الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 6397مزاجي : تاريخ التسجيل : 24/09/2010الابراج :
موضوع: ماذا لو لم تشكل الحكومة؟؟؟ الخميس 14 أكتوبر 2010 - 15:00
عبدالمنعم الاعسم
عندما يتساءل المراقب عما سيحدث لو لم تشكل الحكومة، سيتوجه للوهلة الاولى الى الدستور بحثا عن جواب فلم يجده، لان الدستور "حمّال اوجه" من جانب، وانه في افضل الاحوال سيرد الخيارات الى النواب المنتخبين في المجلس الجديد، ليحتفظوا بمقاعدهم، وامتيازاتهم، او يحلـّوا المجلس واعادة اللعبة الى نقطة الصفر التي لاتتضمن في ذاتها معبرا معينا الى الآتي، بل انها، فيزيائيا، نقطة حيرة كونية فـ"إذا زادت الدقة في تعيين المكان زاد عدم اليقين في تعيين السرعة" و "في ظل الظروف التي تتوقف فيها مسببات الحركة عن العمل، فإن المادة (فقط)تظل في حالة حركة تسمى حركة نقطة الصفر الهلامية دائما". الحقيقة، ان النواب، وقل الغالبية الساحقة منهم، لن يتخذوا قرارا بحل البرلمان، ليس فقط لانهم منتفعون من عضوية المجلس بل لأنهم موزعون على كتل لا تفضل حل المجلس، وبعضها لا يزال يراهن على حلول معجزة تاخذ الازمة الى الحل، وان النواب لا يمكن لهم ان يخرجوا على كتلهم، في ظروف تتسم بالاستقطاب وحمية التحشد وراء الكتل. إذن، ما الذي سيحدث في حال لم تشكل الحكومة الجديدة نهائيا، وان الدستور لا يجيب ومجلس النواب لا يحل نفسه؟ ومن اية منفذ ستتحرك نقطة الصفر الى المعادلات السياسية الجديدة. اغلب الظن بان الجميع، ساسة وقانونيين ومواطنين، بدأوا يطرحون هذا السؤال على انفسهم، ثم يتداولونه في حلقات صغيرة، في وقت تدور الازمة من متاهة الى متاهة اخرى، فلا احد يريد تشكيل حكومة محمور من اطراف متقاربة في تسمية رئيس الحكومة، ولا امكانية لتشكيل حكومة شراكة تتقاسم السلطة في نقطة رئيس الحكومة، والذي يحصد ثمار هذا الاستعصاء طرفا معادلة الامن، السلطة وقوى *** والجريمة، الاولى، تستفرد بامتيازات الادارة، والثانية تتحكم في مصائر المواطنين عن طريق التفجيرات والمذابح والتهديدات. في هذا المفصل، فان جميع الاحتمالات واردة من غير استثناء لكي تتحرك من نقطة الصفر: اعادة الانتخابات. التدخل الاقليمي. الحرب الاهلية. الوصاية الدولية. الانقلاب العسكري. الصوملة. اللبننة. الصيغة اليوغسلافية.. الخ وفي رصيد كل احتمال عناصر محدودة من الحظوظ، إذ ستتسابق جميعا لفرض خيارها، وسينخرط فرقاء الازمة والجيران وخلايا *** والفلول المسلحة ومخابرات الدول في هذه الاحتمالات. لكن يجب استدراك القول بان هذه الاحتمالات هي اسماء لكوارث لا احد يعرف نتائجها التدميرية على الارض، واكاد اقول ان الذين يدفعون الازمة عمدا الى نقطة الصفر بالاصرار على الخندقة البغيضة يعرفون نتائج اللعبة الخطيرة التي يزاولونها.