بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ نجل الرئيس العراقي احمد حسن البكر: تعقيبي على ما ورد في مذكرات الدكتور فرحان باقر من أخط

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

نجل الرئيس العراقي احمد حسن البكر:

تعقيبي على ما ورد في مذكرات الدكتور فرحان باقر من أخطاء تأريخية

كان الوالد، يرحمه الله، مريضاً بالسكر، ومصاباً بجلطات قلبية ودماغية متكررة

شبكة البصرة

عبد السلام أحمد حسن البكر

وصلتني رسائل عديدة تطلب رأيي في حلقة من برنامج تلفزيوني تتناول جانباً من مذكرات الدكتور فرحان باقر، ‏رحمه الله تعالى، تتعلق بظروف وفاة والدي الرئيس أحمد حسن البكر، يرحمه الله تعالى، وقد اعتذرت عن إبداء الرأي فيها، وكان عذري أنني لم أشاهد الحلقة ولم تكن لي رغبة في ذلك.‏

وأمام إلحاح الكثيرين ذهبت لمشاهدتها، ولأكتب ما يلي:‏

‏ كانت أول مرة أشاهد الدكتور فرحان باقر في بيتنا قبل ثورة 1968 للكشف عن جدتي أم ‏والدي، يرحمها الله تعالى، في مرضها الذي توفيت فيه. وقد كان بعد الثورة من الأعضاء الدائمين في اللجنة الطبية الخاصة لفحص ومعالجة الوالد، يرحمه الله تعالى.

وهو بلا شك من الأطباء المتميزين الحاذقين في فنهم، وقد كانت إحالته، هو ومجموعة من الأطباء ‏البارزين، على التقاعد بوشاية بعض الأطباء الحاسدين بحجة أنهم لا يتيحون فرصة للأطباء ‏الاختصاصيين الشباب، أقول كان قراراً يفتقد إلى الحكمة، وكان وقعه شديداً على الدكتور باقر ‏فغادر العراق.

وحين وصولي إلى دولة الإمارات العربية المتحدة جرى بيننا تواصل بعد أن تبادلنا ارقام الهواتف من خلال ابن عمّه ‏وهو من الأصدقاء المقربين لي.

وفي أحد الأيام جرى إتصال هاتفي بيني وبين الدكتور إحسان البحراني، يرحمه الله تعالى، الذي ‏كان في عمّان وأخبرني أن سيرسل لي نسخة من كتاب مذكراته (نبض الذاكرة) فشكرته وقلت له‏‏: علمت أن الدكتور فرحان باقر ألّف أيضاً كتاباً باسم (حكيم الحكّام) فقال لي الدكتور البحراني أن كتاب ‏الدكتور باقر فيه أخطاء تأريخية.

وكنت قبل هذا قد التقيت بالدكتور باقر أثناء انعقاد مؤتمر للأطباء العراقيين في إمارة الشارقة، وزرته ‏في الفندق الذي يسكنه وقد سألني عدة أسئلة دقيقة حول الوالد وظروف وفاته، وأجبت على أسئلته تلك بما أعرفه بكل أمانة ودقة.

ومن هنا يتضح أنني أنا من حدثته بالذي ورد في الفقرات التي وردت في مذكراته بهذا الخصوص، وتُلي بعضٌ منها في البرنامج المشار إليه، مع بعض الأخطاء، وقد سبق أن ‏نبّهت إلى تلك الأخطاء في منشور لي في فيسبوك بمناسبة ذكرى وفاة الوالد عليه الرحمة والرضوان، قبل سنين.

ومن بين تلك الأخطاء الواردة في مذكرات الدكتور باقر قوله إن الطبيب الذي أشرف على علاج الوالد، يرحمه الله، قبيل وفاته طبيب مجهول، وأنه اختفى عن الأنظار بعد وفاة الوالد، كما تحدث عن عدم احتياج الوالد لحقنة الأنسولين التي أعطيت له حينها.

وأعيد هنا بعضاً من تلك التفاصيل التي رددت فيها على الأخطاء الواردة في مذكرات الدكتور فرحان باقر:‏

‏كان زوج شقيقتي العقيد الركن طه عبدالله سلطان، يرحمه الله تعالى، يزور الوالد صباح كل يوم، خاصة بعد أنه أحيل ‏على التقاعد بداية الثمانينات، وخلال زياراته كان الحاج طه أن يفتح كتاب تفسير القرآن العظيم لابن كثير ‏كيفما اتفق، كما هي عادته في قراءة كتاب موسوعي- وليس على سبيل الخيرة كما ورد- وفي يوم الوفاة ‏أخبره الوالد أنه رأى في المنام بأنه يسكن في بيت ليس له شبابيك، ثم أردف الوالد قائلا: أعتقد أن هذا ‏القبر.

يقول الحاج طه، يرحمه الله حاولت إبعاد هذا التأويل رغم ثقتي بصحته، ويؤكد أنه فتح كتاب ‏التفسير على غير تعيين كعادته فجاء نظره على الآية الأولى من سورة النحل "أتى أمرُ اللهِ فلا تستعجلُوه" يقول: راعتني ‏الآية الكريمة لارتباطها بالرؤيا التي حدّثني عنها الرئيس البكر، فانتقلت إلى صفحة أخرى.

ثم جاء موعد زيارة الطبيب وهو الدكتور ‏سمير الشيخلي، مدير مستشفى ابن سينا في حينه، وهو مستشفى الرئاسة الخاص، وليس صحيحاً أن الطبيب شخص غير معروف وربما ‏الأصح أن يقال إنه غير مشهور.

أخبرني الدكتور إحسان البحراني أن كتاب ‏الدكتور فرحان باقر (حكيم الحكّام) يحتوي على أخطاء تأريخية.

وكذلك ليس صحيحاً الزعم أن الدكتور الشيخلي اختفى بعد ذلك، فقد بقي في موقعه الرسمي مدة لا بأس ‏بها، وبقي بعدها يزاول مهنته في عيادته في شارع السعدون ببغداد، وقد دخلت في أحد الأيام بناية تضم عيادات طبية ورأيت عيادته ‏باسمه موجودة فيها.

أما موضوع احتياج الرئيس البكر، عليه رحمة الله تعالى، لحقنة أنسولين أو عدم حاجتها فهذه مسألة طبية يقررها الطبيب المتخصص، ولا يمكنني تقديم أي رأي بخصوصها، فالأمر يخضع لما يقرره المتخصصون.

وجهات نظر 1/10/2021

شبكة البصرة

الجمعة 24 صفر 1443 / 1 تشرين الاول 2021

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس