شيعة العراق و المرجعية انتفاضة.ثورة.مؤامرة. خيانة
عبد الرضا حمد جاسم
شيعة العراق و المرجعية انتفاضة.ثورة.مؤامرة. خيانة
اليوم ارغب في مناقشة ما ورد في رسالة السيد علي السيستاني "المرجع الأعلى لشيعة العراق" والتي قرأها الشيخ الكربلائي يوم الجمعة 20/12/2019 ،لأسباب عديدة أهمها ان كل طرف من الاطراف التي تهتم او اهتمت بها غرف ويغرف منها ما أراد ويريد وفسرها ويفسرها كما يشاء وفي باله ان السيد علي السيستاني اذا قال، قال العراق ويضع امامه ان المتظاهرين يمثلون الشعب العراقي!!!عليه كانت وتكون تلك الاستعارات والتفسيرات مرتبكة تعكس "طفحان" فشل راسخ في أعماق العقل الباطن الذي دفع ويدفع الى تَّعَمُدْ التفسير السطحي "الهوسة" لما ورد في الرسالة وكل رسائله السابقة وهذا حال حتى الأحزاب والمليشيات والسياسيين ورجال الدين وشيوخ العشائر والأخطر في كل تلك المجاميع هي مجموعة او شريحة من "المثقفين" الذين أطلقتُ عليهم " مثقفي التكتك" أو "المثقفين النيوفمويين" اللاهثين خلف الكلمات المتقاطعة والذين يأخذون وفق "لا تقربوا الصلاة" ليصيغوا عليها اراءهم وتحليلاتهم والمشكلة ان هؤلاء سيؤسسون او سيوسعون نمط الثقافة الفموية أي التي لا تدفع القارئ او السامع لتفعيل جهاز التفكير الذي يمتلكه وبذلك سيكونوا في حالهم هذا حال "الروزخون" و"الرادود" يبكي قبل اللاطمين ليبكيهم وهم منتعشين بأجر البكاء فهم يذرفون وهو لم تلمع عيناه قط.
قبل ان اناقش ما ورد في الرسالة اطرح الأسئلة التالية واجيب عليها والإجابات هنا هي رأيي الشخصي او تحليلي الذي يحمل الخطأ وأتمنى بعض الصح...تلك الأسئلة هي:
س 1 ـ هل من في ساحات الاعتصام يمثلون الشعب العراقي؟
الجواب: قطعاً كلا فهم شريحة غير متجانسة في كل شيء من شعب غير متجانس ربما هم وذويهم واحبابهم لا يشكلون حتى 10 الى 20% من الشعب العراقي (التقديرات ان عدد نفوس/سكان العراق تقترب من 40 مليون نسمة) او بالأصح هم لا يمثلون إلا أنفسهم وفق حالات الخلاف الفكري والتصورات والمطالب بين المجاميع المتواجدة في تلك المواقع والدليل هو خلافهم او موقفهم من اجبار الطلاب والموظفين على المشاركة في المسيرات تحت التهديد والوعيد وتحت رعب التصفيات المتبادلة والحرق من خلال عصابات منفلته.(تكلمتُ عن التغلغلات او الاندساسات في السابقات)...إذن هنا يسقط الادعاء بأن الشعب هو مصدر السلطات الذي يطرحه بعض أولئك مثقفين التكتك وتعلمه منهم اتباع التكتك.
س 2 ـ لماذا لم تنتشر حالات التظاهر والاعتصام في مدن وقرى كردستان او المحافظات التي لم تنتفض اليوم واقصد محافظات الانبار ونينوى وتكريت وديالى؟
الجواب: هناك أسباب كثيرة تطرقتً لبعضها في السابقات لكن اليوم متعمداً اضع ثلاثة اسباب استفزازيه هي التالية:
اولاً: هو ان الأحزاب الإسلامية الشيعية والسياسيين الشيعة غير فاسدين ويخدمون البلد /الشعب لذلك فأن الشعب في تلك المحافظات لا يذمهم او يتهمهم بما ليس فيهم اي لا يشاركون المتظاهرين الرأي فيما يقولون به.
ثانياً: ان الأحزاب والكتل السنية والسياسيين الذين تظمهم والمشاركين في إدارة الدولة والبرلمان ومجالس تلك المحافظات غير فاسدين وخدموا جمهورهم وأدوا واجباتهم على أكمل وجه عليه لا يجب للقيام عليهم.
ثالثاً: ان أبناء إقليم كردستان وتلك المحافظات الكرام والمتوافقين طائفياً (اغلبية سُنية) ليسوا من الشعب العراقي لذلك لا يتدخلون بالشأن الداخلي للشعب العراقي (الشيعة) وهذا السؤال وجوابه يعود بنا الى السؤال الأول ويجبرنا على طرح السؤال التالي: لماذا يطلق على المتظاهرين وصف الشعب العراقي وهم ليسوا الشعب العراقي إنما جزء مهم منه ولا يشكل الأغلبية ؟.
س 3ـ هذا السؤال وفق السؤالين (1،2) وهو: هل على الحكومة/السلطات سماع مطالب المتظاهرين او جزء منها؟
الجواب: البعض ينادي ويصرخ ان على الحكومة سماع راي الشعب...نعود هنا الى ما ورد في نهاية الجواب على (س2). ومع ذلك اعتقد ان الجواب على هذا السؤال هو: اعتقد كلا قبل ان تتوضح الأسباب الحقيقية لعدم مشاركة الجزء الأكبر من الشعب العراقي في تلك التظاهرات والاعتصامات...لماذا كلا وكلا وكلا؟ الجواب هو ان قبول أي مطلب من مطالب المتظاهرين المتعلقة بالدستور او مفوضية الانتخابات او قانون الانتخابات او قانون الأحزاب او أي شيء له مساس بالجزء غير المنتفض من الشعب العراقي يجب ان لا يؤخذ به الا كمقترح علية يجب ان يكون رد الحكومة والسلطات الأخرى هو: نعم مطالبكم محقة لكن يجب ان نستشير ممثلي الجزء غير المنتفض من الشعب والذي يشكل اكثر من 50%+1 اما المطالب المحلية في المدن التي يتظاهر فيها بعض شعبها مثل الخدمات والتعليم والضرائب والتشغيل وإعادة الحياة للمصانع والمعامل وتشجيع النشاط التجاري فهي مطالب محقة يجب الاستماع اليها بدقة وتنفيذها او وضع جدول زمني لحلها.
اما الجزء الأول من المطالب (تعديل او الغاء الدستور وغيرها) فهذا خط احمر تجاوزه يدفع البلاد الى التمزق والتفكك ويشكل خطر كبير على العراق كدولة حاضراً ومستقبلاً لأن السلطات لا يمكنها ان تخضع لجزء من الشعب وتحقق له ما يريد وتصيغ خطوات وقرارات وإجراءات خاصة به وتترك رأي القسم الأكبر من الشعب والذي ربما يتجاوز نسبة الثلثين واكيد يتجاوز نسبة ال 50%+1.
أين الخطورة على العراق هنا: الخطورة هو ان تحقيق أي مطلب ولو بسيط وهامشي من مثل مراجعة الدستور ومفوضية الانتخابات وغيرها تحت ضغط التظاهرات يعني ان على السلطات الخضوع الى قرار شعب إقليم كردستان الذي جسده في الاستفتاء فهو قرار شعبي ووقف خلفه اكراد العراق بقوة وعَلِمَتْ به كل الدول والمنظمات الدولية وكذلك يجب سماع بل الخضوع لصوت شعب إقليم كردستان بخصوص محافظة كركوك والمناطق المتنازع عليها...ولو شككت الحكومة المركزية بنتائج الاستفتاء وراي الشعب الكردي العراقي بخصوص كركوك والمناطق المتنازع عليها يمكن لسلطة إقليم كردستان تحشيد عدة ملايين في ساحات اعتصام تطالب بتلك القضايا وتعمل على تحقيقها وعندها لا تختلف تظاهرات بغداد ومحافظات وسط وجنوب العراق عن تظاهرات واعتصامات الملايين من اكراد العراق في ساحات وشورع الإقليم ومعها كركوك والمناطق المتنازع عليها وتطبيق المادة(140) من الدستور. وربما يستطيع الشعب الكردي العراقي ان يحشد في بغداد ما يفوق عشرات اضعاف ما موجود اليوم في ساحة التحرير وغيرها من الكورد الساكنين في بغداد...و نفس الشيء بخصوص الشعب العراقي في محافظات الانبار ونينوى وتكريت وديالى حيث يجب على السلطة المركزية الاعتراف بمطالب وهتافات الشعب العراقي في تلك المحافظات تلك التي طرحها في ساحات الاعتصام قبل سنوات وهذا حقٌ له...وان حاولت السلطة المركزية التشكيك بتلك المطالب فأن الأحزاب والتكتلات والعشائر في تلك المحافظات تستطيع خلال دقائق ان تحشد الملايين من أبناء الشعب في ساحات وشوارع تلك المحافظات.....و نفس الحال بخصوص أبناء تلك المحافظات الساكنين في بغداد حيث يمكن ان تخرج أجزاء كثيرة من كرخ بغداد عن سيطرة الحكومة ويمكن ان يعتصم الأهالي في ساحة النسور او ساحة 14 رمضان وحتى ساحة الشهداء او غيرها وستقوم نفس القنوات الفضائية ونفس الجوكر ونفس مواقع الفيسبوك بنفس ما تقوم به الان وسيظهر الطرف الثالث ليقنص الأطفال وبعض من حاملي العلم العراقي كما جرى في بداية تشريت اول2019 ولكن هذه المرة سيكون الطرف الثالث شيعي حسب ما ستنشره جماعة الجوكر والفيسبوك لتشتعل حرب طائفية جديدة لن تتمكن عندها السلطات من السيطرة عليها او اخمادها لحالة التمزق التي هي فيها والانكسار المعنوي للحشد والأكثر أهمية هي فقدان الحجة باتهام ساحات الاعتصام بالإرهاب والتعامل مع داعش والوهابية والبعث لأنهم جزء مهم من الشعب العراقي انتفضوا مطالبين بحقوقهم كما انتفض الشيعة وطالبوا بحقوهم وخضعت لهم السلطات ونفذت تلك المطالب وربما ساهم في التنفيذ أبناء تلك المحافظات ولن تجد الحكومة من يتطوع لقتال شعبه وإطلاق الرصاص عليهم ولن تنفعها حين ذاك أي فتوى وبالأحرى سوف لن يصدر السيد علي السيستاني فتوى جديدة لأنه يعرف ان تلك الفتوى ضد إرادة جزء مهم من الشعب العراقي وإن لم تستجب الحكومة لمطالبهم سيعلنون العصيان ويطرحون الاستقلال بإقليم وهو مشروع جاهز أي إقليم الانبار/الرمادي وإقليم سهل نينوى وإقليم كركوك وسيكون مقبول حيث سيكون مطلب الشعب العراقي.
وكان الشخص الفاهم الوحيد هو رئيس الوزراء المستقيل السيد عادل عبد المهدي عندما ثَّبَتَ في بيان استقالته انه استقال تحت امر او طلب او اقتراح المرجعية ولم يضع استقالته على انها جاءت تحت تأثير ضغط التظاهرات وسيذكر له التاريخ ذلك. فلو قال: أيها الجماهير المنتفضة اضع استقالتي نزولاً عند مطالبكم المشروعة لتمزق العراق بعد سويعات من مهرجانات فرح الساحات التي لا تعرف ما تريد ولا تعرف من يحرك ومن يتصدى ومن يقنص ومن يقتل
س 4 ـ هل الشيعة يشكلون الأكثرية من الشعب العراقي؟
الجواب كلا...ما كانت الطائفة الشيعة هي الأكبر والأكثر عدداً...ان الخبث القومي المبني على الخوف القومي نتيجة الاضطهاد القومي هو من دعا الكورد العراقيين الى عزل أنفسهم عن وعائهم الديني الطائفي السني المتمثل بالسنة العرب كنتيجة سياسية وليس دينية حيث نَسَب َالاكراد اضطهادهم الى القومية العربية والجزء السني منها ونسوا او لم يرغبوا في التصور من انه لوكان العرب الشيعة هم المهيمنين على السلطة في العراق لفعلوا ما فعل السنة العرب كما يتصورون من حملات لتهديد الكورد ومحقهم والقضاء عليهم...وهم يعلمون ان اكثر قتلاهم سقطوا برصاص بنادق صوبها وضغط على زنادها جنود ومراتب شيعية مرغمين في الغالب بأوامر سلطات على رأسها قيادة دولة من السُنة. لذلك صار العراق سنة وشيعة وكورد ومكونات اخرى ومن الناحية القومية صار وكان العراق عرب وكورد واقليات أخرى... فربما الشيعة لا يشكلون أكثر من 40% من الشعب والسُنة يشكلون أكيد أكثر من ال 40% وقد يصل الى ما يقارب ال55%لكنهم جزأين: سُنة كورد وسنة عرب لو جمعتهم لكانوا هم الأغلبية لكن قلق الكورد وخوفهم من قومية السنة العرب يضاف اليها ذكائهم في اغتنام الفرص هي التي دفعتهم لأحضان الشيعة ليجعلوا من السنة اقلية.
س 5 ـ هل السيد علي السيستاني هو المرجع الأعلى للعراقيين؟
الجواب: كلا فهو قد يكون محترم عند نسبة عالية من الشعب العراقي المتنوع لكنه ليس مرجعهم. فلا يسمع له ربما أكثر من 60% من الشعب وربما أكثر من 50% من الشيعة...سأمر على هذه النقطة لاحقاً.
س 6 ـ هل السيد علي السيستاني هو المرجع الأعلى الفعلي للعراقيين الشيعة؟
الجواب كلا...فما يطرحه لا يأخذ به اغلب الشيعة حيث لكل مجموعة مُقَّلد تُطيعه حد القصاص من السيد السيستاني لكن إذا أطاع هذا المُقَّلَدْ ما يطرحه السيد السيستاني سرت طاعته على مقلديه وهذا ما حصل في موضوع الجهاد الكفائي...عندما شعروا جميعاً بالخطر الشخصي عليهم والخطر الأكيد على مصالحهم ومشاريعهم الاقتصادية والسياسية والدينية هبوا مطيعين تلك الفتوى وانسحب ذلك على عامة المقلدين.
والسيد علي السيستاني بحكمته واطلاعه على ما يدور ومن تجاربه وخبرته بما في الشيعة وما عليهم يعرف ذلك بدقه...والدليل انه تكلم كثيراً عن حرمة الفساد وأتباعه يتفاخرون بفسادهم...طالب بأن يكون السلاح بيد الدولة ولمس ان جميع الشيعة من صغيرهم الى كبيرهم لم ينفذوا تلك الوصية ولن ينفذوها لذلك كما اعتقد انه لم يصدر فتوى بتحريم الفساد ولم يصدر فتوى بضرورة ان يكون السلاح بيد الدولة لأنه على علم ودراية ان الشيعة بشيعهم سيسخرون منها ومنه ولن ينفذوها مطلقاً وسيكون حالها حال تحريم إيذاء النفس فيما يعرف بمراسم او ممارسات عاشوراء "ضرب الراس بالسيوف والجلد للصدر والظهر والتمثيل/ التشابيه"...ربما ستظهر عملية تسليم السلاح للإعلام بشكل أفلام وفيديوهات حيث سيتم تسليم السلاح غير الصالح او بعض ما في البيوت فمن عنده خمسة مسدسات او رشاشات سيظهر ليسلم واحد/واحدة منها ويعلن طاعته للسيد السيستاني.
عليه فأن رسائل السيد السيستاني يجب ان تقرأ بعناية ودقة فهو دقيق وصريح ومتوازن عندما يضع الصياغات والجمل والعبارات ويختارها بدقة حيث ظهر لي في هذه الرسالة والرسائل التي قبلها كإنسان حكيم ناصح يعرف ما يجري ويعرف الممكن ويعرف ما يطرح ويريد ان يبرء ذمته وهو القريب من الموت امام ربه وامام نفسه وامام واجبه واما الحاضر والمستقبل.
اريد ان أكون واضح هنا في مناقشتي التي لا أتوجه بها الى السيد علي السيستاني انما لمن لا يعرف ان يقرأ ما يكتبه السيد علي السيستاني ويقتطع من رسائله/نصائحه ما يشاء ويصرخ بها في الفيسبوك او في أفلام الفيديو...الشيء الأخر ان ما نشير اليها بالانتفاضة او الثورة او عند البعض المؤامرة والخيانة تقع هذه الأيام في الجزء ذو الغالبية الشيعية من العراق ...حتى جزء بغداد ذو الغالبية السنية لم يشترك بشكل مقبول فيها...وحتى ان مدينة الكاظمية الشيعية لم يظهر فيها ما ظهر في غيرها من المراكز الدينية الشيعية...عليه فأن المتظاهرين لا يمثلون حتى الغالبية من الشيعة ونحن نلمس التناحر بين الشيعة اعلامياً ودينياً وعشائرياً حول ما يجري فهناك مناطق ساخنة جداً وهناك معتدلة وهناك هادئة والسبب هو اختلاف الولاء الديني لهذا "آية الله" او هذا السيد او ذاك المعمم او هذه العشيرة او تلك الزمرة.
الأن الى رسالة السيد علي السيستاني: حيث قال الشيخ عبد المهدي الكربلائي يوم الجمعة (20 /12 /2019)، نقرأ عليكم نص ما وردنا من مكتب سماحة السيد (دام ظلّه) في النجف الأشرف: هنا سأضطر الى تجزئة الخطبة لمناقشتها وكالتالي:
1 ـ ورد: [لا يزال البلد يعيش أوضاعاً صعبة ومقلقة، حيث تستمر فئات مختلفة من المواطنين في المشاركة في التظاهرات والاعتصامات السلمية المطالبة بالإصلاح، في حين يتعرض بعض الفاعلين فيها للاغتيال والخطف والتهديد، وفي المقابل تجبر العديد من الدوائر الحكومية والمؤسسات التعليمية على غلق أبوابها من دون ضرورة تدعو الى ذلك، وتتعرض ممتلكات بعض المواطنين للحرق والتخريب، ويشتكي الكثيرون من ضعف هيبة الدولة وتمرّد البعض على القوانين والضوابط المنظمة للحياة العامة في البلد بلا رادع أو مانع] انتهى
تعليق: هنا تظهر دقة الرجل في اختيار كلماته وصياغة عباراته حيث قال: [حيث تستمر فئات مختلفة من المواطنين في التظاهرات والاعتصامات السلمية المطالبة بالإصلاح] ولم يقل الشعب العراقي او حتى الشعب لأنه يعرف ان من يقوم بتلك الفعاليات جزء صغير من الشعب وصفهم وصفاً دقيقاً حكيماً " فئات مختلفة من المواطنين".
وكان دقيقاً حينما لم يتهم أي طرف بما يجري من اختطاف واغتيال وتهديد حيث ذكر بشكل دقيق وواضح العبارة التالية: [في حين يتعرض بعض الفاعلين فيها للاغتيال والخطف والتهديد] وهو يعرف ان الاختلافات والخلافات تطحن صفوف المتظاهرين فكرياً وهناك اندساسات متنوعة وكبيرة ومؤثرة وهناك طموحات وأطماع مختلفة تصل الى حد التقاتل والتكفير. وما على الراغب في التجربة سوى ان يصرخ ويشير الى أي شخص انه مندس حتى تتكالب عليه الدوائر ويقتل شر قتله في قلب الساحة وامام عائلته ان كانت هناك او زملاءه.
ثم يشير السيستاني هنا الى تهور البعض من الافراد من تلك الفئات المختلفة من المواطنين ومن يقف خلفهم ويتهمهم بشكل واضح وصريح بالسرقة وحرق الممتلكات العامة والخاصة ويشير الى تمرد البعض منهم على القوانين والضوابط المنظمة للحياة العامة وهو تجريم صريح وواضح ويستدعي تدخل السلطات او هو امر لتلك السلطات بإيقاف تلك التجاوزات والقضاء عليها وهنا عبارته التي وردت: [ويشتكي الكثيرون من ضعف هيبة الدولة وتمرّد البعض على القوانين والضوابط المنظمة للحياة العامة في البلد بلا رادع أو مانع]. الدعوة الى الردع في هذه العبارة واضحة وصريحة وتشكل طلب مهم في ان تعيد الدولة هيبتها بالضرب بيد من حديد على أولئك المجرمين الذي أشار اليهم ولم يسميهم لكن اشارته واضحة...واستغرب كيف للسلطات ان لا تستغل هذا الدعم الواضح والكبير وبالذات حين ختم المقطع ب: [بلا رادع او مانع] حيث قدم الردع على المنع.
2 ـ ورد: [وقد أشرنا في خطبة سابقة الى ان الشعب هو مصدر السلطات ومنه تستمد شرعيتها ـ كما ينص عليه الدستور ـ وعلى ذلك فإنّ أقرب الطرق وأسلمها للخروج من الأزمة الراهنة وتفادي الذهاب الى المجهول أو الفوضى أو الاقتتال الداخلي ـ لا سمح الله ـ هو الرجوع الى الشعب بإجراء انتخابات مبكرة، بعد تشريع قانون منصف لها، وتشكيل مفوضية مستقلة لإجرائها، ووضع آلية مراقبة فاعلة على جميع مراحل عملها تسمح باستعادة الثقة بالعملية الانتخابية] انتهى.
تعليق: هنا انتقل السيد السيستاني الى العموم بعد الخصوص أي بعد [فئات مختلفة من المواطنين] ليتكلم عن الشعب وليبين ان الشعب هو مصدر السلطات وليس الفئات المختلفة من المواطنين وهنا لا يتكلم عمن يمكن ان يعتبروا مشمولين برعايته او تابعين لفتاواه أي الشيعة انما يتكلم عن الشعب من تظاهر منه وهم القلة ومن لم يتظاهر وهم الاكثرية والتي لا علاقة لهم بفتاواه او طروحاته وربما البعض منهم لا يحترمونه دينياً حتى، فكان حريصاً بالقول [الشعب مصدر السلطات] وليس كما يروج مثقفي العراق الذين ابتلى بهم العراق وابتلت بهم تلك الفئات المختلفة المتظاهرة السلمية فقط. وهنا ينتبه السيد السيستاني الى أهمية الدستور والنواقص الكبيرة التي بين فقراته والتحريفات التي اتفقت عليها الأحزاب والاقوام والطوائف...وربما ينطلق من المسؤولية التي يشعر بها والتي فرضها تدخله عند كتابة الدستور وتهديده بضرورة ان يكتبه العراقيين الذين كان عليهم الإخلاص للشعب والاهتمام بذلك الطرح الذي هز سلطة الاحتلال...و العجيب ان مثقفي العراق والغالب منهم لم يطلع لغاية اليوم على الدستور ونصوصه والذين قلبوا الدنيا على التصويت له بنعم في الاستفتاء دون ان يطلعوا عليه او يطالبوا بعرضه على الشعب هم اليوم بنفس الوضع ونفس "الهوسه" ينادون بإلغاء الدستور وليس تعديله...وقد تعمدتُ كثيراً أن اسال من ينشر ذلك على الفيسبوك السؤل التالي: لطفاً ماذا كان رايك عندما طُرح الدستور للاستفتاء؟ ماذا كتبت عنه؟ هل اطلعت عليه؟ هل اعترضت عليه؟ الجميع يلوذ بالسكوت...لقد كانت هناك فرصة لإعادة كتابة الدستور في حينه وفق الفقرة التي تنص على ان يحق لثلاثة محافظات الاعتراض عليه ليرفض في الاستفتاء وكان الاتجاه ان محافظات نينوى والانبار وتكريت ستعترض عليه فهب نفس المثقفين ليمطروا أهالي تلك المحافظات بكل شائنة اقلها الارهاب والتآمر والتبعية والخيانة العظمى واتباع البعث والصَّداميين وفلول البعث وما جرى يتذكره من بقي على قيد الحياة من أبناء تلك المحافظات. وكنت قد طرحت مقترح عن الدستور في مقالتي: الدستور العتيق مكانه الأرشيف او سلة المهملات...لماذا؟ 29/07/2010
ويشير السيد علي السيستاني الى قلقه من التقاتل الداخلي فهو على علم تام بمن خلف الكثير مما يجري في الشارع والساحات ومن يقوم بذلك النفاق السياسي ويعرف ان الموضوع قد لا يُحسم الا بحرب طاحنة ان انطلقت شرارتها لن تخمد الا على شعب عراقي نقص منه مليون او أكثر وازيلت منه مدن ومقاطعات او لها مدينة الثورة/صدام/الصدر التي تقلبت كثيراً.
3 ـ ورد: [ولكن الملاحظ تعرقل إقرار قانون الانتخابات الى اليوم وتفاقم الخلاف بشأن بعض مواده الرئيسة، وهنا نؤكد مرة أخرى على ضرورة الاسراع في إقراره وأن يكون منسجماً مع تطلعات الناخبين، يقرّبهم من ممثليهم، ويرعى حرمة أصواتهم ولا يسمح بالالتفاف عليها. إنّ اقرار قانون لا يكون بهذه الصفة لن يساعد على تجاوز الأزمة الحالية] انتهى.
تعليق: هنا سيد علي السيستاني لا يتكلم عن الدستور انما عن قانون الانتخابات الذي صِيغَ بتلك الصورة التي تشوه الديمقراطية وتسببت بالفساد والإفساد وما وصل اليه العراق اليوم على كل الصُعُدْ ويشير بوضوح الى معرفته بصيغ الالتفاف على مجريات الانتخابات وربط ذلك بتجاوز الازمة بعد ان قدم للدستور والشعب في الفقرة السابقة. وهنا يعرف السيد علي السيستاني حجم تأثيره المحدود على العراق بشكل عام وعلى الشعب العراقي بشكل خاص لذلك ترك ربما ما يتمناه أي شخص واقصد ان تتضمن هذه الفقرة الدعوة الى ذوي الاختصاص المشهود لهم والمترفعين على الايدلوجيا بكل اشكالها ليكتبوا قانون الانتخاب وهو يعرف ان الدعوة بالصيغة التي وردت في الخطبة تعني الالتزام بالمحاصصة ولا يأتي منها جديد فكان عليه ان يشير الى أصحاب الاختصاص والخبرة لكنه يعرف ان صوته غير مسموع في هذا الجانب من الأغلبية من الشعب العراقي من غير الشيعة وحتى الكثير الاغلب من الشيعة...وكمثال على ذلك هو(مكررة للأهمية) لو دعا السيد السيستاني اتباعه المقلدين له اليوم لتسليم الأسلحة التي في منازلهم وبالذات منهم الرافعين لمطلب ان يكون السلاح بيد السلطة فلن يستجيب احد او القليل الذي لايُذْكر... ربما من يملك خمسة قطع سلاح سيقوم وامام الاعلام بتسليم قطعة واحد ويقسم " يحلف بالحسين والعباس أبو فاضل والزهرة وام البنين على انه لا يملك غيرها"...ولو طالبهم بترك الفساد الذي برعوا فيه من اصغرهم عمراً وموقعاً حتى اكبرهم من المعممين وأصحاب التيارات والمليشيات والأحزاب لقالوا عليه قول جعفر لأخيه الخليفة علي بن ابي طالب...وربما رفعوا صوره وهتفوا بحياته وقيادته لكنهم مع انفسهم يقولون هذا" مخبل ""مخرف"
4 ـ ورد: [وإذا تمّ إقرار قانون الانتخابات على الوجه المقبول يأتي الدور للنخب الفكرية والكفاءات الوطنية الراغبة في العمل السياسي لتنظم صفوفها وتعد برامجها للنهوض بالبلد وحلّ مشاكله المتفاقمة في إطار خطط عملية مدروسة، لكي تكون على استعداد لعرضها على الناخبين في أوان الانتخابات، ويتم التثقيف على التنافس فيها لا على أساس الانتماءات المناطقية او العشائرية أو المذهبية للمرشحين بل بالنظر الى ما يتصفون به من كفاءة ومؤهلات وما لديهم من برامج قابلة للتطبيق للعبور بالبلد الى مستقبل أفضل] انتهى
تعليق: هنا عاد السيستاني الى تلك التي لم يتمكن من طرحها في المقطع السابق واقصد النخب والمتخصصون فدعاهم هنا الى الانخراط في العمل السياسي خارج الأحزاب الحالية ودعاهم لإعداد البرامج للنهوض بالبلد واكيد هذه الدعوة تعني انه سيقف معها وخلفها على قدرما يستطيع وما تسمح به حالته وموقع تأثيره وهو يعرف ان قوله هذا او دعوته هذه سيقابلها رد اتباعه:"المابيه خير الاهله ما بيه خير لغيرهم" و"الاقربون أولى بالمعروف" وغيرها وهو يعرف انهم هبوا الى التطوع في الجهاد الكفائي ضد داعش وقدموا ارواحهم ودمائهم تحت تلك الفتوى...انظر حجم التشقق واتساعه وحجم الخلل العقلي وال"ضميري" ان صح القول...هذه لمسها ويلمسها السيد علي السيستاني جيداً واكيد يلوم ويتألم وربما الرجل يتمنى الموت اليوم قبل الغد لأن حِمْلَهُ ثقيل ولا من يعينه من اتباعه...هو في بيته المتواضع ومن يتلحفون بفتاواه يتنعمون بالقصور العامرة والأرصدة والحدائق الغناء والطائرات الخاصة..."""الله يساعده"""
5 ـ ورد: [على أمل أن يقوم مجلس النواب القادم والحكومة المنبثقة منه بالدور المطلوب منهما في إجراء الإصلاحات الضرورية للخلاص من تبعات الفساد والمحاصصة وغياب العدالة الاجتماعية في المدة السابقة] انتهى.
تعليق: هنا :[على امل] تقع ضمن التمنيات يطرحها انسان يشعر انه في ورطه وهو عاجز لخيانة اتباعه له وعدم التزامهم بما يدعون انهم يلتزمون بها...يراهم يقَّبلون يديه ويسجدون عند قدميه ويطأطئوا ويخروا ساجدين امامه لكنه يعرف انه لو قال لهم انصفوا لما نصفوا او قال لهم اتقوا الله لما بدر منهم ما يؤكد ذلك ولو قال لهم ضعوا ابن ابي طالب امامكم لقالوا مع انفسهم ان ابن ابي طالب عاش في غير زمانهم ولو صار اليوم لفعل كما يفعلون ولو قال لهم اتعظوا بما فعله عمر بن الخطاب مع ابنه عندما علم انه يشرب الخمر لقالوا كان ذلك زمان وزماننا غيره ان لم يلعنوا عمر ومن على سيرة عمر الى يوم الدين
6 ـ ورد:[وختاماً نأمل ألا يتأخر طويلاً تشكيل الحكومة الجديدة، التي لا بد من أن تكون حكومة غير جدلية، تستجيب لاستحقاقات المرحلة الراهنة، وتتمكن من استعادة هيبة الدولة وتهدئة الأوضاع، وإجراء الانتخابات القادمة في أجواء مطمئنة بعيدة عن التأثيرات الجانبية للمال او السلاح غير القانوني وعن التدخلات الخارجية. والله وليّ التوفيق] انتهى.
تعليق: مولانا كيف تكون حكومة غير جدلية وهي خلاصة جدل عقيم في غالبه ومفيد في بعضه...كيف غير جدلية والعراق بؤرة الجدل فهو اقوام واعراق واديان وطوائف وأحزاب وعشائر وافخاذ...و يتمنى سماحته ان لا يكون للمال والسلاح دور وهما عصب حياة اليوم من ابسط حلقات المجتمع الى اعقد الحلقات الإقليمية والعالمية...صحيح انها دعوة للأخوة والتسامح والمحبة والصدق والرغبة بالحياة المشتركة الكريمة لكنها مثالية فالعراق مخترق بكل ابعاده ودوائره من الافخاذ الى العشائر ال الطوائف الى الأحزاب الى البرلمان والوزرات والدوائر والسفارات والتجمعات والجمعيات والاتحادات والنقابات وهذه تتحرك ذاتياً داخلياً بتأثيرات "كان" أي الماضي السحيق وتأثيرات إقليمية لعدم التوازن الإقليمي والدولي وللموقع الجغرافي والحضاري والثروات والاطماع.