الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 8399تاريخ التسجيل : 25/12/2009الابراج :
موضوع: رسالةِ كاهنٍ إلى جريدة نيو يورك تايمز الخميس 7 أكتوبر 2010 - 22:42
at, August 14, 2010 11:22:22 PM رسالةِ كاهنٍ إلى جريدة نيو يورك تايمز
"رسالةِ كاهنٍ إلى جريدة نيو يورك تايمز"
على أثرِ أحداث التحرشات الجنسية بالأطفال من قبل بعض رجال الدين والتي سمعنا وقرأنا عنها في وسائل الاعلام، قابلت جريدة نيو يورك تايمز الامريكية بنوعٍ خاص هذه الأحداث بنوعٍ من التهجّم على الكنيسة الكاثوليكية خلال الفترة القليلة الماضية. ردًا على ذلك، كتبَ أبٌ من الرهبنة السالزيانية من بلادِ أنغولا الافريقية، رسالةً إلى هذه الجريدة، فيها يعرّف عن نفسه وعن رسالته الكهنوتية، ويعرضُ جانبًا من حياة الكاهن اليومية وذلك عن طريق ما يرويه من خبراته الشخصيّة وخبرات غيره من أخوته الكهنة في بلاده، والتي قد تكون مخفيةً، بل بالأحرى تلك التي يخفيها الاعلام في كثيرٍ من الأحيان، ليبحث فقط عن الفضائح ونقاط الضعف مهاجمًا من خلالها الكنيسة. بينما توجدُ جوانبٌ في حياة كاهن اليوم، والتي يفصّلها كاهننا السالزياني في رسالته، تستحقُ كلّ الاهتمام وأن تُؤخَذَ بنظرِ الاعتبار لتكون عبرةً روحيّة للجميع. إنّ ما يتكلّم عنه هذا الأب هنا، ليس هو مجرّد "ردّة فعل" على ما كتبته الصحافة العالمية، وجريدة نيو يورك تايمز على وجه الخصوص، حول أحداث التحرشات الجنسية بالأطفال من قبل بعضِ الكهنة، ولا هي أيضًا دفاعٌ متعصّب عن هؤلاء الكهنة المتورطين بهذه التحرشات (يظهرُ بالعكس تمامًا لأنه يدينهم في مستهلّ رسالته)، وإنمّا يقدّم في العمق صورةً عن الكاهن، لا توجدُ في بلاده فحسب، بل يستطيعُ المرء أن يجدها ويكتشفها ببعض الإرادة والنيّة الصالحة في كل مكانٍ من عالمنا اليوم، صورةً تستحقُ الاحترام فعلاً. إنها درسٌ أيضًا لكل وسائل الإعلام اليوم بكلّ أنواعها، ولكلّ من يعمل أو يساهم فيها بمشاركةٍ أو رأي، في كيفية استخدام الاعلام بنزاهةٍ وموضوعيّة، وفي كيفية استخدام قلم الكتابة لأهدافٍ تبني الآخرين وتساعدهم، وليس لهدفِ تدميرهم وتهميشهم...! لروعةِ وواقعية وموضوعية وقوّة هذه الرسالة، أودّ أن أنقل لجميع قرّاء موقع عينكاوة الأعزّاء نصّها نقلاً عن موقع Lex moris الالكتروني (المشار إليه في الرابط أدناه)، وقد ترجمها إلى العربية الأب بيار نجم، وتناقلتها بعض المواقع الالكترونيّة الآخرى. وأتركُ للقرّاء الكرام أن يستلهموا من هذه الرسالة "روحها"، طالبًا إليهم أن لا يبقوا عند قشورها، أو على مستوى الأحداث التي دعت لكتابتها، بل أن يعتبروها بالأحرى كفرصةٍ دفعت هذا الكاهن أن يكتبَ رسالته الرائعة هذه عن الكاهن اليوم. مع الشكر.
نصّ الرسالة: أخي الصحافي، أختي الصحافّية
أنا كاهن كاثوليكيّ بسيط، وأنا سعيد وفخور بدعوتي. أحيا كمرسل في أنغولا منذ عشرين عاماً. يؤلمني جدّاً هذا الشر الكبير، أن يكون الأشخاص الّمدعوّوين لأن يكونوا علامة حبّ الله، قد أضحوا خنجراً في حياة الأبرياء. لا توجد كلمات يمكنها أن تبرّر أعمالاً كهذه. وممّا لا شكّ فيه أن لا يمكن للكنيسة إلاً أن تكون الى جانب الضعفاء، وغير المحميّين. وبالتالي فإن كافة التدابير التي يمكن اتّخاذها في سبيل حماية كرامة الأطفال وصونها تبقى دوماً أولويّة مطلقة.
أشاهد في الكثير من وسائل الإعلام، وبنوع أخصّ في جريدتكم، توسّعاً مَرَضّياً لهذا الموضوع، باحثين بالتفاصيل في حياة بعض كهنة إعتدوا على أطفال. وهكذا ظهر واحد في مدينة من مدن الولايات المتّحدة، في سبعينيّات القرن الماضي، وآخر في إستراليا في الثمانينيّات، وهكذا دواليك حتى حالات أكثر حداثة... لا شكّ أنّها كلّها حالات مدانة. لا شكّ أنّنا نجد تحقيقات صحافيّة موضوعيّة ومعتدلة، وأخرى مبالغة، مملوءة أحكاماً مسبقة، وحتّى حقداً.
عجيبة ضآلة الإعلام، وعدم الإهتمام بأخبار الآلاف والآلاف من الكهنة الّذين يبذلون ذاتهم في سبيل الأطفال والمراهقين، والفقراء في أربعة جهات العالم! أفترض إن لا يهم وسيلتكم الإعلاميّة حقيقة أنّني كنت أنقل شخصيّاً، عام ٢٠٠٢، وعبر طرقات مزروعة بالألغام العديد من الأطفال يعانون من سوء التغذية من كانجومبي لغاية لوينا في أنغولا، لأن الحكومة لم يكن الأمر يعنيها، والمنظمّات غير الحكومية لم تكن تملك الأذن بالتحرّك. لا يعنيكم أيضاً أنّ وجب عليّ إن أدفن العشرات من الأطفال الموتى من بين النازحين بسبب الحرب، ومن بين أولئك العائدين. لا يعنيكم أنّنا أنقذنا حياة الآلاف من الأشخاص في موكيكو من خلال المركز الطبّي الوحيد في مساحة ٩٠،٠٠٠ كلم مربّع، وعبر توزيع الغذاء والحبوب. لا يعنيكم أنّنا أفسحنا إمكانيّة التعليم لأكثر من ١١٠،٠٠٠ طفل في غضون السنوات العشرة هذه... هو ليس أمر مثير للإهتمام أن قد كان علينا، بمعيّة كهنة آخرين، أن نعين حوالي ١٥،٠٠٠ شخص خلال الأزمة الإنسانيّة في مخيّمات المقاتلين، بعد استسلامهم، لأنّ المواد الغذائيّة من قبل الحكومة ومن قبل المنظّمات غير الحكوميّة لم تكن تصل. هو ليس خبر مثير للإهتمام أن كاهناً في الخامسة والسبعين من العمر، الإب روبرتو، كان يجوب شوارع لواندا ليعتني بأطفال الشوارع، يحملهم الى بيت ضيافة، لكيما يعالج إدمانهم على الكاز، أو أنّهم أزالوا الأمّية بين آلاف المساجين. وأن كهنة آخرين، مثل الأب استيفانو، يديرون بيوتاً تأوي الأطفال المعنّفين، المساءة معاملتهم حتى الإغتصاب، والّذين يفتّشون عن مأوى. ولا يعنيكم أيضاً الأخ ماياتو، أبن الثمانين عاماً، يدور من بيت الى بيت، يعزّي المرضى والفاقدي الرجاء. هو ليس خبر يستحقّ النشر أن ٦٠،٠٠٠ ألفاً من بين ال ٤٠٠،٠٠٠ كاهن ومكرّس، قد تركوا أرضهم وعائلتهم ليخدموا إخوتهم في مشفى للبرص، في عيادات، في مخيّمات لاجئين، في مياتم تأوي أطفالاً أبناء أشخاص متّهمين بالشعوذة، أو أبناء أهل قضوا بسبب السيدا، وفي مدارس مفتوحة لأفقر الفقراء، في مراكز نتشئة مهنيّة، في مراكز عناية بأشخاص إيجابيّي المصل... ولكن بنوع أخصّ في رعايا وإرساليّات، يحفّزون الشعب على الحياة وعلى المحبّة.
هو ليس خبر مثير للإهتمام، أن الإب ماركوس أوريليو، لكيما ينقذ مجموعة شبّان خلال حرب أنغولا، نقلهم من كالولو الى دوندو، وفي طريق العودة الى مركز إرساليّته، تمّ إطلاق النار عليه في الطريق؛ وأنّ الأخ فرنسيسكو ومعه خمسة سيّدات تعلّمن التعليم المسيحيّ، قضوا جميعاً في حادث سير فيما هم ذاهبون لمساعدة الناس في الأماكن النائية؛ وأنّ عشرات المرسلين في أنغولا قد ماتوا بسبب نقص الإسعاف الصحّي، بسبب مجرّد ملاريا؛ وأنّ آخرين قد تطايروا في الهواء بسبب لغم أرضيّ بينما هم ذاهبون لافتقاد ناسهم. في مدافن كالولو موجودة قبور أوّل كهنة وصلوا الى المنطقة، ولا واحد منهم تخطّى سنّ الأربعين. هو ليس خبر مثير أن ترافقوا كاهن "عاديّ" في حياة كلّ يوم، في مصاعبه وأفراحه، يبذل حياته في سبيل الجماعة التي يخدمها. ولكن الحقيقة هي أنّه لا يهمّنا أن نصبح خبراً، ما يهمّنا فقط هو أن نحمل الخبر السّار، هذه البشرى التي بدأت ليلة الفصح دون ضجيج. فشجرة تسقط تخلق ضجيجاً أكبر من غابة تنمو.
لا أبتغي الدفاع عن الكنيسة وعن الكهنة. الكاهن ليس بطلاً ولا هو مريض نفسيّ. هو رجل عاديّ، بإنسانيّته يفتّش عن اتّباع يسوع وعن خدمة أخوته. فيه مآس وفقر وضعف كما في كلّ كائن بشريّ، وفيه أيضاً جمال وطيبة كما في كلّ خلائق الله... إن الإصرار بطريقة مهووسة ومضطَّـهدة على موضوع، وفقدان الصورة الشاملة، يخلق صورة هزليّة ومهينة للكاهن الكاثوليكيّ، صورة أشعر عبرها بأنّني مهان.
أسألك فقط، صديقي الصحافيّ، أن فتّش عن الحقّ، وعن الجودة وعن الجمال. فهذا يجعلك نبيلاً في مهنتك.
بالمسيح، الأب مارتين لازارتي الساليسياني أنغولا- أفريقيا
الأب ألبير هشام روما مصدر الرسالة:
حبيب حنا حبيب عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :
موضوع: رد: رسالةِ كاهنٍ إلى جريدة نيو يورك تايمز الثلاثاء 12 أكتوبر 2010 - 19:50
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قال الربّ يسوع المسيح ـ له كلّ مجد ـ في كتابهِ المقدّس ـ الأنجيل ـ : (( لا تدينــــــــــــوا كـي لا تــدانوا )) . !!! فالتحرّش من قبل بعض رجال الدّيــن بالأطفــــال ( ومن أيّة ديانة أو مذهب كانوا ) ليس يعني على الإطـــلاق : أنّ رجال الدّيــن كلّهــم / حاشاهم / يمارسون الفحشاء والرّذيلة !!! هناك اليوم الأخير <> يوم الدّينونـــة <> وكــل واحــد يقدّم جوابــــهُ ( مافعلــــهُ ) على الأرض ! شكراً اختنــا الفاضلــة ~ جيهان الجـزراوي ~ على هـــذا الخبـــــر , ودّنـــا اللاّمحـــــدود ...
jihan aljazrawi عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 8399تاريخ التسجيل : 25/12/2009الابراج :
موضوع: رد: رسالةِ كاهنٍ إلى جريدة نيو يورك تايمز الثلاثاء 12 أكتوبر 2010 - 20:13
شكرا اخي نادر على المرور وقد تشرفت بيك وانت على صفحتي وهذا شرف الي ولقد ارسلت لك رساله اخي العزيز