الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 7020مزاجي : تاريخ التسجيل : 02/01/2010الابراج :
موضوع: الأسيّر المنسيْ….ولكن الخميس 9 ديسمبر 2021 - 10:08
الأسيّر المنسيْ….ولكن
خطوة طيبة تُحسب للكنيسة الكلدانية في ولاية ملبورن الأسترالية لقيامها مؤخرا بتكريم عدد من أسرى الحرب العراقية الإيرانية من أبناء الجالية المتواجدين في الولاية.
فعلّ ينمّ عن مشاعر الحب والتقدير والمسؤولية لمجموعة من الرجال بقت منسية في أرض الشتات مع أنهم ضلوا يقبعون في السجون الإيرانية سنين طويلة دون ذكر أو حتى بطاقة شكر أو عرفان على ما قدموه للوطن من عمر عزيز ذهب أدراج الريح وراء القضبان سُدّىَ، في وقت أصبح التذكر والذكرى بهذه الوقائع المأسوية للأجيال الجديدة مهمة صعبة للغاية أن لم تكن مستحيلة. الاحتفال والقداس حصل في كنيسة مار كوركيس، أقام الذبيحة الإلهية راعي الخورنة الأب ساند باسيل ولفيف من الشمامسة والجوق، بعدها وزِعّ على الأسرى هدايا رمزية ولقطات تذكارية تُخلد هذا اليوم.
على حدّ تواجدي في الولاية ومن فترة ليست بالقصيرة نسبيًا هذه هي المرة الاولى التي يحدث فيها مثل هكذا تكريم، ربما الكّهنة السابقين لم تكن لهم مثل هكذا رؤية أو هكذا توجه، نعم راعي الأبرشية أي المطران هو الذي يرسم الخطوط العريضة، ولكن المبادرة يجب أن تصدر من الكاهن أولًا وهنا تكمن الاستجابة لفعل أهم وهو أن الكنيسة ليست ليتورچيا طقوس وصلاة فقط بل عمل وأَبْداع واستنباط وقائع لها صلة بالحاضر تحاكي المجتمع، أيَّ الجماعة المؤمنة، فوق ذلك كلّه إن الكنيسة الكاثوليكية أم حقيقة وحاضنة للجميع تفرح مع أبنائها وتحزن عليهم اذا ما أصابهم مكروه.
يبدو واضحاً اليوم أن الاجيال الشابة من الكُهان الكاثوليك لهم تصور ورؤى جديدة ويعملون وفق هذه الاستراتيجية وأن كان الطريق طويل والعقبات والتحديات عديدة ولكن لا بأس أن تكون الخطوات الاولى على هذا النحو من مُزَاوَلَة النشاطات الرعوية. سيتوقف الكثير على ما سوف يقدمه هؤلاء الشباب من الآباء لرعاياهم وكنائسهم خاصة في دول المهجر حيث هناك تكمن المشكلة والصعوبة الحقيقية، ضعف الإيمان من جهة، وعزوف الناس من ارتياد الكنائس من جهة ثانية وهذه المشكلة باتت تزداد تعقيدا وصعوبة مع مرور الزمن، حتى بعد تخفيف القيود التي كانت مفروضة بسبب جائحة كورونا ظل الإقبال على دور العبادة في يوم الآحاد خاصة ضعيف بشكل يثير الدهشة والتساؤل.
مرة أخرى كانت الكنيسة موفقة في خطوة تكريم الأسرى المنسيين، المطلوب منهم اليوم أن يسعوا لتحقيق مثل هكذا خطوات وفعاليات أجتماعية تخلق جوًا من الألفة والمحبة والمرح والتعارف بين أفراد الجالية العراقية في دول الاغتراب.