطيات بعنوان "12 شرا". كنت أقرأ للتو تقرير "الاثني عشر شريرا" عن مهندسي القمع في الجمهورية الإسلامية من قبل مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD). "تذكير جيد بما فعله رائد الانتخابات الرئاسية والخليفة المحتمل للمرشد الأعلى للنظام، أي إبراهيم رئيسي القاسي، بالشعب الإيراني"، في حين أن وکالة رويترز قد نقلت عن خطاب خامنئي: "أيد خامنئي استبعاد المرشحين من قبل هيئة رقابية صارمة. تشير استطلاعات الرأي الرسمية، بما في ذلك استطلاع أجراه التلفزيون الحكومي التابع للنظام الإيراني في مايو، إلى أن نسبة المشاركة قد تصل إلى 30٪، وهي نسبة أقل بكثير مما كانت عليه في الانتخابات السابقة." وأضافت رويترز وهي تعلق على ذلك قائلة:" دعا خامنئي الشعب إلى التصويت في الانتخابات التي تعتبر اختبارا لشرعية الملالي وسط غضب شعبي متزايد من المصاعب الاقتصادية والقيود المفروضة على الحريات السياسية" والملفت للنظر إنه وفي الوقت الذي دعت في المقاومة الايرانية الى مقاطعة هذه الانتخابات لکونها غير شرعية وتقول معاقل الانتفاضة لأنصار مجاهدي خلق بنشاطات واسعة من أجل حث الشعب على عدم المشارکة فيها، فقد نقل التلفزيون الحکومي الايراني عن خامنئي قوله "لا تلتفتوا لمن يروج أن التصويت لا جدوى منه"، وهو مايعني بأن النظام قد فهم مضمون الرسالتين الداخلية والخارجية المبعوثتين للشعب الايراني واللتان توضحان الماهية الواهية والمزيفة لهذه الانتخابات ومن إنها ليست لها من أية صلة بمفاهيم الحرية والديمقراطية.