الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 201تاريخ التسجيل : 10/05/2022
موضوع: حوار الاديان /الكاتب والباحث خليل جندي الأربعاء 22 يونيو 2022 - 14:42
حوار الأديان
الكاتب والباحث خليل جندي .
(مداخلة في جلسة /حوار الأديان ، في بيروت بتاريخ 21 آذار 2018)
أستهل خطابي بمضمون الحديث الذي جرى إحدى المرات بين عالم لاهوت مسيحي وبين "دلاي لاما" الأب الروحي الحالي للبوذية في التبت، حيث سأل الأول دلاي لاما:
- يا سماحة الدلاي لاما، ما أفضل الأديان من وجهة نظرك؟
كان العالم المسيحي يظن أنه سيقول: بوذية التبت هي الأفضل، أو على الأقل يقول "الديانات الشرقية التي سبقت المسيحية بقرون عديدة، لكن دلاي لاما إبتسم، ثم قال بهدوء:
" العقيدة الأفضل هي تلك التي تجعلك شخصاً أفضل، وتجعلك أقرب إلى صورة الله على الأرض."
ألح رجل الدين المسيحي في السؤال قائلاً: وماهي تلك العقيدة التي تجعل الانسان شخصاً أفضل؟
فأجاب دلاي لاما: "هي العقيدة التي تجعلك أكثر رحمة، أكثر إدراكاً، أكثر حساسية، أقل تحيزاً، أقل عنصريةً، أكثر حباً، أنظف لساناً، أكثر إنسانيةً، أكثر مسؤولية، وذا أخلاق، الدين الذي يجعلك كل ما سبق، هو الدين الأفضل."
صمت رجل الدين المسيحي بالاجابة الحكيمة ، لكن دلاي لاما أكمل قائلً:
"لست مهتماً يا صديقي بعقيدتك أو دينك أو مذهبك، أو إذا كنت متديناً أم لا، الذي يعنيني حقاً هو سلوكك أمام نفسك، ثم أمام نظرائك، ثم أمام أسرتك، ثم أمام مجتمعك ن ثم أمام العالم. لأن جماع كل ما سبق سيشكل كيانك وصورتك أمام الله.
سيداتي الكريمات ، سادتي الكرام
نفهم من قول هذا الحكيم بأن الأفكار سوف تتحول إلى كلمات. والكلمات تتحول إلى أفعال. والأفعال سوف تتحول إلى عادات. وأن هذه العادات المكتسبة سوف تكوّن شخصيتك ، وشخصيتك تصنع قدرك والمجتمع بأكمله.
الدين هو وسيلة، وليس غاية. الغاية العليا في الأديان هي "الصلاح" . والدين هو أحد السبل للوصول إلى الصلاح، أو هكذا يفترض. لهذا فإن الرسل وفي مقدمتهم أب الأنبياء إبراهيم الخليلكانوا يدعون بعبارة " ربّ هب لي حُكماً وألحقني بالصالحين"
جميع الأديان تدعو الى "الصلاح" والفضيلة والمحبة وعمل الخير وعبادة الخالق كل بطريقتها،...حوار الأديان ممكن في حال أن يتجاوز القائمون على الدين فكرة أن دينهم يمتلك كل الحقيقة والأديان الأخرى على باطل! أو أن ينصبوا أنفسهم وكلاء الله على الأرض!.