أعلنت الولايات المتحدة أنها ستمد أوكرانيا قريبا بمنظومة دفاع جوي متطورة لمساعدتها على صد الهجمات الروسية التي استهدفت مجددا اليوم الاثنين بنيتها التحتية وأسفرت عن أضرار كبيرة فيها، في حين حذرت بريطانيا روسيا من عواقب وخيمة في حال استخدمت السلاح النووي. فقد قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنها ستسلّم أوكرانيا منظومتين من طراز منظومة "ناسامز" (NASAMS) للدفاع الجوي في القريب العاجل، وأضافت الوزارة أن توفير قدرات الدفاع الجوي لأوكرانيا لا يزال يمثل أولوية للولايات المتحدة. كما قال البنتاغون إن لديه مؤشرات على وجود إيرانيين في شبه جزيرة القرم لدعم عمليات روسيا المتعلقة بالطائرات المسيّرة. واتهمت أوكرانيا روسيا باستخدام أعداد كبيرة من المسيرات الإيرانية لضرب منشآتها، وأكدت أن قواتها أسقطت مئات منها، ولكن طهران نفت أن تكون زوّدت موسكو بهذه الطائرات. وكانت ألمانيا زودت أوكرانيا الشهر الماضي بنظام "إريس-تي إس إل إم" (IRIS-T SLM) للدفاع الجوي المضاد للطائرات. ومع تواتر الضربات الصاروخية الروسية الواسعة النطاق على المنشآت الحيوية، طالب المسؤولون الأوكرانيون الدول الغربية بالإسراع في تقديم وسائل إضافية للدفاع الجوي.
مدة الفيديو 02 minutes 58 seconds 02:58
ضربات صاروخية ومعارك
وتعرضت مناطق في أوكرانيا بينها العاصمة كييف اليوم لموجة جديدة من الصواريخ الروسية أسفرت عن أضرار كبيرة في العديد من منشآت البنية التحتية والطاقة. وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية إسقاط 44 صاروخا روسيا من أصل 50 صاروخا استهدفت البنى التحتية ومنشآت الطاقة في مناطق عدة، مشيرة إلى أن الهجوم الروسي أطلقت خلاله صواريخ من منطقة روستوف الروسية وبحر قزوين. وفي حين قال رئيس الإدارة الإقليمية العسكرية في كييف إن شخصين أصيبا جراء القصف الروسي، أفاد عمدة المدينة فيتالي كليتشكو بانقطاع إمدادات الماء الصالح للشرب بنسبة 80%، إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي عن العاصمة، جراء قصف استهدف مرافق البنى التحتية الحيوية. وأفاد مراسل الجزيرة بأن السلطات الأوكرانية أعلنت عقب موجة القصف الجديدة انتهاء إنذار الخطر الجوي في عدد من المقاطعات، لكنها طلبت من سكانها البقاء في الملاجئ. وفي السياق ذاته، قال رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميهال إن التيار الكهربائي انقطع عن مئات البلديات في 7 مناطق بالبلاد.
هجوم ودفاع
وفي موسكو، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها هاجمت مراكز للإدارة العسكرية والطاقة في أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى وعالية الدقة. وقال المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف إن القوات الروسية صدّت محاولات تقدم في خيرسون (جنوب) ولوغانسك (شرق)، وقتلت أكثر من 340 عسكريا أوكرانيا في مناطق متفرقة. وبالتزامن، دعت الخارجية الروسية كييف إلى التوقف عما سمتها الاستفزازات الخطيرة ضد محطة زاباروجيا للطاقة النووية في المقاطعة التي تحمل الاسم نفسه وتقع جنوبي أوكرانيا. وقالت الخارجية الروسية إن أوكرانيا لم تتخلّ عن خططها لاستعادة السيطرة على المحطة، واتهمتها بتنفيذ هجمات قرب المنشأة تهدد بكارثة تلحق بأوروبا، على حد تعبيرها. كليفرلي قال إن بلاده ستوفر دعما إضافيا لأوكرانيا لإصلاح بنيتها التحتية للطاقة (الأناضول)
تحذير بريطاني
في هذه الأثناء، حذر وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي اليوم الاثنين من أن أي استخدام على الإطلاق للأسلحة النووية سيسفر عن عواقب وخيمة على روسيا. وقال كليفرلي، مخاطبا أعضاء في البرلمان، إن أي استخدام على الإطلاق للأسلحة النووية سيغير طبيعة النزاع لدى بريطانيا وحلفائها. ورفض كليفرلي الاتهامات الروسية لأوكرانيا بأنها تخطط لاستخدام ما يعرف بالقنبلة "القذرة" في الحرب الدائرة على أراضيها، واصفا التصريحات الروسية عن الأسلحة النووية بغير المسؤولة. وأضاف الوزير البريطاني أن بلاده ستوفر مزيدا من الدعم لأوكرانيا لإصلاح بنيتها التحتية للطاقة. ومؤخرا حذر الرئيس الأميركي جو بايدن وقادة غربيون آخرون روسيا من استخدام سلاح نووي تكتيكي في أوكرانيا. وفي المقابل، اتهمت روسيا أوكرانيا بالشروع في تنفيذ خطة لاستخدام "القنبلة القذرة"، وهو اتهام رفضته كييف وحلفاؤها الغربيون، قائلين إنه ليس سوى ذريعة للتصعيد.
قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية إن الهجوم غير المسبوق الذي نفذ ضد الأسطول الروسي في البحر الأسود بمنطقة سباستوبول قبل يومين يكشف الأهمية المتزايدة للطائرات المسيرة في الحرب الروسية الأوكرانية.
قالت الولايات المتحدة إن مطالبة موسكو كييف بعدم استخدام ممر تصدير الحبوب لأغراض عسكرية “ابتزاز جماعي”، وذلك بعد هجوم بمسيّرات استهدف الأسطول الروسي في شبه جزيرة القرم.