في ذكرى الابادة الجماعية

على هامش مؤتمر الايزيديين في بغداد…

١

لم تسبق ان شهدت بغداد فعالية من الفعاليات تقوم بها مؤسسات المجتمع المدني بدون رعاية أو مظلة حكومية ولا دعم جهة سلطوية، ومع ذلك تكون فيها مشاركة منقطعة النظير من المجتمع الدولي كما وجدناها اليوم أثناء مشاركة البعثات الدبلوماسية في مؤتمر إحياء ذكرى الابادة الايزيدية الذي نظمته المنظمات المحلية الايزيدية في بغداد.

حيث حضر كل من سفراء او ممن هم بدرجة رئيس البعثة للدول: بريطانيا، المانيا، اليابان، فرنسا، امريكا، هولندا، الامم المتحدة، ايطاليا ، الاتحاد الاوروبي، يونيتاد وغيرهم. ولم تقتصر مشاركتهم على الحضور فقط كما هي العادة في المناسبات الرسمية، بل شارك الجميع بإلقاء كلمات تضامنية قوية ومعبرة بهذه المناسبة.

٢

سألني أحد المتابعين بعد الحدث "اذا كنا قد تعمدنا عقد المؤتمر في ١ اغسطس حيث اعترفت بريطانيا بالابادة الايزيدية اليوم. فيصبح الحدث فرصة للسفير البريطاني ان يعلن قرار الاعتراف ضمن مراسيم تقوم بها منظمات ايزيدية صغيرة، لكي تظهر للعالم ان مسوولية العالم ان لا ينساكم". أقول رب صدفة خير من الف ميعاد.

٣

لقد كانت كلمة سماحة السيد عمار الحكيم، الذي شاركنا ويشاركنا دوما في مناسباتنا، كلمة وطنية وانسانية عظيمة وشاملة ورسالة هادفة موجهة لكل الاطراف، كما كان عهدنا به وبخطاباته المتوازنة في كافة قضايا الشأن العراقي. وأسعدني ان يكون منبرنا هذا مكان لتقديمه الشكر للولايات المتحدة على دعمها، مما جعل القائم بالاعمال الامريكي يوجه الى سماحته بالشكر الخاص على كلماته ومواقفه. فهذه البادرة بالنسبة لنا ملتقى دبلوماسي وسياسي متميز. وما اضفى على هذا التمييز هو كلمات التضامن المعبرة والهادفة الى دعم المجتمع الايزيدي في محنته.

٤

لا نعلم اذا كان الغياب الحكومي متعمدا ام مصادفة ام انه كان خللا لوجستيا في التبليغ، لكنني اعتقد اننا استطعنا ان نوصل صوت المجتمع الايزيدي ومعاناته الى المجتمع الدولي والسلطة في العراق وبطريقة مرنة ولكن جادة ومصرة.

٥

عملنا المشترك اليوم ورسالتنا صارت تفند الوصمة الكاذبة التي يقولها لنا اعداءنا ان اهل سنجار غير متحدين في مطالبهم، اليوم كان المجتمع الايزيدي من خلال فعالياته المدنية يقف بصف واحد، وغدا في سنوني وبعد غد في سنجار واربيل وفي عدة اماكن اخرى تجمعات تشترك فيها منظمات متعددة بعمل جماعي وتحمل نفس الرسالة ونفس المطالب بغض النظر عن الافكار والتوجهات السياسية والفكرية.

جميعنا مصرون ان لا نسكت على الحق ولا نكف عن المطالبة بحقوقنا المشروعة وبالطرق القانونية والديمقراطية وبصوت واحد

٦

في الختام كلمة امتنان واعتزاز وتقدير لكل المنظمات والجمعيات التي شاركت وكل الشباب الذين ساهموا في التنظيم والاعداد وكل الناجين والضحايا وعوائلهم الذين حضروا المؤتمر ووقفوا بصوت واحد من اجل مصلحة شعبنا ووطننا

ميرزا دنايي

Mirza Dinnayi