أقدم ميناء عراقي في البصرة يتحول إلى مزار سياحي العرب/البصرة ( العراق) - تحول ميناء المعقل في البصرة الذي كان ذات يوم مركزا للتجارة في العراق، بسفنه الصدئة ورافعاته المعطلة التي تصطف في المرسى، إلى مزار سياحي. وشيّد

أقدم ميناء عراقي في البصرة يتحول إلى مزار سياحي

العرب/البصرة ( العراق) - تحول ميناء المعقل في البصرة الذي كان ذات يوم مركزا للتجارة في العراق، بسفنه الصدئة ورافعاته المعطلة التي تصطف في المرسى، إلى مزار سياحي.

وشيّد ميناء المعقل بعد الاحتلال البريطاني للبصرة زمن الحرب العالمية الأولى وبدأ العمل به في العام 1919 واستخدم في بادئ الأمر لأغراض عسكرية حتى سُلّم للسلطات العراقية في العام 1937.

وتوقف نشاط الميناء عدة مرات كان آخرها قبل عام واحد وفقا لسلطات الميناء، وحلت موانئ أخرى أبعد باتجاه الجنوب مثل ميناء أم قصر، محل ميناء المعقل التاريخي المطل على نهر شط العرب المكون من التقاء نهري دجلة والفرات.

وأوضح ناظم جبار مدير ميناء المعقل “يعتبر هذا الميناء الأقدم في المنطقة وفي العراق، تم الشروع في العمل به أول الأمر سنة 1916، ثم وقع تحويله إلى ميناء حربي، ليصل بعد ذلك إلى ميناء مدني لاستقبال البضائع من خارج العراق عن طريق البحر”.

وأضاف أن “وجود موانئ في جنوب البصرة، ميناء أم قصر الجنوبي والشمالي وهور الزبير وهي تستوعب السفن بصورة وبطاقة كاملة، قلّل من أهمية استخدام ميناء المعقل، وهو ما شجع في الوقت الحالي على التفكير في تحويله إلى منتجع سياحي بوصفه يطل على ضفاف شط العرب ويعد موقعا استراتيجيا”.

وتتبنى سلطة الموانئ العراقية فكرة تحويله إلى مزار سياحي مع الحفاظ على معالمه التاريخية ليضم ممشى على البحر ومراكز تسوق وحدائق ليجتذب ليس فقط سكان البصرة بل أيضا السياح المحليين والأجانب.

ويحتوي الميناء على 15 رصيفا، وتبلغ مساحة الرصيف الواحد 4000 متر مربع، أما طول الواجهة الأمامية فيصل إلى نحو 2.5 كم، وتحتوي الأرصفة على 45 رافعة كهربائية.

وقال فرحان الفرطوسي مدير الشركة العامة للموانئ العراقية، إن “الميناء سيتحول بالكامل إلى ميناء سياحي أو مرفأ سياحي ستكون هناك مدينة مائية، ومرافئ ترفيهية سياحية مثل الحدائق والكازينوهات أيضا سيكون هناك مول، نحن بصدد دراسة كل ذلك وبانتظار تلقي المزيد من الأفكار والمقترحات”.

وقدمت شركة إيطالية تصميما للميناء الجديد وتتلقى الشركة العامة للموانئ العراقية الآن عروضا من شركات خاصة للاستثمار في المشروع وتنفيذ تطوير القطاعات المختلفة بالمزار السياحي الجديد.

وأكد جبار “البصرة مدينة تمتلك وجهة بحرية كبيرة، لكنها تفتقر للأسف لإطلالة بحرية مميزة، لاسيما مع وجود موقع استراتجي لتحقيق ذلك بحجم وأهمية الميناء الذي سيساعدنا مكانه وتاريخه على إنشاء منتجع قادر على منافسة دول الجوار واستقطاب الزوار من مختلف أنحاء العالم”.

وأبدى الكثير من الأهالي حماسة لتنفيذ هذا المشروع الذي سيعيد لهم بعضا من أيامهم الخوالي، أيام كانت أفراحهم لا تكتمل إلا بمرور سيارات أعراسهم عصرا على كورنيش شط العرب، فالفرح لا يكتمل بغير هذا المرور المبارك على النهر.

ويعتبر موقع ميناء المعقل المطل على شط العرب الذي كان بهجة للبصريين ومكانا لنزهة السائحين، فرصة لعودة الحياة إلى المقاهي والكازينوهات والأسواق وأماكن اللهو المطلة على النهر، لاسيما خلال أيام الحر في الموسم الصيفي حيث تساعد نسمات النهر على ترطيب الجو وإنعاش البصريين وزوارهم.