|
| حينما يتحلى المسؤول الاداري بأخلاق الفرسان يستطيع أن يقدم خدمة جليلة ترضي الله والناس | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
Dr.Hannani Maya المشرف العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61345 مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009 الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
| موضوع: حينما يتحلى المسؤول الاداري بأخلاق الفرسان يستطيع أن يقدم خدمة جليلة ترضي الله والناس السبت 19 أغسطس 2023 - 18:39 | |
| قصة حقيقية وقعت أحداثها في ناحية الكوير بقضاء مخمور / لواء أربيل في عام ا1963 من القرن الماضي في عام 1963 وبعد أحداث 8 شباط وتغيير نظام الحكم في العراق حصلت الكثير من القلاقل في عموم العراق ومنها بلدة الكوير مركز ناحية الكوير التابعة لقضاء مخمور / لواء اربيل انذاك وحسب معلوماتي كانت 120 قرية عربية وكوردية وأخرى تابعة لها , وسيطر الحرس القومي على الناحية وتم توقيف 37 شخصا جلهم من المعلمين وبعضهم من اهالي عنكاوا بتهمة الانتماء الى تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي في غرفة صغيرة بمركز شرطة الكوير وفي مقدمتهم السيد علي النزال من عامة الشعب , وكان يجري التحقيق معهم في بناية مركز شرطة الكوير القديمة والتي اصبحت مأوى لخيل الشرطة القريبة من بنايتي المستوصف ودار الموظف المسؤول التي كنت ساكنا فيها مع اسرتي وتشكلت قيادتان للفرسان في المنطقة - فرسان صلاح الدين الايوبي للاخوة الكورد وفرسان خالد بن الوليد للاخوة العرب وتم تسليحهم - وحدث قتال مسلج دامى بين الفرسان العرب وبين مجموعة من الاخوة الكورد في قريتي تل الخيم العليا والسفلى القريبتان من قرية كشاف التي كان فيها مستوصف صحي يديره المضمد حسن قاسكي من اهالي سنوني ,, ناحية الشمال التابعة لقضاء سنجار/ لواء الموصل ,, وقتل وجرح عدد من الفرسان العرب والذين نقلوا الى مستوصف الكوير الذي كنت أديره ,فقمت بواجبي على خير ما يرام وأجريت اللازم من خياطة الجروح والضماد القوي منعا للنزيف الدموي وزرقت لكل واحد منهم أبرة ضد الكزاز وأبرة مضاد حيوي ,, Procain Pencillin ,, حيث كان شيخ المضادات الحيوية انذاك رعم خطورته اذا كان للدى المريض حساسية ضده , وناولتهم حبوبا مهدئة ومسكنة للالم وزودتهم بكتاب رسمي لاكمال علاجهم في المستشفى الجمهوري بالموصل , حيث تم نقلهم بالدوبة ,, العبارة ,, التي كان يديرها الرجل الطيب العم والصديق الطيب شفيق ,, أبو ذنون ,, رحمه الله وتم نقلهم بالسيارات الى الموصل وكان الشيخ حنشى أمير قبيلة طي العربية جالسا في صالون المستوصف وقد طوق مبنى المستوصف بالمسلحين من الفرسان العرب ومن عشيرته تحديدا خشية هجوم الاكراد المسلحين على المستوصف والقضاء على الجرحى أنتقاما لمقتل عدد من الاخوة الكورد , وكان الشيخ حنش معروفا بأستعماله غليونا طويلا للتدخين وكان يتمتع بقوام بهي ولحية وشوارب تضفي على وجهه الوسامة والوقار وكان مديد القامة , وجدير بالذكر أن الممرضة والمضمد غادرا المستوصف وتركاني لوحدي خوفا على نفسيهما , وظل معي العم الطيب الملا محمود ولم يتركني لحظة واحدة رحمه الله , وفي اليوم الثاني وصل الى الكوير السيد بدر الدين علي متصرف لواء اربيل وهو بالاصل ضابطا عسكريا كبيرا وكان معروفا بالقسوة حيث هبطت طائرته المروحية في ساحة مجاورة لبناية ناحية الكوير القديمة , وكنا نحن الموظفون بمعية السيد مدير الناحية ومسؤول الشرطة في استقباله وكان يرافقه عدد من العسكريين والمدنيين وعقد اجتماع موسع بين الوفد الزائر والسيد مدير الناحية ومسؤول الشرطة , وغادروا بنفس الطائرة عائدين الى اربيل , وكانت الاجواء في الكوير وقراها يسودها جو من الحزن والتوتر وانعدام الحركة تقريبا , وحينها كنت أتعلل يوميا في الليل في بيت مدير الناحية الاستاذ الموقر شعلان حمود البددران وكان أبن عمه السيد سلطان يخدمه في البيت وكان رجلا في غاية الطيبة والشجاعة والغيرة رحمه الله ان كان حيا او متوفيا لان الرحمة جائزة في كل الاديان السماوية , وأثناء التعليلة ونحن جالسون فوق السطح قال لي الاستاذ شعلان البدران - حضر نفسك غدا لكي ترافقني في جولة الى قرى الناحية , وفي صباح اليوم الثاني جائني الى البيت السيد مدير الناحية يرافقه الشرطي الرجل الكوردي الطيب من اهالي اربيل مام قادر نادر وبيده بندقية برنو رحمه الله وكانا جالسان في المقعد الخلفي للسيارة وجلست انا الى جانب السائق واطنه كان احد شباب عائلة ال عقراوي الطيبة المعروفة في الكوير وكانت سيارته تورن حديثة رصاصية اللون وعلامتها شوفرليت امريكية موديل 1956 وانطلقت بنا السيارة فوصلنا الى قرية تل الخيم عليا وكانت قرية كبيرة نوعا ما فوجدناها خالية تماما من المارة وكانها ليسى فيها سكان فاتجهنا الى مطحنة القرية وبجانبها بيت فطرقنا بابه فخرج علينا رجلا قصيرا وجسمه ممتلئا يرتدي الزي الكوردي فرحب بنا وطلب منا الدخول الى بيته ولكن الاستاذ شعلان اعتذر منه وقال له أريد مختار القريتين وبعض الوجهاء لأتحدث معهم بأمر هام جدا وفعلا وبعد برهة من الزمن حضروا المختاران وعدد من رجال القريتين فخاطبهم الاستاذ شعلان قائلا لهم - أنه في نية المتصرف أن يبعث بقوة عسكرية مسلحة لتمشيط قرى الناحية بحثا عن الاسلحة والقاء القبض على حائزيها ومصادرتها وتفاديا لهذا الشئ أنصحكم بجمع ما لديكم من أسلحة حتى لو كانت قديمة وعاطلة وتسليمها للشرطة في الناحية مستفيدين من العفو الخاص لايام قليلة جدا , وبعد ذلك غادرنا القرية وعدنا الى الكوير , وفي اليون الثاني توجهنا الى القرى الواقعة على طريق الكوير / اربيل القديم وحصل لقاء مع مختاري القرى والوجهاء وكرر الاستاذ شعلان نفس الامر معهم وغادرنا المنطقة وانتشر الخبر في قرى الناحية كانتشار النار في الهشيم وفي اليوم الثالث حضروا بعض الاشخاص من القرى التي زرناها وغيرها وسلموا 23 بندقية وبندقية صيد والتي ارسلها الاستاذ شعلان مع برقية تاييد للحكومة من اهالي تلك القرى والتي اذيعت في نشرات اخبار الاذاعة والتلفزيون الحكومية مرات عديدة وهكذا تم انقاذ الكوير وقراها من حملة عسكرية الله أعلم ما كان سيحصل فيبها من ماسي والفضل يعود للاستاذ شعلان حمود البدران من قضاء المدينة بلواء البصرة الذي كان رجلا عادلا وحكيما وشجاعا ومن نبع صافى ذكره الله بخير وأمد بعمره لانني علمت من اهلنا الاعزاء في الكوير بانه حي يرزق ويعيش في البصرة الفيحاء ثغر العراق الباسم ومتعه بموفور الصحة والعافية وأمد بعمره وكان أداريا بارعا خدم اهلنا الاحباء في ناحية الكوير وقراها خير خدمة وكان نزيها نظيف اليدين - والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته , ورحم الله الاموات ممن ذكرناهم في المقالة ورعى وحفظ الاحياء مع التقدير والمحبة والاعتزاز . أبو فرات ميونيخ / المانيا
| |
| | | | حينما يتحلى المسؤول الاداري بأخلاق الفرسان يستطيع أن يقدم خدمة جليلة ترضي الله والناس | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |