الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 10384تاريخ التسجيل : 07/10/2009
موضوع: مفهوم القومية : الباحث أبو أزاد : الجزء الأول الخميس 14 أكتوبر 2010 - 7:12
مفهوم القومية
الجزء الأول:
تعريف القومية: تتفق المصادر التاريخية على مفهوم القومية بأنها إيديولوجية و حركة اجتماعية سياسية نشأت مع مفهوم الأمة* في عصر الثورات (الثورة الصناعية ، الثورة البرجوازية والثورة الليبرالية) في الفترة من أواخر القرن الثامن عشر.
وأما مفهوم الأمة، فهي مصطلح قانوني وسياسي، وهي عبارة عن جماعة من الناس يرتبط أفرادها بروابط معينة مثل: اللغة و التاريخ و الجنس، والمصالح المشتركة والغايات الواحدة، وأن يقطنون بقعة من الأرض حتى لو لم يخضعوا لنظام سياسي معين. وأما القومية بالنسبة للعرب، فأن "قوم الرجل: شيعته و عشيرته" هكذا في لسان العرب لابن منظور.
و لكن في الاصطلاح الحديث هي: ترجمة لكلمة nationalism المستعملة في اللغات الأوروبية. و هذا الاصطلاح الحديث دخيل على اللغة العربية، و دخيل على فكر المسلمين. و بناءً على الاصطلاح الأوروبي هذا، فهي تعرض على أنها رابطة للمجتمع التي تربط بين مجموعة من البشر يشتركون بخصائص و صفات مشتركة.
فما هي إذن العناصر التي تؤلف تلك الخصائص و الصفات..؟ لم يستطع أصحاب هذه الفكرة أن يتفقوا على مجموعة العناصر التي تشكل "القومية" و لا أن يحددوا مدلولها بشكل منضبط. فمنهم من قال إن مقومات القومية هي الدين، و منهم من قال هي العادات و التقاليد المشتركة، و منهم من قال هي اللون أو العرق البشري، و منهم من قال هي المنطقة الجغرافية، و منهم من جمعها كلها، و منهم من جمع بعضها و رفض البعض الأخر.
و إذا نظرنا إلى هذه العناصر: اللغة و الرقعة الجغرافية و التاريخ المشترك و المصالح المشتركة... نجد أنها نتائج و ليست سببا. إنها نتائج توجد عند الناس الذين تكون بينهم رابطة تربطهم، و ليست هذه العناصر هي التي تشكل الرابطة. والذي يولد الرابطة بين الناس هي وحدة أفكارهم، و خاصة الأفكار الأساسية.
و لتوضيح ذلك نأخذ المجتمع المكي قبيل بعثة النبي محمد، فكانت قبيلة قريش تشكل المجتمع المكي (كان هناك ناس من قبائل أخرى و لكن كانوا تبعا لقريش و يحملون الولاء لها). هذه القبلية كانت ذات لغة واحدة، و تاريخ واحد و رقعة جغرافية واحدة، و عرقية عصبية واحدة، و مصالح مشتركة. و كانت في الوقت نفسه تحمل أفكارا مشتركة.
فجاء الإسلام و لم يتعرض إلى لغتهم ولا تاريخهم و لا عرقيتهم و لا جغرافيتهم ولا مصالحهم ، و إنما تعرض لشيء واحد، هو أفكارهم بدءا بالعقيدة الأساس، مرورا بالعقائد الفرعية وصولا إلى سلوكهم و قيمهم و مقاييسهم و معاملاتهم حسب هذا الدين الجديد، وبعد مدة حصل انشقاق في المجتمع المكي : فريق مسلم و آخر مشرك. و هاجر قسم من المسلمين إلى الحبشة و صبر قسم آخر على الأذى و المقاطعة، ثم هاجروا إلى المدينة. ثم وقعت حروب طاحنة بين المسلمين والمعارضين لهذا لدين الجديد، وأنتصر المسلمون. ( الباحث أبو أزاد: ما حدث للقريشيين في مكة حدث تماما للداسنيين الإيزيديين الأصلاء في وطنهم الذي يعرف حاليا بكوردستان). (1)
السومرية لا تعني ولا تعني جنس، فهي تعني سكان المنطقة الأصليون. ولم تظهر النزعات القومية والدينية كما هي اليوم بين السلالات السومرية رغم وجود أقوام أخرى ومدن مختلفة مستقلة وآلهة مدن مختلفة. انتسب السومريون بجميع سلالاتهم إلى الأرض، رغم عبادهم الثالوث الآلهي المقدس الذي يتكون من (آن، أنليل، أيا/ أنكي) والذي يرأس المجمع الآلهي المتكون من آلهة الكواكب السبعة وهي: إله عطارد، إله الزهرة، إله المريخ، إله المشتري، إله الزحل وإله الشمس.
ظهرت مجموعات قبلية سامية في جنوب بلاد السومر، باسم الأكاديين، وهم من أقدم الأقوام السامية، والتي استقرت في دلتا الرافدين (2350-2159 ق.م(. تمركز الأكاديون في مدينة أكاد وأطرافها، وهذه المدينة تقع في شمال منطقة بابل وعلي الجانب الأيسر من نهر الفرات. عاش الأكاديون منذ القدم مع السومريين. وآلت إليهم السلطــة في نحو (2350 ق.م) بقيادة زعيمهم سرجون الأول، وجعل مدينة أكاد عاصمته عام 2800ق.م استطاع سرجون الأكدي أن يفرض سيادته على جميع مدن العراق.
عبد الأكاديون إله القمر (سن) و مع ذلك نسبوا وجودهم الديني والقومي إلى أسم مدينتهم أكاد. (2) وظهرت مجموعات قبلية أخرى من الساميين على حوض نهر الفرات تحديدا في مناطق بابل السومرية. في البدء نسب الأموريون وجودهم القومي والديني إلى أسم إلههم (أمور) وهو إله الحرب والصيد، فعرفوا بالأموريين، ومع هذا قدس الأموريون الإله (مردوخ) إله مدينة بابل الذي نسبوا إليه أسطورة الخلق التكوين.
وظهرت مجموعة قبائل أخرى من الساميين بجانب الأموريين، باسم (كلدان)، نسب الكلدانيون وجودهم القومي والديني إلى إلههم (كلدو). تقول بعض المصادر الكلدانية بأن كلمة كلدو مشتقة وحسب لغة كلدان من ( كلدايوثا) التي تعنى: ( ارض الكلدانيين )، أو علم الأفلاك والنجوم ، تنجيم ، عرافة ، و سحر. عبد الكلدانيون ( نابو) إله كوكب العطارد ورغم ذلك حافظوا على تسمية كلدان كهوية دينية وقومية.
و ظهر مجموعة أخرى من القبائل السامية على ساحل الأيسر من نهر دجلة من بلاد (ميزوبوتاميا) شمال سومر، عرفر هؤلاء القوم بالأشوريين. نسب الآشوريون بجميع قبائلهم هويتهم الدينية والقومية إلى إلههم القومي (آشور)، وبذلك تصبح الآشورية هويتهم الدينية والقومية. الآشورية ديانة قومية ظهرت إلى جانب أديان قومية أخرى، في تلك الفترة، والأديان القومية قاطبة لا تقبل التبشير خارج قوميتها، ومع اعتناق الأشوريين المسيحية إلا أنهم احتفظوا بأشوريتهم كقومية، وهذا موثق بالمصادر التاريخية. المصادر: 1ـ (ويكيبيدياء / المو سوعة الحرة ) 2ـ منتديات حدايق العراق / منتدى التقارير والأخبار المنوعة . ___________ الباحث أبو أزاد