قصة وعبرة من تاريخ البصرة القريب فرهود سوق الهنود في البصرة سنة 1941* شبكة البصرة
كاتب الموضوع
رسالة
Dr.Hannani Maya المشرف العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61370مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: قصة وعبرة من تاريخ البصرة القريب فرهود سوق الهنود في البصرة سنة 1941* شبكة البصرة السبت 27 أغسطس 2022 - 1:41
سْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قصة وعبرة من تاريخ البصرة القريب
فرهود سوق الهنود في البصرة سنة 1941*
شبكة البصرة
ما أن اقتربت الساعة من السابعة صباحاً من صبيحة يوم الأربعاء 7 مايس عام 1941 حتى سحب حاكم البصرة (الميجر لويد) مسدسه وأطلق النار على قفل أحد المحلات ليبدأ الفرهود في العشار. حيث كان الاضراب والتظاهر قد عم أسواق البصرة فأوصدت المحلات التجارية أبوابها احتجاجاً على قرب دخول القوات البريطانية الى البصرة واستمرت المظاهرات تجتاز شارع الساحل متوجهة الى الكورنيش وهي تهتف وتستنكر وترفع اللافتات ضد تلك القوات الغازية وعند مدخل سوق الهنود وقف (الميجور لويد) برفقة الترجمان الخاص به وقد بدا عليه القلق ناظراً الى ساعته بين الحين والآخر فقد كان ينتظر وصول القوات البريطانية الى المدينة وما أن اقتربت الساعة من السابعة صباحاً حتى سحب حاكم البصرة (الميجور للويد) مسدسه وأطلق النار على قفل أحد المحلات قائلاً للمترجم أن يصرخ بكلمة (Loot) بمعنى فرهود! وما كاد المتظاهرون والسابلة يسمعون كلمة الفرهود حتى توقفوا عن التظاهر وراحوا يكسرون أبواب المحلات المغلقة وينهبون ما فيها، ولم تمض لحظات حتى انفرطت المظاهرة وتحول سوق الهنود الى فوضى وسلب ونهب وفي تلك اللحظات تدفقت القوات البريطانية لتأخذ طريقها؛ الأول باتجاه ميناء المعقل والثاني باتجاه فلكة أسد بابل. وبعد ان استقرت القوات في مراكزها أعلن عن منع التجوال فانفرط عقد الفرهود بعد ان نهبت الجماهير (الغاضبة المناضلة) كل شيء تقريباً!
في اليوم التالي أبلغ الميجر لويد المترجم بالذهاب الى سوق الهنود لرفع أسماء المتاجر المتضررة. ويذكر المترجم حميد علي قائلاً: وعندما علم أصحاب المحلات بمهمتي حتى راحوا يبالغون في تقدير الخسائر، حتى ان أقيامهم وصلت الى 160 الف دينار. وكنت خائفا من أن يتهمني الميجور بالمبالغة في التقدير والتزوير لأنني كنت عارفاً بأن أي دكان لم تزد موجوداته عن 100 دينار، وحين قدمت قوائم الاضرار الى الميجور وقعها بلا تدقيق قائلاً: من أغرب خصائص شعبكم عدم تقديره للمواقف، فأنا وقعت ما قدمته لي رغم معرفتي بأنها غير صحيحة ولكننا اشترينا بهذا المبلغ التافه سلامة جنودنا فالجندي البريطاني في حال مقتله يكلفنا اكثر من 20 الف باون، ونحن نعرف بأننا سنسترجع المبالغ التي دفعناها بطرق أخرى من جيوبكم!
*من كتاب (لوحات من البصرة.. عبير التوابل والموانئ البعيدة) لمؤلفه الاستاذ احسان وفيق السامرائي
تراث البصرة
شبكة البصرة
الاربعاء 26 محرم 1444 / 24 آب 2022
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
قصة وعبرة من تاريخ البصرة القريب فرهود سوق الهنود في البصرة سنة 1941* شبكة البصرة