الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61346مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: العراق بين قوى الدولة وقوى اللادولة : بيلسان قيصر الخميس 10 يونيو 2021 - 23:51
العراق بين قوى الدولة وقوى اللادولة
بيلسان قيصر
العراق بين قوى الدولة وقوى اللادولة
غالبا ما يستخدم البعض كلمة قوى اللادولة في إشارة الى ميليشيات الحشد الشعبي، والبعض يستخدم القوى المنفلتة، والسلاح السائب، والسلاح خارج الدولة، والجماعات المنفلتة وغيرها من التسميات التي تجانب الحقيقة، وتحابي ميليشيات الحشد الشعبي، وربما خشية من بطش ميليشيات الحشد السيستاني من الإشارة الصريحة لها وغالبا ما تستوقفني عبارة قوى اللادولة أكثر من غيرها، للإعتبارات التالية.
اولا. ان هذه القوات هي قوات حكومية، ويفترض قانونا انها ترتبط برئيس الوزراء بإعتباره القائد العام للقوات المسلحة. ثانيا. ان قوات اللادولة تستلم مرتبات بالملايين من الدولة. ثالثا. ان أسلحة قوات اللادولة تعود الى الدولة. رابعا. ان العجلات التي تستخدمها قوى اللادولة تعود الى الدولة. خامسا. ان الملابس العسكرية التي تلبسها عناصر قوى اللادولة تحمل زي القوات المسلحة الرسمية للدولة.
سادسا. ان الهويات والباجات التي يحملها عناصر اللادولة، تحمل شعار الدولة. سابعا. ان قادة قوى اللادولة، يحملون رتبا عسكرية ومنهم برتبة وزير وقيادات واركان وغيرها.
ثامنا. تقوم الدولة بإرسال عناصر قوى اللادولة في دورات عسكرية خارج العراق على نفقة الدولة. تاسعا. عناصر قوى اللادولة تخيف عناصر قوى الدولة، ولا أحد من قادة الدولة إعتبارا من رئيس الوزراء نزولا الى أصغر ضابط في الجيش والقوى الأمنية للدولة، يستطيع ان يحاسب أصغر عنصر من عناصر اللادولة.
عاشرا. قوى اللادولة لا تعترف بالدولة ولا برئيسها، ورئيس حكومتها، ولا برئيس مجلس النواب، فهي دولة قوية داخل دولة ضعيفة. أحد عشر. تقوم قوى اللادولة بإستعراضات عسكرية داخل المدن أمام عيون قوى الدولة، وأحيانا بحمايتها. إثنى عشر. يقوم قادة وعناصر قوى اللادولة بإهانة رئيس وزراء الدولة، ومحاصرة بيته، وارغامه على إطلاق سراح عناصرها المتلبسين بتهمة الإرهاب، وآخرهم الإرهابي قسم مصلح لا أصلح الله أمرا، بمهزلة قضائية قادها ذيل ولاية الفقيه فائق زيدان، وبنات للعالم حقيقة القضاء العراقي، والذي يقف بقوة وراء الحشد السيستاني. إذن من هي الدولة، ومن هي اللادولة؟ طلقة طائشة في برنامج (بكل جرأة) للصحفي اللامع مهدي جاسم تحدث عن وضع الفقراء في العراق، وهو موضوع يستحق الإهتمام والتركيز، سيما عندما يتعلق الأمر بالطفولة، واستشهد السيد مقدم البرنامج ببيت شعر نسبه للإمام علي بن أبي طالب عليه السلام يقول فيه: مساكين أهل الفقر حتى قبورهم عليها ترب الذل بين المقابر
والشعر في الحقيقة موجود في قصة ألف ليلة وليله، وهو منسوب الى الأصمعي بعد أن شهد واقعة شعرية، بدايتها ان عاشقا كتب على صخرة: ألا أيها العشاق بالله خبروا إذا إشتد عشق بالفتى ما يصنع وبعد مدة وجد من كتب تحت شعره: يداري هواه ثم يكتم سره ويصبر على جور الزمان ويخضع فكتب: كيف يداري والهوى قاتل له وفي كل يوم قلبه يتقطع؟ وبعد مدة وجد من كتب له: إذا لم يجد صبرا لكتمان سره فما له عندي سوى الموت أنفع فكتب: سمعنا، أطعنا ثم متنا فبلغوا سلامي لمن كان للوصل يمنع وقد ورد ان هذا الشعر منسوب الى شاعر مجهول في عدة مصادر إضافة الى قصة ألف ليلة وليلة منها (حماسة الظرفاء) و(مصارع العشاق). (ديوان الصبابة). علما ان هذه اللغة الشعرية المرهفة والخالية من المفردات اللغوية الصعبة أستخدمت في العصر العباسي الأول.