الى متى صواريخ الميليشيات على مطار بغداد والقوات العراقية ؟
مصطفى محمد غريب
الى متى صواريخ الميليشيات على مطار بغداد والقوات العراقية ؟
العراق ابتلى وبلوته معروفة لا يمكن ان تفسر " تفسيرين وتؤول تأويلين " أو تتهم جهات من المريخ، بل أن أس البلوى في حكومات المحاصصة المتتالية التي كان همها الوحيد السلطة واهداف توريثها على الشاكلة نفسها، لم تعر هذه الحكومات انتباه او معالجة كي تنصف معارضيها السلميين الهادفين اصلاح الاوضاع، ولم تبال لأي مظاهرة واعتصام احتجاجي من قبل آلاف المتظاهرين السلميين الذي يطالبون بحقوقهم في العيش واخراجهم من كارثة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والأمنية، أغلقتْ وما زالت تغلق أعينها عن استشهاد عشرات المواطنين السلميين قبل او اثناء أو بعدَ الانتفاضة التشرينية، اغتيالاً أو صرعى برصاص القوات الأمنية أو خطفاً واعتقالات عشوائية ومنظمة، وأهملت وتهمل تقريباً حتى ضحايا داعش والإرهاب، مستمرة في غيها بحجة فسحة " الحرية " التي حرمت منها الجماهير أبان النظام السابق، على حد قول البعض من المسؤولين الحاليين مستهزئين " من كان يقول صدام على عينيهِ حاجبْ يعتقلْ ويعذب ويعدم" اما نحن فلا نبالي ونسمح بالتظاهر والاعتصام او اتهامنا بالفساد والسرقة وضياع البلد والسماح في التدخل في الشؤون الداخلية وووو. الخ ولا نغضب أو نزعل او نعاقب من يسب ويشتم علناً حتى في وسائل الاعلام كل ذلك لأننا نؤمن «بالديمقراطية" التي حرمتم منها سنين طويلة " دعهم يشتمون ويسبون فلن يسقط حجر ونحن سائرون في مخططاتنا !!"
البلوتين اللتين تتحكمان في أوضاع الوطن والشعب هي
1 ـــ بعد 35 عاماً من الحكم الدكتاتوري ولا نزيد لان ذكر التفاصيل أصبحت مملة أشرنا وأشار لها مئات المثقفين والكتاب والسياسيين الوطنين الشرفاء والنظيفين "من كل ذنب عظيم " واكتوت منها الأكثرية من الشعب العراقي وحتى دول الجوار ، فلهم تاريخ غير مشرق منذ 1963 وحتى 2003 . حقبٌ سوداء لا لبس عليها ولا تهويل! ومازال العراق يعاني من تركتها الثقيلة .
2 ـــ الاحتلال الأمريكي واحتلال المليشيات الطائفية التابعة، هذه الحقبة "والعياذ بالله" منذ البداية رفضنا الحرب والدكتاتورية والاحتلال ووقوفنا بالضد مباشرة وبشكل غير مباشر، نقول مع شديد الأسف " تجري الرياح بما لا تشتهي السفنُ" حيث احتلت البلاد " عينك عينك يا تاجر " البعض اعتبرها حرب تحرير الله " يجرم!! " فاستفاد وأستغل واغتنى وتسلط وحكم على حقوق وجثث مئات الشهداء بعد ان تساهل رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي مع داعش في احتلال ثلث البلاد وهروب قادة الفرق بالملابس المدنية.
لا يوجد أدني شك بأن مجزرة سبايكر هي جزء يسير من جرائم داعش الإرهاب لكن للوصول الى المسؤول وسقوط الموصل المحافظة الثانية في البلاد يجعلنا نفكر بهروب أربع فرق عسكرية دون ان تطلق رصاصة مقاومة ــــ من هو المسؤول؟ باعتقادنا مع احترامنا " ليس عتال في الشورجة " بل هو القائد العام للقوات المسلحة الذي اخذ يبرر وينكل ثم أُكرم بمناصب عليا لمواقفه الجهادية لحماية الوطن!!، ثم ما جرى بعد ذلك من اغتيالات وقتل واعتقال والتساهل عن الوجود الإيراني الذي أصبح هاجس وخشية ورفض كل مواطن وطني شريف، في بداية انسحاب القوات الامريكية 2011 كان الاعتقاد الملموس يشير" ان القوات الأمريكية لن تترك العراق وأنها يمكن أن تختفى من خطوط المواجهة الرئيسية في المدن وتحتفظ بمواقع في قواعد خلفية " وهو ما حصل ما بين رافض ومؤيد للبقاء.
لقد ظهرت بارقة امل بسقوط النظام ثم خروج القوات الامريكية المحتلة وظهور اول حكومة عراقية بعد انتخابات وفق قانون هو الاخر أكبر مأساة وضعت حجر الأساس للمحاصصة الخبيثة والتزوير والتجاوز وسرقة أصوات الناخبين ووباء الفساد والفاسدين حتى وصل العراق الى حافة الإفلاس! .
لقد تأسس عهد جديد بتجمع الميليشيات الشيعية التي استغلت فتوى السيد علي السيستاني " فبعد ثلاثة أشهر من انطلاق عمل الحشد الشعبي أفتت المرجعية في النجف الأشرف ومن خلال خطبة الجمعة في 13 / حزيران 2014 بوجوب " الجهاد الكفائي" والذي دعت فيه كل من يستطيع حمل السلاح بالمشاركة في القتال إلى جانب "الأجهزة الأمنية الحكومية" الفتوى واضحة وهي لا تعني تجمع الميليشيات المسلحة القديمة وميليشيات حديثة تأسست بعد السقوط والاحتلال، الفتوى اكدت " كل من يستطيع حمل السلاح! " لكن ذلك الواقع استغل بطريقة أخرى نفعية لها أهدافها الخاصة وتم تأسيس ميليشيات جديدة بأسماء جديدة اعتمد في التأسيس استغلال أسماء الائمة والمواقع والحوادث التاريخية التي جيرها هؤلاء لصالحهم ولصاح مصالحهم الطائفية، واستغل الحشد الشعبي كواجهة واعتباره " مقدس " كي لا يستطيع أي انسان من انتقاده او انتقاد ممارسة الفصائل التابعة كأنه منزل من الله عز وجل ولا نعرف هذه التسمية " المقدس! " من اين جاءت واي شرع ودين يوافق على قدسية بشر ليسوا ملائكة، الا من خلال حرية الممارسة بدون أي مسائلة قانونية مثلما يحدث لاغتيال مئات الناشطين المدينين واطلاق الصواريخ كيفما اتفق "وتعرض قاعدة بلد الجوية بمحافظة صلاح الدين لهجوم بثلاثة صواريخ “كاتيوشا” وتعرض مطار بغداد لهجوم بثلاث طائرات مسيرة في حادثين منفصلين" وسقوط البعض منها سابقا على رؤوس المواطنين وتدمير بيوتهم وقصف المنطقة الخضراء وقصف القواعد العسكرية العراقية بحجة القوات الامريكية وها هي خلية الاعلام الأمني العراقي في 10 / 6 / 2021 تشير عن تفاصيل قصف مطار بغداد الدولي، " وبعد أن استهدفت جماعة خارجة عن القانون مساء يوم الأربعاء قاعدة بلد الجوية بثلاثة صواريخ دون حدوث خسائر بشرية أو مادية، عاودت مرة أخرى في ساعة متأخرة من ليل الأربعاء واستهدفت مطار بغداد الدولي بـ 3 طائرات مسيرة، تم إسقاط طائرة، وسنوافيكم التفاصيل لاحقاً بشأن موقف الطائرتين المتبقيتين" اما استخبارات وزارة الداخلية فقد أعلنت انها ضبطت الجمعة11 / 6 / 2021 أن " اربع منصات الصواريخ كانت مهيأة لاستهداف قاعد بلد الجوية"
ــــــ هذا الاستهلاك بالقول " سنوافيكم التفاصيل لاحقاً" من اين جاءت هذه الطائرات المسيرة؟ بالتأكيد ليس من السعودية، او الكويت، او الامارات، او قطر، أو سوريا او حتى تركيا المعتدية ولا من أمريكا ودول التحالف؟ وحسب تصريح اللواء يحيى رسول الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة في 11 / 6 / 2021 ان " تكتيك الاستهداف بالطائرات المسيرة يدل على الجهة الفاعلة" من هي الجهة الفاعلة يا سيادة اللواء المحترم؟
ـــــــ من اهداها للذين يستخدموها بالضد من المصالح العراقية وبخاصة مطار بغداد المدني.؟ ولخلق الاضطرابات الأمنية لإرهاب المواطنين الأبرياء.
ـــــــ من هؤلاء الخارجين عن القانون والمستهترين بكل الأعراف المدنية والدينية ؟ الا نعرفهم؟ هم بالتأكيد معروفين عند البعض من المسؤولين الحكوميين والبعض من الأجهزة الأمنية. الم يفكر عاقل على الأقل ان هذه الاعمال الاجرامية تخدم لإبقاء قوات الاحتلال من جميع الأطراف؟
ـــــــ لماذا اعتقلتم المسؤول الكبير في الحشد الشعبي المتهم من قبلكم أنتم وليس غيركم بالإرهاب وعلاقته تتعلق بقتل ناشطين في مقدمتهم اغتيال الناشط العراقي المدني، إيهاب جواد الوزني في محافظة كربلاء ومهاجمة قاعدة الأسد ثم على حين غرة أطلق سراحه "لعدم كفاية الأدلة !" وقد يكون استفسار مشروع لماذا لم يتهم غيره ؟ وما هي الأدلة التي لديكم؟
ليس من المعقول استمرار الصواريخ تتساقط وتهل على رؤوس المواطنين وقطعات الجيش العراقي والبعثات الدبلوماسية بدون معرفتكم من هو الفاعل الرئيسي ؟.
ـــــــ هل من المعقول ان تقوم قوى وفصائل مسلحة بمختلف الأسلحة وتدعي انتمائها للحشد الشعبي تهديد رئيس الوزراء بالويل والثبور وهو قائدها العسكري العام! وليس هذا فقط تقوم بالاستعراضات العسكرية التهديدية في البعض من مناطق بغداد وتهدد المنطقة الخضراء؟ اليس هذه القوى مدعومة داخلياً من قبل قوى متنفذة؟.. وخارجياً من دولة لا تتورع وتعلن علناً دعمها اللوجستي المال والسلاح والصواريخ والطائرات المسيرة ؟، ولا يوجد تحرك اقل منه لحماية المواطنين والاستقرار في العراق ، وعقب كل صاروخ او هجوم مسلح واخرها تتوعد القوات الأمنية "عازمة على ملاحقة كل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار المجتمع العراقي، وتقديمهم للعدالة لينالوا جزائهم العادل" ــــــ اليس هي مهزلة والسنين تمر دون محاسبة او إيقاف لينال من ينال الجزاء العادل ؟
ــــــ فمتى نال الخارج على القانون جزائه العادل وهو يعيث غير مبالي لا للقوانين ولا لتهديدات القوات الأمنية، منذ ان تولت أحزاب الإسلام السياسي الشيعي بالذات قيادة السلطة والدولة ؟ حتى يُطلب منا أن نصدق هذه المرة انها عازمة على ملاحقتهم! والاعجب من كل ذلك فنحن نعرف ان هذه المليشيات الخارجة عن القانون تابعة فنجد نشر وصول قائد فيلق القدس في الحرس الثوري أسماعيل قآااني الى بغداد يوم الأربعاء 9 / 6 / 2021 والاعجب من ذلك " ان “قآاني سيعقد اجتماعات موسعة مع أطراف حكومية وسياسية ومسلحة لغرض بحث الأوضاع على الساحة العراقية، سيما التصعيد الأخير بين الحكومة والفصائل المسلحة" وأشارت الاخبار انه اجتمع مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي. لماذا يتدخل قآااني ويناقش قضايا داخلية؟ اذكروا لنا مرة واحدة مسؤول عراقي ذهب الى طهران وناقشهم في شؤونهم الداخلية كي نغفر!"
نقول ونحن على اعتاب انتخابات تشريعية جديدة لن تثمر بمطالب الجماهير والانتفاضة ولا القوى الوطنية والديمقراطية إذا بقت الأمور بدون اصلاح وتغيير وفي وضع كارثي مأساوي دموي، لقد أصبح العراق محط اقدامٍ قوى خارجية تلعب بمصيره ومصائر شعبه العراقي، هذه القوى لها مجسات أخطبوطيه تستعملها في كل ثانية ومتى تشاء، انها الميليشيات الطائفية المسلحة التي لا تحترم القانون ولا الدولة ولا حتى القائد العام للقوات المسلحة وهي تأتمر بمن هو خارج الحدود، لن يستقر العراق اذا بقت هذه الأحوال سارية بدون ردع قانوني وجماهيري، وستبقى نتائج الانتخابات كما هي وان لناظره قريب وسوف "يضيع الداس يا عباس" والسلام على العراق!