"دعونا نفهم أن القوة الإنسانية تكمن في الإرادة لتمثيل الانسان الحر بقوة عقل ذكي ومدرك و ان الحياة كريمة بفعل الانسان"
كيف يتم تحديد الولاء وكيف نلتزم به؟ ان كلمة الولاء تأتي من اللاتينية وتعني قانوني وذلك "وفقًا للقانون"، وهي نفسها مشتقة من مصطلح "القانون". وحسب الأكاديمية الفرنسية القديمة، هناك معنيان لمصطلح الولاء من أمثلة "البضائع الموالية" و "النبيذ المخلص". بينما يقترح التعريف الثاني: "من هو مخلص بإخلاص في سلوكه للالتزامات التي تم التعهد بها، لقوانين الشرف والاستقامة. لذلك نحن نتحدث عن الصدق وإظهار الولاء للعائلة، والأصدقاء، والمجتمع والناس ككل. متى يكون هناك تضارب في الولاء وكيف ينشأ؟ كل شيء يبدأ بالطفولة والأسرة، ثم يمتد إلى المجتمع ليتحول لاحقًا بسن قوانين من خلال فقرات يجب أن تشرح المحتوى وتقنع من يقرأه. عندما يكون هناك على سبيل المثال انفصال بين زوجين، يجب على المحكمة قبل اتخاذ القرار أن تسأل الطفل مع من يريد أن يكون؟ بالنسبة للطفل، هناك معاناة انفصال الوالدين، ثم ضغط الوالدين اللذين يرغبان في الحصول على حضانة الطفل، مما يؤدي الي خسارة البيت المتكامل. في هذه اللحظة بالذات ينشأ تضارب في الولاءات، لأن الطفل لا يريد أن يفقد كلا الوالدين أثناء اختيار الشخص الذي يرغب في البقاء معه. في الواقع، يشعر الطفل أنه يحتاج إلى والدته أكثر، لأنها الوحيدة التي تفهم احتياجاته وتعرف كيف تقوم برعايته. بالنسبة له، والدته هي الحضن الدافئ الذي يمنح الأمان العاطفي. كل هذا يتوقف على القوانين المعمول بها، وثقافة المجتمع. بالنسبة لبعض الدول التي تحكمها سلطة اأبوية مطلقة، الاحكام المعمول بها تسود التفاوتات، وتري أن مصلحة الطفل يجب ان تكون برعاية والده حتى لو اضطر للعيش بين كراهية زوجة الاب واليأس من القدرة على البقاء مع والدته. ومع ذلك وبموجب القانون، يجب أن يعيش مع والده حتى لو لم يرغب في ذلك. تخيل المعاناة والصراع الذي يشارك فيه الطفل؟ في الواقع، ومن واجب الوالدين أن يشرحوا للأبناء أنه من حقهم الطبيعي ان يحبوا كلا الوالدين وان لهم الحق أيضًا في اتخاذ القرار المريح لهم. كما شجع الطبيب النفسي الشهير إيفان بوزورميني، على إدماج النهج العلاجي الأسري في جميع أنحاء العالم، وخاصة في أوروبا. وهو يحتوي على المعالجة بالتحليل النفسي القائم على الصدق والولاء لإيجاد الحلول المناسبة للمشاكل الاسرية المعقدة. يتعلق هذا النظام الأخلاقي، بالأحكام والتفكير البشري. إنه نظام أخلاقي يتعلق بالمنطق والبراهين، والتفكير الأساسي لوضع معايير تحددها الأوليات والانسانية والواجبات المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالمجموعة الاجتماعية والنظام الأيديولوجي. إذا كان كل شيء يبدأ من الأسرة، فمن الضروري أن يظهر الوالدان مدى استعدادهما للولاء تجاه أفراد الأسرة، وأن يعلما الأبناء التفكير وإيجاد الحلول المناسبة لكل مشكلة. ذلك يسمح بالاتفاق والتزام لكل فرد من الاسرة و بحمايتها ثم تعزيز الولاء الأسري. من الضروري ان نفهم ان الولاء الاسري يسمح أيضًا بالعمل على الولاء الاجتماعي، والاقتصادي والسياسي لتجنب الصراعات والمعاناة، وتشريد الشعوب على النطاق العالمي. وفقًا لنظرية عالم النفس السويسري بياجي، يتمحور علم النفس التطوري من خلال ما أسماه نظرية المعرفة الجينية (أو البنيوية الجينية). ويلقي عمل بياجي الضوء على "الذكاء"، الذي يُفهم على أنه شكل من أشكال تكيف الكائنات الحية مع بيئتها، على مراحل تطور. وذلك يمكن مشاهدته لدى الأطفال، ونظريتهم في التعلم. سيكون لهذه الرؤية تأثير كبير على طرق التدريس والمناهج التعليمية (جان بياجي، نظرية المعرفة الجينية ،2005).
ويتمحور العلاج حول تفسير الحكم الأخلاق وجعل الناس يفكرون بعمق في اولوياتهم ومصلحة الاسرة، وكيفية اتخاذ قراراتهم بدون إيذاء أي فرد من الاسرة. ويعرض بياجي منظور علم النفس الاجتماعي، برؤية "الجينات الاجتماعية" للإجابة على سؤال الحكم الأخلاقي والعلاقة بين التفكير الأخلاقي والفعل. ويؤكد بياجي ان الأفراد بارعون في إصدار أحكام أخلاقية معقدة، وتقديم الحجج لتبرير أفعالهم للآخرين. وفقًا للفيلسوف كانط: "تمثل النية الحسنة، الغرض من الطبيعة والحفاظ على الوجود ورفاهيتها وسعادتها. وذلك من أجل الوصول إلى العقل". نحن نتحدث هنا عن النضالات من أجل التأثير، لتضمين الأحكام والعادات والطقوس الأخلاقية، والتي نجد صعوبة كبيرة في التخلي عنها. إنه موروث اجتماعي وثقافي ثقيل الحمل، بسبب ما يمكن أن يسببه من الام ومعاناة. لقد سيطر هذا الموروث علي العقل والسلوك. وبهذه الطريقة، تعبر المعتقدات والثقافات عن القيمة الأخلاقية للأفعال. كما يرتبط المنطق بالفهم والاستدلالي ومكوِّن التعاطف تجاه بعضنا البعض. في الفلسفة اليونانية القديمة، يمكن تمثيل الأخلاق التجريبية على أنها أنثروبولوجيا عملية، وفقًا لقوانين الطبيعة. ومع ذلك، تستمر النضالات وكذلك المعاناة وعدم الولاء والتلاعب بالعقول. لذلك، فإن الأمر متروك للبشر لصياغة فلسفة أخلاقية بنزاهة وضمير، ويجب أن تأخذ إرادة الجميع الأسبقية للتغلب على عدم المساواة والظلم التربوي، والاجتماعي، والاقتصادي، والسياسي، وأخيراً تحقيق الانسجام والسلام في العالم.
من هنا 
من هنا 
من هنا 
العمل/الترفيه
السبت 29 يناير 2022 - 0:02
