المسيحيون بين انياب الوحوش او مجازر المسيحيين في تركيا (جرائم دولة تركيا الاسلامية العنصرية)

المسيحيون بين انياب الوحوش
او مجازر المسيحيين في تركيا
(جرائم دولة تركيا الاسلامية العنصرية)

الحلقة السادس والعشرون

وحوش بشرية متعطشة الى الدماء
(قائمة باسماء بعض كبار المجرمين)

موظفون، مجرمون معروفون، حريصون على تنفيذ مهماتهم الاجرامية، يندرج على راس القائمة الدكتور رشيد بك، والي دياربكر نعته بحق يستحقه بانه اكبر مجرمي التاريخ في ابادة العرق الارمنى،هذا الطبيب من اصول شركسية يتحمل وحده مسؤلية التخطيط للمجازر في هذه الولاية، لابل ابعد من حدودها.. يصفه الاب بيرو على هذا النحو
شخص رهيب ومسخ بشري، يعرفه الجميع، تلفه الظلمة على ما يبدو ليطويه النسيان تحت جناحه، هو شخص رشيد الشهير والي دياربكر سابقا على غرار اسياده وحماته الباشوات، اراد هو ايضا ان يختفي من مسرح الاحداث لينجو من الملاحقات التي كان يخشاها منذ امد بعيد، الا ان الصحافة كشفت لنا عن توقيفه، فلن يكون ياستطاعته ان يتهرب من العقاب التاديبي الذي سيناله باسم الانسانية.
لقد لاذ بالفرار هذا الجبان المستقوي في اعدام الابرياء الذين بلا سلاح، انهزم النمر باقر بطون النساء، الحوامل وفاضح العذارى والمفترس لهن، مقطع اوصال الاطفال.. سيبقى اسمه الكريه مدى الايام والى الابد في سجل التاريخ الاسود وفي ذاكرة الاجيال القادمة. ممرغا بالعار مع اسماء مشاهير الطغاة، هذا المسخ ذو القناع البشري، استحق ما ناله من هيئة الاتحاد والترقي ونفذ بها مخططها الجهنمي، في وقت ما، بحذافيره.
فغداة عودته الى العاصمة، عقب "تنظيف المسيحيين" عبر له وزير الشؤم عن امتنان الهيئة، لما صافحه بحرارة قائلا له بالتركية(ايج اولسن) اي التهاني القلبية.
لقد كان رهيبا اقسى واشرس واكثر دموية من جميع الحكام الذي لطخوا اياديهم في هذه الجريمة النكراء، بحق الانسانية، وعن حق سميت ولاية دياربكر" مسلخ المسيحيين" في تركيا التي ارتوت تربتها من سيل دماء الابرياء.. لم تكتف الولاية بان تتصبح قبرا لجميع المسيحيين قاطنيها، بل كانت اخر مرحلة لقوافل المهجرين من ارضروم وبتليس وخربوط وسيفاس وتربيزوند وحتى بروس وانقرة، عدد المسيحيين الذين استشهدوا في هذه الولاية بعد ان عانوا اشد انواع العذابات، يربو على 200 مائتا الف نسمة منهم الارمن و100 مائة الف اخرى من الكلدو النساطرة السريان بقيت عظامهم مبعثرة على طرقات هذه الولاية الملعونة، علقت اثار دماء هذه الماساة في كل مكان، على قمم الجبال، كما في قعر الوديان ومنعطفات الشعاب، في بطن الكهوف والمغارات كما في شقوق الصخور، في البراري كما في الاغوار والابار والصهاريج، رتبت عبقرية رشيد الدموية بعناية ودقة تلك المجازر، لقد كان العقل المدبر لهذه المجازر والمحرض عليها، جنود الجيش الاحمر الحاملين على اذرعهم وجيادهم شارات الارهاب، كانوا تحت تصرفه باتمرون بامره وعصابات الشركس والتتر من ابناء جنسه المتمركزين في صفنة الى جوار راس العين في سوريا كانت تنتقل بين ماردين ودياربكر، مقطعة اوصال قوافل المهجرين تنهب وتذبح وتتقاسم ما بينها ما يجدونه في حوزة الاحياء والاموات، هذا الغول الذي كانت شهيته منفتحة على مشهد المسيحيين مضرجين بدمائهم مقطعي الاوصال، كان يضحك ملئ شدقيه في مدينته وهو يتفرج متلذذا بوحشية على مشاهد تقشعر لها ابدان الضباع والفهود ذاتها، انه رشيد بعينه الذي انزل اقسى الضربات بالامة السريانية الكلدو اشورية، واسال سيولا دماء هذا الشعب المسالم الوديع، على مجرى تاريخه المجيد العريق، في دائرة ولايته ابيدت تقريبا الجماعات المسيحية المزدهرة في فارقين وبشيري ودياربكر وماردين ونصيبين ومديات وجزيرة ابن عمر.
كان من الضروري نبذ هذا المسخ الكريه من المحتمع البشري، بما انه انقلب نمرا فاليحشر اذا في قفص النور، ولكن قبل ذلك يجب ان يجرد من الثروة الضخمة التي نهبها من المسيحيين (يقول عنه الخوري نعيم، انه شحن الى القسطنطينية محل اقامته ثمانين حقيبة من نفائس المسيحيين، وما فضل عنه وزعه على اصحابه)
كانت تلك الحقائب تغص بالذهب والمجوهرات والحلي لتدخل الى خزائن قصره، الا انه خبأ قسما منها لدى اصحابه وشركائه في دياربكر، والان قبض عليه والقى في الزنزانة معتمة في احد اقبية السجن، كما كشفت عنه الصحف، نامل ان تفضح جرائمه في وضح النهار ليبقى هو وشركاؤه بنوع خاص بدرالدين خليفته، عبرة لمن يعتبر، وليكسيهم العار وتحل عليهم نقمة الشعب (وينعته الاب بيدو بقوله: انه الجلاد الاكثر شراسة وقذارة وفاق بذلك جميع من اجهضتهم جمعية الشباب الاتراك).
لقد طير القنصل الالماني في الموصل، هولشتاين برقية الى سفيره بتاريخ 10 تموز 1915 جاء فيها:-
"يتعامل والي دياربكر رشيد بك مع مسيحي ولايته كوحش ضار(.........) ما لم تتخذ الحكومة فورا الاجراءات الحازمة ضد رشيد بك يخشى على الطبقة الشعبية المسلمة الدنيا في ولايتنا ان تقوم هي الاخرى بذبح المسيحيين، فالوضع يهدد بالخطر يوما بعد يوم، وياليت الحكومة تسحب على الفور رشيد بك لتبرهن بذلك على انها لاتؤيد ما قام به من تصرفات مشينة وهذا سيهدئ من الاضطرابات السائدة هنا.
وبدرالدين، الامين العام لولاية دياربكر و" الاشد تطرفا من رشيد بك، مشحون بحقد شرس ضد المسيحيين، يدفع الوالي مشجعا محرضا اياه على التنكيل والذبح، ويبدو كما سببته الاحداث لاحقا ان بدرالدين كان المسؤؤل الرئيسي في امتداد مسلسل الجرائم المقتصرة على الارمن فقط "جرت هذه المظالم على يد بدرالدين بعد ان حل محل شفيق بك"(اسرائيل اودو)
الهيئة السرية او "هيئة التنفيذ" واعضاؤها الخمسة من بينهم ممدوح بك قوراني ومدير شرطة ماردين، ذلك اللص المقرون بالقاتل المتعطش الى الدماء "يقول عنهم الاب سيمون"
"برز من بينهم رجل خول مطلق السلطة واسمه يملأ القلوب رعبا، نظراته كانت تشير الاشمئزاز، تصرفاته تدل على العنجهية، احاديثه ينضح منها الجهل، يده اليمنى تسفك الدماء واليسرى تخطف المجوهرات، راس كلب ضخم مثبت على كتف عتال، راسه يوحي بالرعب وكتفاه تحملان اكياس الالماس المنهوب، انه نيرون باقدام طفل، تقلد هيئة ذلك المضطهد الكبير، ولكن له من نيرون غير القناع الخارجي، بينما كان له قلبه وجنونه، انه هو جلاد ماردين واسمه ممدوح بك .. كان قائد الشرطة وجسد البربرية البدائية تحت سترة سوداء وقفازات بيضاء، ماذا فعل نيرون القزم هذا؟ فعل ما لا اسم له في التاريخ ولا اثر في القواميس.
كان نوري الانصاري (اوالبتليس) وطاهر الانصاري وفؤاد قرادية زعماء "لكتائب الخمسين" في ماردين لحق بهم ثالث هو يوسف بن نوري الانصاري" تالفت وجندت كتائب الخمسين من عناصر كوردية وانصارية (هي فرقة مسلمة سورية من منطقة طرابلس) هم فئة من اللصوص وقطاع الطرق والقتلة، خرجوا من السجون يشكلون جيش الجتا اللانظامي في ماردين وزعمائهم من الانصاريين- نوري الانصاري وطاهر الانصاري وفؤاد قرادية، والدرك هم تحت تصرف افراد هذه الهيئة الذين اخذوا على عاتقهم مراقبة ومعاقبة الشرطة المسيحيين ، عدد لا باس به من هؤلاء الرجال هم من الشركس المخلصين لوالي دياربكر رشيد بك الشركسي القومية.
كان خالد جلبي، مدير البلدية ينظم عصابات القتلة اولئك الذين اطلق عليهم اسم "الكتائب المحلية"
"اوفد حسن عارف من قبل دياربكر ليقنع مسلمي ماردين بضرورة ذبح المسيحيين، مؤكدا لهم بان الوقت مناسب تماما لعدم تدخل القوات الاوروبية وان الالمان يساندوهم، وجهاء ماردين المسلمون الذين ساعدوا الارمن في مذابح ذ895 ضد الاكرادن لم يكونوا ميالين للحكم على المواطنين المسيحيين بالموت، ولكنهم حيال الضمانات التي قدمها ذلك المندوب وتضامنا مع مسلمي بقية المدن الاخرى، اقتنعوا تدريجيا من فكرة المجازر، بعد ان اكمل مهمته الدعائية استمر حسن في جولته في المناطق الرئيسية للسنجق. كما انه مر بالقرى الكوردية حيث فاوض الزعماء الذين ابدوا استعدادهم لتخريب المدن والقرى المسيحية، الا انهم طلبوا ضمانا اي امرا خطيا من الحاكم يحدد فيه ذبح المسيحيين الان وان لا عقاب ينتظرهم لاحقا، ومنح لهم هذا السماح الرسمي، ولكن عندما اكملت المهمة استردت السلطات تلك الاوامر الخطيةـ فعرضت مرتكبي تلك الجرائم الى المحاسبة فالهلاك (نقلا عن ترنون وبيليرين وبيرو).
ولقد شكل قائمقام سعرت،انيس بك "كتيبة" من جنود قوامها مسلمون، اوكل اليهم مهمة تصفية وجهاء المسيحيين في المدينة، وهذا ما فعله ايضا مصطفى عبدالخالق، والي بيتليس، وصهر طلال لاغتيال المسيحيين، ارمنا وكلدانا اشورين على حد سواء، ودرويش مدير ناحية تل الارمن(اطلق عليها اليوم اسم قزل تبا) حيث كان يقطن فيها سبعمائة (700) اسرة بين ارمن وسريان ويعاقبة وكلدان اشورين، نظم هم الاخر امر ذبح المسيحيين بالتعاون مع الفين او ثلاثة الاف كوردي بقيادة علاء جلبي ابن الحاج قرنو.
عين رشيد زلفي قائمقاما على الجزيرة في نيسان 1915
"اخذ هذا يحرض علاكراد على ذبح المسيحيين بلا تمييز مذهبي.
**في اواخر نيسان ذهب فوزي النائب عن دياربكر الى الجزيرة في حملة دعائية [حرض الاكراد والاتراك الذين التقاهم ليتهياوا للقيام بواجبهم الديني طبقا لتوجيهات القران، ولما ثبتت جدية تلك التهديدات قام المطران الكلداني ماريعقوب (فيلبس يعقوب افرام) بزيارة القائمقام، ولكن هذا اهانه وطرده قائلا "سياتي اليوم الذي نحملك على ظهرك مئة كيس من الشعير لنسوقك كحمار"....... واوقف المطران يعقوب ليلة 28 اب 1915 وعذب ثم ذبح والقيت جثته على ضقة نهر دجلة، وكان قاتله المجرم عبدالعزيز جاويش مسلم من ماردينٍ]**