09 أكتوبر 2010م "عقدة" تدفعهم للمبالغة في انتقاء أسماء حديثة لأولادهم دبي - العربية.نت
يشعر بعض العراقيين بالحرج من أسماء آبائهم وأجدادهم، التي تدفع الآخرين إلى إطلاق الضحكات، بل إن بعضهم دفعته عقدة الأسماء إلى المبالغة في إطلاق المسميات الحديثة على المواليد الجدد.
لكن الأسماء الحديثة لم تتمكن من تغيير ما ورثته بعض العائلات من أسماء غريبة للآباء أو الأجداد، كما هو الحال بالنسبة إلى عائلة جربوع دخان دنان، وهو من إحدى العوائل التي تسكن مدينة الكوت جنوب العراق.
إذ يقول لصحيفة "الحياة" اللندنية، السبت 9-10-2010: "أكاد كل يوم أشعر بالحرج بسبب اسمي (جربوع)، فهو بدائي ويدل على أحد الحيوانات من صنف الزواحف، كما أن اسميّ والدي وجدي فيهما مشكلة أيضاً كونهما من الأسماء البدائية".
وأضاف: "اخترت أسماء ولديّ بتمعن (أحمد وريام) بعدما كنتُ ضحية جدي الذي اختار لي اسم جربوع"، مشيراً الى أن المشكلة تكمن حالياً في ما يواجهه أبناؤه من سخرية نظرائهم التلاميذ بسبب اسمه واسم والده.
وفي المقابل، تتجه بعض العائلات نحو الديمقراطية لاختيار اسم المولود الجديد وتقيم جلسات للمشورة يقترح فيها أفراد الأسرة مجموعة من الأسماء، وهناك من يلجأ الى القرآن الكريم لاختيار اسم المولود.
وتعتقد أم علي أن "التوافق بين أفراد الأسرة أو الزوج والزوجة على الأقل على اختيار اسم المولود الجديد أمر ضروري في الوقت الحاضر للوصول الى الاسم المناسب". لكنها لم تخف أن خلافاً حصل بينها وبين زوجها على تسمية آخر مولود لها، فالأب اختار له اسم "سيف" وأدرجه في هوية الأحوال المدنية، بينما تصر على أن تسميه "نور الحسين" ما جعل الطفل ينادى بالاسمين معاً.
وبرزت أسماء كثيرة في العراق خلال عقد الثمانينات كان لها صلة بالواقع، ومن بينها: بعث وتموز وقادسية وسيف سعد وصدام وغيرها، ويرى قسم من أصحابها أنها أصبحت عبئاً ثقيلاً عليهم في الوقت الحاضر.
ويقول الحاج طهران عباس علوش (61 سنة): "مررت بظروف صعبة ومواقف محرجة إبان حرب الثماني سنوات بين العراق وإيران عندما كنت جندياً".
وأضاف: "تعرضتُ مرات عدة للإهانة من الضابط المسؤول وكنت أشعر بأنني منبوذ، وتعرضت للكثير من العقوبات ودفعوا بي مرات عدة في واجبات بالغة الخطورة بسبب اسمي، طهران، الذي لا أعرف من اختاره لي".
وخلال فترة العنف الطائفي التي مرّ بها العراق عامي 2006-2007 دفعت أسماء بعض العراقيين أصحابها الى التهلكة عندما برزت ظاهرة القتل على الهوية، فكثيرون قتلوا بسبب أسمائهم التي لها صلة بطائفتهم أو مذهبهم وهم أبرياء.
ويجد الباحث مثنى حسن مهدي أن الكثير من الأسماء القديمة مرتبطة بمجموعة من الأحداث والعوامل ضمن المحيط التاريخي والجغرافي للمولود، فالعرب مثلاً كانوا يؤرخون انتصاراتهم في الحروب أو الأحداث التي يمرون بها من خلال تسمية المواليد الجدد.
ويقول إنه من الصعب تحميل الوالدين المشكلة، لأنه من المتوقع أن الوالدين أو عميد الأسرة اختيار الاسم المناسب من وجهة نظره المرتبطة بالخبرة والثقافة والوعي، ولا يمكن لوم الشخص على اسمه إن لم يكن مقبولاً.
ويؤكد أن المسافات الثقافية بين الماضي والحاضر وبين المدينة والريف تلعب دوراً كبيراً في اختيار اسم المولود، لذلك نجد بعض الأسماء لا تحمل قيمة ولا مدلولاً غير ما تجلبه لأصحابها من مواقف محرجة.