نصب الابادة الجماعية في سنجار

عن النصب التذكاري في سنجار

• الدكتور سعد سلوم

شاركت في اجتماع الخبراء لمناقشة فكرة النصب عام ٢٠١٩. تعرفت خلاله على مصممة النصب التذكاري المهندسة المعمارية الإيزيدية ديرسم خيري نعمو .

الان بعد افتتاح النصب، افهم تماما ما يثار من جدل عن دلالات ومغزى النصب، إذ لا يمر حدث من دون جدل في ما يتعلق بالشأن الإيزيدي.

اؤكد في هذا السياق على ما يلي :

١/اهمية النصب -من وجهة نظري- انه لم يقدم الإيزيديين كضحية فحسب: أعتقد أن اهمية النصب الرمزية هي تمثيل ما هو غير قابل للتمثيل، ومنح الضحايا نوعا من الخلود الرمزي، وليس تقديمهم كضحايا سلبيين فحسب. اهمية النصب ستظل مستمرة في تمثيله الوجه الأخر الأكثر إيجابية وإشراقا من التقاليد والعادات والثقافة الإيزيدية التي تعود جذورها لحضارات العراق القديمة، ولا يقدم صورة سلبية عن المجتمع الإيزيدي بوصفه ضحية فحسب.

٢/النصب لوحده ليس سوى خطوة رمزية، افتتح رسميا بمشاركة الحكومة العراقية، لكنه كان مساهمة من قبل (IOM)، بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية، و مؤسسة نادية مراد.

ما يتوجب على الحكومة عمله هو ؛ تطوير استراتيجيات لا تتعلق بالنصب التذكاري فحسب، ولكن أيضًا بالسياسات الأوسع التي تدعمه، وعلى حكومة السيد “السوداني" التي تتفاوض على حدود خريطة مجتمع معقد ومتنوع وثري في مرحلة ما بعد الابادة الاخيرة أن تدرك القيمة المحتملة لعملية تخليد الذكرى لدعم البرامج الشاملة لإعادة بناء الانسان العراقي.

٣/من خلال التفكير المؤسسي، وبالشراكة مع الخبراء والمنظمات المدنية والجيل الجديد من الشباب الإيزيدي ومن كافة مكونات المجتمع، يمكن أن يؤدي تخليد الذكرى إلى خلق فضاءات مدنية لمناقشة الماضي وتطوير رموز قوية ،تجعل من النصب عامل وحدة وإجماع، وتعزز احترام الذات العراقية وكرامتها، والمساعدة في شفاء الجروح و احتواء العداوات التي تهدد المستقبل

• اكاديمي رئيس مؤسسة مسارات للتنمية الثقافية والاعلامية

- مصممة النصب المهندسة المعمارية ديرسم خيري نعمو

منصة صرصال