شعار معرض العراق للكتاب مستوحى من 'النخلة والجيران'

شعار معرض العراق للكتاب مستوحى من 'النخلة والجيران'

شعار المعرض الدولي في نسخته الثانية مأخوذ من عنوان رواية للكاتب العراقي غائب طعمة فرمان والتي وقع اختيارها كواحدة من ضمن أفضل مائة رواية عربية.

ميدل ايست اونلاين/بغداد - يتواصل معرض العراق الدولي للكتاب حتى الثامن عشر من ديسمبر/كانون الأول ويقام في العاصمة العراقية بغداد تحت شعار "النخلة والجيران" المأخوذ من عنوان رواية للكاتب العراقي غائب طعمة فرمان.

و"النخلة والجيران" رواية عراقية وقع اختيارها كواحدة من ضمن أفضل مائة رواية عربية.
وتم اعداد الرواية للمسرح، وقدمتها فرقة المسرح الفني الحديث بالعراق، وكانت في مقدمة المسرحيات العراقية التي نالت أعجاب واستحسان الجمهور.
وتدور أحداث الرواية "النخلة والجيران" على خلفية آثار الحروب والازمات الاقتصادية في العراق، إذ ظهرت شخصياتها منزوعة الإرادة، ومجرّدة عن أي فعل إيجابي، وما لبثت أن مضت في حال يكتنفها اليأس إلى نهايات مقفلة أدّت بها إما إلى الموت أو القتل أو الغياب.
وتطرح الرواية قضية تبخر أمل الناس البسطاء بالتغيير، فكل شيء في تراجع مطّرد، إذ تستسلم معظم الشخصيات ليأس عام يخيّم عليها من كل جانب، وتذوي النخلة الوحيدة، وتباع الدار، ويهدم الإسطبل، وتكاد الحواري الطينية الضيقة تخلو من الحركة، وتبدو المشاركة الاجتماعية مشلولة، بل معطّلة، فقد انسدت الآفاق أمام شخصيات مهمّشة جرى تقييد إرادتها من طرف غامض، وأصبحت طيّ النسيان فشرعت في الاقتصاص من بعضها بالطمع والقتل والخداع.
وتتميز الرواية بلغة محكية كتبت بها وكأنها تذكر العراقي بأهمية اللهجة العراقية، كما أنها تصف بدقة الحياة التي يعيشها العراقي البسيط ومعاناته من الفقر والشقاء، والحلم بحياة كريمة، كما تثمن دور المراة العراقية الشبيهة بالنخلة في صمودها وشموخها وتحديها لصعوبات الحياة العديدة والمرهقة التي تثقل كاهلها، كما تسلط الضوء على استغلال اصحاب النفوس الشجعة والمريضة فقر البعض وحاجتهم للمال للسطو على جهودهم.
كما تزخر الرواية بالعديد من الأمثال الشعبية وبايات قرآنية ومفاهيم دينية اسلامية.
ويشارك في معرض العراق الدولي للكتاب في دورته الثانية نحو 300 دار نشر محلية وعربية الى جانب حضور عدد من الكتاب والمفكرين.
تنظم المعرض مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون بالتعاون مع جمعية الناشرين والكتبيين في العراق.
وتأتي مصر ولبنان وسوريا والأردن في الصدارة من حيث عدد دور النشر المشاركة تليها الكويت والسعودية والإمارات وتونس والجزائر.
ويستضيف المعرض عددا من الكتاب البارزين منهم اللبنانية هدى بركات والكويتي طالب الرفاعي والمصري يوسف زيدان والعمانية بشرى خلفان والعراقي علي بدر.
وقال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في كلمة الافتتاح "الثقافة في العراق تحدي، مشكلتنا في العراق قبل أن تكون مشكلة سياسية هي مشكلة ثقافية اقتصادية بامتياز، انعكست على السياسة، فوصلنا إلى هذا الوضع من التحديات والصعوبات".
وأضاف "الحكومة مُقصرة، والدولة مُقصرة منذ 17 سنة تجاه الثقافة وتجاه الإبداع، وتجاه حماية ورعاية المفكرين والمثقفين.. الثقافة هي أساس التغيير في كل مجتمع، ويمثل الكتاب العنصر الرئيسي في أي عملية إصلاح ثقافي في المجتمع".
ووجه حديثه للحاضرين من ناشرين وضيوف قائلا "أؤكد لكم أننا عازمون على دعم الثقافة، رغم كل التحديات، ورغم الظروف الاقتصادية، ورغم ظروف السنة الماضية التي مرت على حكومتي"