خطاب بمناسبة الذكرى الثامنة لابادة الشعب الايزيدي 3,اب 2014
كاتب الموضوع
رسالة
ابا خالد مشرف مميز
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 259تاريخ التسجيل : 10/05/2022
موضوع: خطاب بمناسبة الذكرى الثامنة لابادة الشعب الايزيدي 3,اب 2014 الأربعاء 27 يوليو 2022 - 8:49
خطاب الذكرى الثامنة للابادة الجماعية
ان المناسبة الاليمة التي تمر علينا هذه الأيام هي الذكرى الثامنة للابادة الجماعية التي تعرضنا لها والتي ستدخل عامها التاسع ومازال تداعياتها مستمرة لليوم .
نتقدم باسم اتحادنا " الاتحاد الدولي للجمعيات الايزيدية المستقلة " بتعازينا الحاره لذوي الشهداء من ضحايا الابادة وامنياتنا الصادقة في عودة المختطفات الايزيديات وعودة اهلنا إلى مناطقهم بأسرع وقت ممكن .
وهذا نص الخطاب
ان الشعب الايزيدي هو امتداد لشعوب الرافدين التي بنت الحضارات العريقة في سومر و بابل و اكد و اشور .
والديانة الايزيدية هي اقدم ديانة حية ومن أولى الديانات التوحيدية .
والشعب الايزيدي وعبر تاريخة الطويل الموغل في القدم تعرض الى العديد من حملات الابادة الجماعية بسبب انتمائه الديني ، حيث شهدت فترة حكم الدولة العثمانية العشرات من الحملات تجاوزت السبعين حملة إبادة الجماعية ، ومما لا شك فيه ان الفترات التي سبقت الحكم العثماني اي في فترة حكم العباسين و الامويين والخلفاء ، جميع تلك الفترات كان الشعب الايزيدي يعاني من حملات إبادة جماعية .
لم يجد هذا الشعب المغلوب على أمره سبيلا للعيش الا في المناطق الوعرة وفي الكهوف والجبال ليتفادوا الاحتكاك بالشعوب التي كانت تحيط بهم ، والتي كانت تكن لهم العداء بسبب الدين وفتاوى شيوخ الاسلام .
وخير دليل على مقدار الظلم والاضطهاد والتنكيل والتعذيب والتميز العنصري الذي لاقاه الشعب الايزيدي هو ما تعرض له هذا الشعب المظلوم في 14 أغسطس من عام 2007 ، عندما قام تنظيم القاعدة بتفجيرات هائلة جدا في تل عزيز و سيبا شيخ خدر وكانت الأكبر بعد تفجيرات 11 سبتمبر التي حدثت في أبراج التجارة العالمية في امريكا .
وليس خافيا عليكم ان الشعب الايزيدي تعرض الى ابشع ابادة جماعية في تاريخ الانساني المعاصر التي تعرض لها في 3 أغسطس من عام 2014 عندما قامت عناصر الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام او ما يسمى داعش بغزو سنجار وارتكاب جريمة الابادة حيث قاموا بالقتل و الذبح و الحرق و التفجير و الخطف و السبي و الاغتصاب بحق ابناء ديانتنا المسالمة .
ونتيجة لهذه الحملة بلغ عدد الضحايا نحو 10 الف قتيل وخطف نحو 7 الف شخص اغلبهم من الاطفال والنساء ، كما خلف داعش مجازر جماعية في مقابر بلغ عددها 84 مقبرة جماعية ، ودمر داعش 68 معبد ايزيدي ، ومازال نحو 2718 مختطف مجهول المصير حتى يومنا هذا ، اضافة الى الآلاف من الاطفال الأيتام .
على الرغم من مرور 8 سنوات على الابادة ، ورغم القضاء عسكريا على داعش ، لكن لازالت الابادة مستمرة ولازال الشعب الايزيدي يعاني من تداعيات الابادة ، وذلك بسبب سوء أوضاع الناجين من الابادة ، كونهم ومنذ 8 سنوات يعيش نحو 350 الف شخص في مخيمات النزوح في خيم من النايلون دون خدمات معرضين للبرد القارص في الشتاء وسقوط وتمزيق خيمهم بسبب الرياح والامطار ، ومعرضين للحرارة الشمس الحارقة والخانقة في الصيف وانعدام الكهرباء وحرق خيمهم وممتلكاتهم البسيطة ، هذه المخبمات اقل ما يقال عنها أنها اشبه بمعسكرات اعتقال ، وحتى الذين تحرروا من أسر داعش أوضاعهم المعيشية والصحية والنفسية في اسواء الاحوال ويعانون من الاهمال .
هذا ومازالت جميع القرى والمجمعات والمدن الايزيدية في سنجار نحو 80 % جميعها مدمرة بكاملها .
ونحن نعيش هذه الأيام الذكرى الثامنة للابادة الجماعية الايزيدية التي ارتكبت على يد داعش الارهابي وسوف ندخل العام التاسع من الابادة ومازال الشعب الايزيدي يعاني على جميع المستويات وفي جميع المجالات اقتصاديا و سياسيا و اجتماعيا و أمنيا و صحيا و نفسيا .
الاسواء من كل هذا هو أن حكومة الإقليم في أربيل وكذلك الحكومة المركزية في بغداد لا يكترثون لأوضاع الشعب الايزيدي المئساوية واهملوا معاناتنا ولا يسعون لتغير وتحسين اوضاعنا ، بدليل أنهم لم يشكلوا خلية بحث جادة وحقيقة للبحث عن المختطفين وانقاذهم واعادتهم إلى ذويهم .
وتباطئهم وتلكئهم المتعمد في تأخير فتح المقابر الجماعية ورفع رفاة الضحايا والتعرف عليها لاعادة دفنها بشكل لائق ليتسنى لذويهم زيارة قبور احبائهم .
علما ان المعابد التي تم تفجيرها والقبور التي تم تدميرها من قبل داعش قام ابناء الشعب الايزيدي بإعادة اعمارها وعلى نفقتهم دون مساعدة من اي جهة رغم ما يعانون منه من أوضاع مأساوية .
ومن جانب اخر لا توجد مبالغ مالية مخصصة من الميزانية طيلة هذه السنيين لإعمار سنجار وإعادة البنية التحتية وتعويض اهلها ماديا ومعنويا عن ما أصابهم من خسائر في الأرواح و الممتلكات .
كما ان الحكومة المحلية في نينوى لم تخصص اي مشاريع اقتصادية او زراعية او صناعية لسنجار لإعادة الحياة لها وتمهيد الضروف الملائمة لعودة أهلها اليها .
هذا وليس بخافي على احد ان الدول العظمى والدول الصناعية الكبرى والدول المانحة تحركاتها خجولة جداً ، ان لم تكن معدومة في المساعدة على البحث عن المختطفين الايزيدين او لتحسين حياة الشعب الايزيدي وتعمير مناطقهم وبناء مشاريع في سنجار وتعويض اهلها وتخليصهم من حياة التشرد في مخيمات النزوح .
لذا نحن في اتحاد الدولي للجمعيات الايزيدية المستقلة وباسم الشعب الايزيدي لنا امل في ان تقوموا وباسرع ما يمكنكم بالتحرك في اتجاه انقاذ الشعب الايزيدي من الابادة الجماعية المستمرة الى اليوم .
والعمل الجاد في سبيل انقاذ المختطفين ، تحسين أحوال الناجين من الابادة ، اعمار سنجار وإعادة أهلها اليها ، تعويض الضحايا ، إكمال فتح جميع المقابر الجماعية لطوي صفحة الابادة الجماعية والبدء بحياة جديد لبناء مستقبل مشرق لهذا الشعب المنكوب .
وباعتبار المانيا البلد الثاني للشعب الايزيدي و وجود الجالية الأكبر من الايزيدين في هذا البلد الذي وجدو فيه الامن و الطمأنينة بأن يكون لكم الدور الابرز في بناء حياة جديد للشعب الايزيدي ومستقبل مشرق لهم .
كما لا ننسى ضرورة اعتراف المانيا وبشكل رسمي بالابادة الجماعية الايزيدية ، العمل على دفع باقي دول الاتحاد الاوربي والدول الغربية بأن تأخذ حذوها في الاعتراف ب " الجينوسايد " ، العمل على إصدار قرار من مجلس الامن بهذا الخصوص ، تشكيل محكمة دولية بالابادة الايزيدية ومحاكمة مسببي ومرتكبي هذه الابادة ، إلزام الدول التي كان لمواطنيها الدور الابرز في الابادة بتعويض الشعب الايزيدي عن جميع خسائره في الأرواح والممتلكات وحثهم للمساهمة الفعالة والجادة في بناء مستقبل مستقر لهذا الشعب الجريح الذي ينزف دماً منذ عقود .
ولا نخفيكم ان الشعب الايزيدي في وطنه ايزيدخان في لالش ، شيخان ، بعشيقة ، سنجار ينظرون للدولة الالمانية بانها المنقذ لهم وحتى المغتربين الموجودين في المانيا وسائر الدول الغربية والاوربية هم يبنون امالهم على انسانية وحكمة وعدالة دولة المانيا واهمية دورها في تحقيق العدالة للشعب الايزيدي .
هذه هي حقيقة آمالنا وهذه هي مطالبنا نضعها بين أيديكم طامعين في تحقيقها من قبلكم في القريب العاجل .
الاتحاد العالمي للجمعيات الايزيدية المستقلة
خطاب
خطاب بمناسبة الذكرى الثامنة لابادة الشعب الايزيدي 3,اب 2014