كوكب العلم والامل الكاتب والباحث الايزيدي فواز فرحان

كوكب العلم والأمل ..

الكاتب والباحث الايزيدي فواز فرحان

أن الكثير من الأصدقاء تناقلوا خبر تصوير تلسكوب جيمس ويب لصورة في أعماق الكون يقال أنها سحبت قبل 13 مليار سنة ضوئية ..!!
لا يهم البشرية هذا الخبر ببساطة لأنه هروب من واقعنا المُظلم الى الأمام ..
وهو يشبه ذلك البلطجي الذي هزت أعماله الشائنة قلوب الناس وتجمعوا للقضاء عليه ولم يجد سوى حيلة ماكرة بلفت انتباه الناس الى السماء حتى ترفع الناس رؤسها وترى الخطر الوهمي بينما يفرّ البلطجي منهم بهذه الحيلة ويسلم من العقاب ..
بعد فيلم صحراء المكسيك وأكذوبة النزول على القمر في ستينات القرن الماضي لم يبقى مصداقية لناسا عند العلماء ، بالإضافة الى اعترافات 82 رائد فضاء بأن أبعد ما يمكننا الوصول اليه هو الطبقة السابعة من الغلاف الجوي .. كائن يأكل ويشرب ويطرح فضلات وعمره محدد بثمانين عاماً وإذا ما إقتطعنا ساعات النوم ( 6 باليوم افتراضية ) وساعات العمل نفس النسبة وساعات الخدمات الاجتماعية من أكل وشرب وذهاب لطرح الفضلات وعلاقات اجتماعية لا يتبقى لهذا الكائن سوى 20 عاماً فقط !!!
هل تكفي مثلاً للذهاب الى كوكب يبعد عنا مائة سنة ضوئية ؟
هل تكفي أصلاً لقراءة 6 مليارات كتاب مطبوع في مكتبات عالمنا أصلاً ؟
كم من الغذاء والوقود والفضة والألماس التي تصنع منها مركبات الفضاء تكفي لعشرة روّاد فضاء ؟
ما هو التطوّر العلمي الحقيقي ؟
التطور العلمي الحقيقي هو أن يسمحوا لنا بالبحث عن مليار عنصر كيميائي موجود على سطح الأرض لم يسمحول لنا سوى بالإطلاع على 120 عنصر في الجدول الدوري الكيميائي وقسموه الى أربعة مراتب وبيوت !!
هو أن يسمحوا لنا بالإطلاع على أسرار البحار العميقة الموجودة على كوكبنا ؟
في بابل كان الحديث يدور عن 48 الف عنصر كيميائي وحجر الفلاسفة كان يباع في صيدلياتها لإطالة أعمار البشر ونقلهم الى مستوى الإنسان صاحب العمر الطويل !
هو أن يسمحوا لنا بالإطلاع على إحداثيات أكثر من قارة موجودة على كوكبنا يمنعوننا حتى من التطرق الى أسمائها ولا يسمحوا لنا بإدخالها في الإحداثيات العلمية لكوكبنا وأكثر من ذلك كل سفينة أو طائرة تقترب منها يتم إسقاطها بطريقة وحشية !
هو أن يسمحوا لنا بإقامة رياض الأطفال ومدارس محترمة في كل قرية وبلدة في كوكبنا ويلغوا الفكرة الضيّقة للدين والوطن والأيدلوجية فالكوكب الذي يحكمه علماء ليس بحاجة الى نظرية ثورية عندما يبني مدرسة ولا الى فتوى من رجل دين ولا الى قطعة قماش يغيض الآخرين بها وينشر تخلفه بل بحاجة الى مهندس والى مواد أولية والى عمل طوعي من البشر بعيد عن الاستغلال !
هو ان يسمحوا لنا بإمتلاك صحن طائر صغير يطير بطريقة الذبذبات التي تعلمنا اياه النحلة في طيرانها في فضاء الغلاف الأول لهذا الكوكب لكل اسرة لكل اب كي يتمكن من جعل أطفاله يطلعون على أسرار البحار وأسرار الجبال وأسرار الصحاري .. تتناول الإسرة طعام الفطور في جبل وطارق وغذاء الظهيرة في الأزتيك وعشائها في الهملايا قبل أن تعود الاسرة بسرعة البرق الى بيتها المتواضع !
هو أن يسمحوا لنا باستغلال خصوبة الأرض لزراعة القمح والأرز فهم لا يسمحوا لنا سوى باستخدام 5% فقط من مساحة كوكبنا للزراعة للتحكم في جوعنا وظلمنا وقهرنا وتركيعنا وتحقيرنا !!
هو أن يسمحوا بأن يكون لكل أسرة على هذا الكوكب قسيمة غذائية تتضمن مجانية ثلاث وجبات طعام كي تتفرغ الأسرة للعلم وتطوير قدراتها الروحية والفكرية !
هو أن يسمحوا لنا بجعل الزامية التعليم تشمل الجنسين رجال ونساء حتى نهاية المرحلة الجامعية وليس أقل !
هو أن يسمحوا لنا بالإطلاع على أسرار الأعشاب الطبيعية التي تنهي جذرياً كل الأمراض على كوكبنا دفعة واحدة وتطيل أعمارنا ..!
العلم الذي لا يستطيع ايجاد لقاح بسيط لفايروس او علاج لمرض عادي أو لا يطيل اعمارنا ثانية واحدة هو كمي نسبي وقاصر ومحدود !!
هذا بالضبط ما فعله البلطجي بنا لجعل أنظارنا تتجه للأعلى كي يتمكن من الفرار من العقاب !
عندما تحصل عزيزي القارئ على تلك القسيمة الغذائية التي تكفيك وتزيد مجاناً أينما كنت في اي بلد أو قرية أو ريف حينها قول أنك تعيش في كوكب العلم والأمل ..
عندما تتمكن من العيش في مجتمع خالي من الإستغلال ومن تجارة الأدوية والحروب والمخدرات قول أنك تعيش في كوكب العلم والأمل ..
في كل خبر .. في كل حرب .. في كل مجاعة .. في كل انهيار إقتصادي .. إبحث عن الأسباب ولا تعلق على النتائج وتتناقلها !!
فكرة التلسكوب نفسها مأخوذة من العين البشرية وهي قادرة على رؤية بطريقة سباعية الأبعاد وقد مرّ بتاريخ كل الحضارات شخصيات تمكنت من رؤية هذه النجوم في أعماق الكون دون تلسكوب وتمكنوا من فك شيفرة لغة الكون الرمزية في سومر وراما والأزتك وايزوتيريا والاغريق وروما لكن تراجعنا العلمي ساهم في التغطية على الحقيقة وجعلنا نتداول القشور السطحية التي لا تنفع تقدما ..
التقدم الحقيقي هو أن نؤسس أكاديميات قادرة على رفدنا بالحقيقة لإطالة أعمارنا ..
التقدم الحقيقي هو أن نقيم نظام إنساني موحد للبشرية خالي من استغلال البشر للبشر أو البشر للحيوانات ..
التقدم الحقيقي هو أن نقيم نظام ملزم للقضاء على الجوع والفقر وملزم للتعليم مجاناً لكل البشر الى نهاية المرحلة الجامعية ..
علينا ببساطة أن نكتشف أنفسنا وكوكبنا قبل أن نحلق في الخيال بعيداً بمليارات السنوات الضوئية !!