حلف ( الناتو) فخ امريكي لمنع القرار الاوربي المستقل
مسالة نهج الهيمنه الامريكية على مقدرات و مصادر القرار الاوروبي ‘ تقع ضمن ثوابت ستراتيجه لادارة واشنطن منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية ‘ كما هو في نهجهم تجاه العالم عموما و الشرق الاوسط على وجه الخصوص ‘ لذا عندما تراجع مسيرة التواجد الامريكي في اوروبا ‘ ترى في الانعطافات التي تحدث في مسيرة العلاقة بينهم ظهور قوي لارادة اكثر من دولة اوروبية ضد فرض الهيمنه الامريكية و مواقف فرنسا في عهد زعيمهم التاريخي شارل ديغول لايزال في ذاكرة الفرنسيين ( قراره التأريخي بالانسحاب من حلف الناتو بسبب هيمنة امريكا على الحلف ) على سبيل المثال‘ والان نسمع هنا وهناك عند حدوث المشاكل الذي يعرف العالم ان لمصدر القرار الامريكي اليد الطولي في خلقها ‘ نسمع بعض أصوات ( الخجوله مع الاسف ) لبعض الارادات الاوروبية ‘ مثل المانيا وفرنسا بعد انفجار الوضع بين روسيا و اوكرانيا ‘ والمحاولات الامريكيه لتوريط المباشر لاصحاب القرار الاوروبي تحت عنوان ( حلف الناتو ) و توسيعه والحديث عن ادخال اوكرانيا في الحلف لتحويل المعركه بين اوكرانيا و روسيا الى معركة الحلف المذكور ...!!
ومن يتابع الاحداث ‘ يرى ان الاوروبيين الذين تعلموا الدرس من مأساة توريطهم في الحرب العالمية الثانية ‘ يرفعون صوت المعارضة ضد اصرار الادارة الامريكية على العمل والتخطيط لتوريطهم في حرب اخرى الذي سيكون اذا حدث عواقبه يكون مدمر ليس لاوروبا بل للعالم ‘ وفي خضم هذه الاحداث تسمع من يتحدث عن ضرورة العمل الاوروبي لتحرير نفسها من التبعية للولايات المتحدة . نشرت بعض المصادر المعلوماتية في اوروبا انباء عن توجه بعض الجهات المسؤولة في دول حلف الناتؤ الى البحث عن نتائج السلبية المستقبلية لظاهرة خطط الادارة الامريكية لتشجيع جمع ( المرتزقة ) من المهاجرين من الشرقي الادنى و الاقصى للتطوع والذهاب الى اوكرانيا والمشاركة في الحرب ضد روسيا ‘ فدعت تلك الجهات ادارة الدول الاوروبية للوقوف بحزم ضد هذا العمل مذكرين سلطات تلك الدول بما حدث في دولهم بعد عودة المرتزقة المشاركين في الحرب ما سميت بـ ( مواجهة الارهاب ) في الشرق الاوسط ( العراق وسوريا ) . رغم أنه تأمل العديد من دول الاتحاد الأوروبي في حدوث تقارب جديد بين أوروبا والولايات المتحدة في عهد الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن.والتقليل من توجه ادارته الى السعي لخلق المشاكل التي من الممكن ان تتورط فيها الدول الاوروبية ‘ ولكن عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة، فإن تبديل الحكومة في واشنطن لا يعني تغيراً كبيراً في الاستراتيجية الأساسية،. فالضغوط الجيوسياسية والمصالح الإستراتيجية لا تتغير إلّا ببطء شديد، مثلها مثل التحالفات والشراكات القائمة. نتيجة لذلك، ارتفعت أصوات الأوروبيين المُطالبين بزيادة الإعتماد على الذات. ومن جانبه، لَخَّص الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذا الهدف الاستراتيجي تحت مُصطَلح "السيادة الأوروبية". ويشمل مبدأ السيادة الجديد هذا العديد من المجالات التي يتعرض فيها الاتحاد الأوروبي للضغوط، والتي يتعيّن عليه إيجاد الحلول الصحيحة بشأنها - وأن يفعل ذلك بنفسه دون مساعدة الولايات المتحدة من المعروف كان الهدف الرئيسي لتشكيل حلف الناتو أو منظمة حلف شمال الأطلسي في القرن الماضي وتحديدا في عام 1949 هو ردع أي تهديد توسعي من قبل الاتحاد السوفيتي في القارة الأوروبية عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية ‘ ادت هذه الخطوة الى توجه الاشتراكية بقيادة السوفيت الى اعلان تشكيل حلف سمي ب ( وارشو ) لمواجهة اهداف حلف الناتو ..!!وبدأت منذ تلك المرحلة ما سميت بـ( الحرب الباردة ) الى ان ادت التغيرات التى حصلت في الاتحاد السوفيتي اثناء حكم غورباتشوف والتى ادى الى تفكيك تلك الدولة القوية وتوسع موجة التغيرات الى ان وصل الى انهيار جدار برلين وبالتالي الى انهيار الحلف الند لحلف الناتو ( وارشو) بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في عام 1990، وانفراط عقد حلف وارسو، انتفت عملياً الأسباب التي تأسَّس من أجلها حلف شمال الأطلسي. ومع ذلك لم ينحلَّ هذا الحلف، الذي تذرّع بالدفاع عن المصالح السياسية والعسكرية للدول الأعضاء فيه، والتي أصبح عددها 29 دولةً، ولكن خبث مصدر القرار الامريكي و بعد هذه الاحداث رأت نفسها القوة الاكبروالوحيد في الساحة الدولية ‘ بداءت بحياكة خطط تجبر اوروبا الى السير معها في التحكم بمصير الوضع الدولي بعد كارثة انهيار السوفيت ‘ فبدأت بالاعتماد على حلف الناتو بالتدخل في شؤون الدول الاوربية الشرقية باسلوبي الترهيب والترغيب ‘ الترغيب بالتدخل المباشر مدعيا دعم التوجه الديمقراطي للدول الخارجة من المنظومة الاشتراكية ‘ والترهيب بخلق الحركات في دول اخرى ضمن تلك المنظومة (تدخل سافر لتفكيك دولة يوغسلافيا الموحدة مثالا ) بعد الحرب المدمرة ‘ واضاف مصدر القرارالامريكي على نهج التعامل مع الدول اوروبا الشرقية فتح الباب امامهم للدخول الى حلف الناتو بعد ان شعرت بان في روسيا توجه نحو اعادة هيكلة الدولة فيها كقوة مقتدرة على لعب نفس الدور السوفيتي ‘ من هنا زادت الادارة الامريكية من تحركاتها المشبوهة مستغلا سيطرتها على حلف الناتو لتوسع الحلف بشكل يظهر عمليا ان هذا التوسع فخ لتورط الدول الاوروبية في المشاكل المواجهة مع توجهات اي قوة دولية تقف بوجة الطموح الامريكي لبقاءها القطب الوحيد في الساحة الدولية و على الاخرين ان يتبعوها ‘ والحرب في اوكرانيا احد حلقات ابقاء اوروبا اسيره لتوجهات مصدر القرار الامريكي الخبيث • مختصر مفيد : نعسنا .. أيقظتنا الطائرات وصوت أمريكا //محمود درويش