مربية الاجيال المعلمة الشابة خيرية جرجيس ال متيا شهيدة الواجب بحادث غرق مؤسف في قضاء الشطرة بلواء الناصرية جنوبي العراق عام 1962

..اعلام مدينة
اول معلمة رسمية تلكيفية
...*** ابناء تلگيپي ( تلكيف )
... شهيدة الواجب
...
خيرية جرجس متيا
...
من الذاكرة ..
عندما كنا جنودا في احدى جبهات القتال. شرق البصرة .. ايام الحرب الايرانية العراقية .. التحق الى وحدتنا جندي من سكان الشطرة .. اسمه عبد العزيز صالح المظلوم .
من مواليد ١٩٤٨ . لاداء خدمة الاحتياط ..
.. خلال احدى جلساتنا خلف الحانوت لاحتساء كاس من الشاي و تدخين سيكارة .. اخذنا الحديث الى اماكنا .. وحكاياتنا في بلداتنا .. قص لي قصة غرق طالبات و طلاب مدرسة الشطرة بكل حرقة .. كونه عاش الحدث بكل تفاصيله وسمع القصة مرار وتكرارا من والده الذي كان شرطيا في مركز الشطرة في تلك الايام ...
وانا بدوري رويت له قصة مشابة .. قصة غرق الطالبات في مدينتنا .. حسب ما سمعتها من اهلنا ..
.. كانت مجرد احداث ماضية لكنها مؤلمة لمن عاشها ومن سمع عنها ..
.. حين اتصل بي العم سمير متيا طالبا من ان اكتب مقالا عن اخته المعلمة المرحومة خيرية .. وزودني ببعض المعلومات الاولية عنها
.. تذكرت قصة غرق طالبات وطلاب مدرسة الشطرة ..
سالت واستفسرت لاني لا املك اية معلومة عن اخته خيرية تاكدت انها نفس الحادثة التي رواها لي صديقي عبد العزيز صالح المظلوم ..
هنا توقفت كثيرا و انتظرت .. حتى جاني الرد الاكيد بانها نفس الحادثة ..
خيرية التلميذة الناجية من طوفان تلكيف تموت غرقا في نهر الفرات .. ياله من قدر ..
...
.. نتحول اليوم من شنگو الى سامونا .. مرورا بشمامي . نتسلق الشارع الصاعد نحو منازل ال سامونا .. نتمشى الهوينة بين منازل ال شذايا و ال قاجي و ال امسيح و ال رزوقي ورديه باشا . ..
نتوقف عند منزل ال متيا .. ندخل لننقب عن اول درة سلكت طريق التعليم .. من معلماتنا الدرر
نتذكر .. بدرية .. و لبيبة و ماري و وديعة و اميرة و رمزية و
اخريات كثيرات..
. معلمات من تلكيف خدمن في عدد من قرى و مدن العراق
..ونعودالى ماضي جميل ...

.. رقم .. ١٣ ..
خيرية جرجس متيا ..
من مواليد تلكيف محلة سامونا . سنة ١٩٣٨ ...
والدها جرجس متيا ..
والدتها خوخي حَلَبو ..
.. اكملت الدراسة الابتدائية في مدرسة الراهبات .. تلكيف عندما كانت بناية المدرسة في ملحق الكنيسة المسمى قونغ
اجتازت المرحلة الابتدائية بتفوق . الاولى
ارادت ان تكمل مسيرتها العلمية بالاتحاق للدراسة في معهد الفنون المنزلية في بغداد .. فكان لها
التحقت بمدرسة الفنون المنزلية في بغداد و تخرجت بامتياز سنة ١٩٥٨ ..استلمت شهادتها من وصفي طاهر . مرافق الرئيس عبد الكريم قاسم ..
تم تعيينها في نفس السنة معلمة في مدرسة العفة في قضاء الشطرة .. الناصرية .. لعدم وجود مدرسة ابتدائية رسمة للطالبات في تلكيف انذاك ..على ان تقضي هناك مدة اربع سنوات حسب لوائح الخدمة في وزارة المعارف
تميزت بالصيت الطيب والاخلاق الحميدة ..فسكنت قلوب الكادر التعليمي وجميع التلاميذ .. نالت رضا الادارة ..
والعوائل المحيطة بالمدرسة ...

حدث في سنة ١٩٦٢
بعد ثلاث سنوات و نصف من خدمتها هناك قررت الادارة القيام بسفرة مدرسية ترفيهية لطلاب و طالبات المدرسة ..
.بعد استحصال موافقة ادارة المعارف .. استعدت المدرسة لاقامة السفرة المزمع اقامتها في بساتين كرمةبني سعيد في سوق الشيوخ ..
انطلق الباص الخشبي القديم من الشطرة في الساعة السابعة و عشر دقائق صباحا .. ليسلك الطريق الترابي الى الناصرية مرورا بناحية الغراف .. بعد عدة ساعات من الغناء و الفرح وصلت الرحلة المدرسية الى بوابة جسر البطاط الخشبي قرب سوق الشيوخ ..
كان من شروط العبور لسيارات الباص ان يترجل كافة الركاب ويعبرون الجسر سيرا على الاقدام و يعبر الباص بلا ركاب ..
لان حمولة الجسر طن واحد فقط ..
.. في تلك الاثناء غاب الحارس المسؤول على تنظيم عملية العبور .. كانت هناك سيارة اخرى في منتصف الجسر .. لم يلتزم السائق بالتعليمات المكتوبة في باب الجسر التزاما منه باوامر المديرة التي منعت الطالبات من الخروج خارج الباص خوفا عليهن من البرد والمطر .. وامرت الفراش ان يشد باب الباص بالحبال لاجل منع الطالبات ..
لم ينتظر السائق عبور تلك السيارة الجسر باكمله .. اذا قام بالدخول قبل ان تجتاز السيارة الاخرة .. وما ان اجتاز الباص مسافة من الجسر حتى لاحظه حارس الجسر واطلق صفارته محذرا السائق توقف الباص فجاءة .. لكن .. في تلك اللحظات تقطعت الحبال التي تربط الجسر باليابسة .. وانهار الجسر باكملة في النهر .. واخذ بالانخفاض في الماء شيئا فشيئا . حتى غمرته المياه .. وانخفض الباص معه
استطاع السائق و الفراش ومديرة المدرسة الخروج و كذلك عدد من المعلمات ليعبروا الى الضفة سباحة . لكن العد الكبير من الركاب كان مازال داخل الباص ..
هرع شباب شوق الشيوخ لانقاذ ما يمكن انقاذه من الركاب و معهم فراش المرسة و حارس الجسر .. واستطاعوا انقاذ ما امكنهم انقاذه من الطالبات و الطلاب و المعلمات المحشورين في نهاية الباص الخلفية من الاحياء
لكن العدد الاكبر انتهى غرقا داخل الباص و بعد على اجسادهم علامات الموت و اللون الازرق
.. تم انتشال الجثامين .. بعد جهد كبير وهمة المنقذين
فقد الفراش حياته .. بعد ان انهكه التعب والبرد .. لتنهار قواه ويموت غرقا ...
تم سجن السائق .. لكن اطلق سراحه بعد ان تنازل كل اهل الضحايا عنه باعتار الحادث قضاء و قدر ..
... نقلت جميع جثامين الغرقى الى المستشفى الجمهوري في الناصرية .. ومن هناك تم توديعهم بموكب جنائزي مهيب الى وادي السلام في النجف الاشرف .. يرافقه كبار رجال الدولة والعسكرين و الشيوخ و اهالي الضحايا . .
كانت المعلمة خيرية متيا (موضوع البحث ) احدى ضحايا الحادث .. .
نقل جثمانها الطاهر الى بغداد يرافقه وفد خاص من ادارة المعارف ..ومن بغداد الى تلكيف . ليستقبل جثمانها ايما استقبال .. كان على راس المستقبلين مبعوث خاص من قبل الرئيس الراحل عبد الكريم قاسم
خرج اهالي تلكيف عن بكرة ابيهم لاستقبال الجثمان .. وتجمهروا في مدخل المدينة الغربي عند المكان المسمى كازينو علي بابا .. و رجال الدين وكبار مسؤولي دوائر الدولة و وجهاء المدينة و مختاري المحلات .
.. ليقام على روحها الطاهرة قداس الجنازة في كنيسة قلب يسوع الاقدس و منها ليدفن جثمانها في مقبر التل مثوى الاباء و الاجداد .. قرب الكنيسة الكبرى ..
..نطلب من الرب .. لروحها الطاهره ولارواح من قضوا معا في تلك اللحظات الرحمة و الغفران .
و الرحمة والغفران لكافة من راحوا ضحية فيضان تلكيف في ١ نيسان ١٩٤٩ .. من طالبات و اخرين ..
..
الفقيدة المعلمةخيرية جرجيس متيا ..
كانت انسة غير متزوجة ..
رحلت عن هذه الدنيا وهي في عز شباب عن عمر ٢٤ سنة
... .. ..
لديها من الاخوة و الاخوات .. الاشقاء سبعة
٤ اخوة . و ٣ اخوات ..
الاخوان. ..
سمير جرجس متيا . . نبيل حرجس متيا
امير جرجس متيا .. نمير جرس متيا
الاخوات ..
.. گرجية متيا قاطو
.. ايفلين متيا فريدة
.. خالدة متيا كلشو ..
.
كل الشكر و التقدير للعم العزيز سمير جرجس متيا و ابنه سعد
.. مع الشكر لكل المتهمين ..
استندت في جل متن المنشور على ما وردني من الاخ سعد متيا. . مع التقدر لكل من اهتم و تدخل لاضافة اي معلومة مفيدة .
تعاون معي في اخراج هذا المنشور
الاخ العزيز حنا حبيب شينا ...

... يتبع .. رقم .. ١٤ ..

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
رسالة تعزية ورثـاء لشهيدة الواجب مربية الاجيال المعلمة الشابة الانسة خيرية جرجيس ال متيا ذات ال 24 ربيعا في حادث غرق مؤسف لسفرة مدرسية في الشطرة بلواء الناصرية / العراق .

بسم الثالوث الأقدس ... الآب ... والأبن .. والروح القدس ... الأله الواحد ... امين .

انـا هو القيامة ... والحق... والحياة .......... من امن بي ... وان مـات فسيحيـا

العزيزان العم جرجيس ال متيا والد الفقيدة الكلوم وابنة العمة العزيزة الثكلى خوخي ال حلبو زوجته الكريمة والدة الفقيدة رحمهما الله ,, الجزيلا الاحترام ,, .

الأعزاء أخوة الفقيدة ... المرحومون ... أمير , كرجية ال متيا قاطو , أيفلين ال متيا فريدة , والاحباء على قيد الحياة ... سمير , نبيل ال متيا , وخالدة ال متيا كلشو وعائلاتهم الكريمة ,, المحترمون ,, .

الأعزاء ابنـاء العراق ,, المحترمون ,, .

العراق والمهجر

سلام من الله ورحمة ...

* حـادث جلل ومصاب اليم *

الشهداء بذار الحياة والأكرم منـا جميعـا

Rest in Peace Mis. Khayria

مربية الاجيال المعلمة الشابة خيرية جرجيس ال متيا شهيدة الواجب بحادث غرق مؤسف في قضاء الشطرة بلواء الناصرية جنوبي العراق عام 1962 127552348_1496717990523616_1530312459126026563_n.jpg?stp=dst-jpg_s600x600&_nc_cat=104&ccb=1-5&_nc_sid=8bfeb9&_nc_ohc=cp7JYSk-sYsAX9B1aue&_nc_ht=scontent-muc2-1

مربية الاجيال المعلمة الشابة خيرية جرجيس ال متيا شهيدة الواجب بحادث غرق مؤسف في قضاء الشطرة بلواء الناصرية جنوبي العراق عام 1962 127231955_1496718010523614_1100578459622279836_n.jpg?_nc_cat=104&ccb=1-5&_nc_sid=8bfeb9&_nc_ohc=BsGmsosHfyUAX8iPKuB&_nc_ht=scontent-muc2-1

بقلوب حزينة وعيون بـاكية نشاطركم الأحزان بهذا المصاب الجلل سائلين الباري عز وجل ان يتغمد الفقيدة الغالية الشابة الست خيرية أيقونة تلكيف الحبيبة برحمته الواسعة ويسكنها فسيح جنـاته ويلهمكم ومحبيها ويلهمنـا جميل الصبر والسلوان ، ضارعين اليه تعالى ان لا يري اي من ابناء شعبنـا اي مكروه انه سميع مجيب .

يقول أحباء الشهيدة الست خيرية ...

الست خيرية يـا حبيبتنـا ... ايتهـا المسافرة عبر السحاب ، الراحلة الى مـا وراء الغمـام في السمـاء العليـا ، كيف مضيت سريعا دون وداع ، ولمـا غادرتينـا بهذه العجالة وانت شابة بعمر الزهور 24 عام .. وشجرة حياتك في بداية أخضرارها لتصبح خضراء وتعطي ثمارها لعائلتك الكريمة ولوطنك الحبيب العراق الذي كان بلدا امنا ولجميع أبنائه دون تفريق أو تمييز , لقد شيعوك بأحتفال مهيب اهالي المنطقة ووصل جثمانك الطاهر الى اهلك في تلكيف بشكل رسمي وشيعوك اهلك ومحبيك بوقار الى مثواك الاخير في مقبرة التل الاثري القريب من الكتيسة واقيم لك مجلس عزاء مهيب حضرت جانبا منه انا شخصيا في بيت الاباء والاجداد في تلكيف التاريخ وكان ذلك قبل 60 عام ؟

لقد ذهبت يـا ست خيرية وتركت في النفوس لوعة وفي القلوب غصة ، ولكنك رغم بعـادك عنـا فانت تعيشين معنـا ، وفي احلامنـا ، وفي ضمـائرنـا ، نذكرك في الأصيل ، ونراك بسمة حلوة في شفـاه الأطفال الصغـار ، ونسمعك نشيدا شجيـا مع تراتيل الملائكة والصديقين وأجراس الكنائس في الاعياد الكبيرة ، فنامي قريرة العين في مثواك السرمدي ولتسعد روحك الطاهرة في عليـائهـا فمـا هذه الدنيـا الا دار زوال وفنـاء .

لقد بكيناك بحرارة يـا بارة وانقبضت قلوبنا وحزنت نفوسنا عليك كثيرا .

ان القلم يقف حائرا احيـانـا لأيجاد الكلمـات المعبرة المنـاسبة في هكذا منـاسبات لأن الحادث جلل والمصاب اليم .

نطلب من الرب ان يكون هذا المصاب خـاتمة احزانكم وان يسبغ نعمه على العراق الحبيب ليعود الى ربوعه الأمن والأستقرار ويعيش شعبه الطيب عيشة تليق به كونه صاحب أقدم حضارة عرفها الانسان في التاريخ، ودمتم برعايته الألهية .

شركاء احزانكم المتالمون لكم

د . حناني ميــــــا والعائلة

وأسرة موقع

البيت الآرامي العراقي

https://iraqiaramichouse.yoo7.com/portal.htm

ميونيخ - المانيـــا