الختان والكريف

الختان والكريف

• سالم الرشيداني

اسم كريف يرجع الى ازمان أولى من التأريخ البشري مرحلة تسلط الرجل في الاسرة البدائية الاولى. والكريف كلمة سنسكريتية تعني الاب الثاني =اب العماد الروحي ،وهو الاب الذي يعد اكثر اهمية من الاب الحقيقي، لأنه يصبح مسؤولاً عن تربية الطفل الذي تبناه ويدخله ضمن اسرته وقد نشأت شروط وتعاليم خاصة بذلك.(يقول فرويد كان الاب في الاسرة البدائية يعتبر كل اناث العشيرة من ممتلكاته ، لذلك قام ببتر الأعضاء الذكرية للأطفال ،لأنه شعر انهم ينافسوه في الزواج بعد بلوغهم)

إن عمليه بتر الأعضاء الذكرية للأطفال بالوسائل البدائية ،كانت تؤدي في كثير من الأحيان الى موت الأطفال، لذلك قامت الامهات بإخفاء أطفالهن في الوديان ومغارات الجبال، فنشأ جيل ذكوري تصيد الفرص لنهب فتيات من العشيرة، وتأسيس أسر خارج نطاق سيطرة الأب و استمر تهريب الأطفال ،وعندما تتلقاهم الاسر الجديدة وضعت لهم شروطا ، فكانت شروط (الكرافة) منها :

لا يمكن ان يتزوج الطفل بعد بلوغه من بنات العائلة التي تبنته فيتزوج من عوائل أخرى ، ويحرم الزواج بين أولاده وبناته مع اولاد وبنات من تبناه والى سابع جيل من الاجيال اللاحقة - ويمكن لهذه العائلات أن تجدد الكرافة وتستمر الى أزمان متتالية -واكتسبت قدسية خاصة في المجتمعات التي تتبنى الكرافة كما في الايزيدية ،وقد لجأ الايزيدي لإحياء الكرافة مع المسلمين بعد ويلات الحروب المدمرة بين الطرفين وكانت الكرافة لإزالة الاحقاد والركون الى اسلوب العيش السلمي بين الطرفين ، ويمكن ان تكون الكرافة بين عائلات ايزيدية واخرى ايزيدية وخاصة بين العائلات التي تظهر بينها خصومة وباقي الامور المتعلقة بالكرافة يعرفها كل ايزيدي، لا داعي لذكرها الان.

بقت تسمية كريفو تطلق على رب الاسرة وابنائه وكذلك تسمية كريفي اطلقت على المرأة وبناتها كلقب متعارف عليه بين الاسر المترابطة برباط الكرافة .

ويدل اسم الكريف من الناحية التاريخية على قدم الاعتقاد الايزيدي بين باقي الاعتقادات اللاحقة، والتي لا تذكر شيئاً من هذا القبيل، الا إن التوراة قد نوه الى هذه العلاقة بين اليهود بشكل مقتضب وبشروط غير الشروط المتعارف عليها إيزيديا.

• كاتب بالشأن الايزيدي