صوم ايزي عند الايزيدية

صيام إيزيد ( ئيزى )

• سالم الرشيداني

الصيام هو العبادة العظيمة عند الله، وكان الصيام من أجل إنقاذ البشر من الكوارث والأمراض. والصيام كفّارة للذنوب و الخطايا . وجد الصيام منذ بدء الخليقة وقد دلّت الكتابات الفرعونية والبوذية والهندوسية ،وكتب ابقراط ان الصيام موجود وموثّق في الحضارات القديمة .

أقوام وأمم تلك الحضارات قد اعتبرت السنة 360 يوما، واتخذت الأيام الاربعة أو الخمسة المتبقية (عيدا ) كضرب من الحيلة للحصول على العدد السحري(360) الذي يمكنه القسمة على عدد كبير من الأعداد , ولهذا السبب بالذات اعتبرت الدائرة ( 360 ) درجة ،وعلى هذا الأساس بنيت وحدات الزمن والتقاويم وحتى الهندسة.

الصيام عند الإيزيديين :

الإيزيديون من بين أقدم الأمم التي لديها حساباتها الزمنية الخاصة وهي حسابات أزلية منذ نشأت الخليقة ، هذه الحسابات مفصلة على شهور و أيام السنة تضمّنها قول إيزيدي مقدس. هو قول الأشهر (قولي مه هى )

وهي على نوعين من الحساب :

1- حساب يطلق عليه حساب طبقة الفقرا ..

2- حساب إيزيدي يطلق عليه حساب المركه ..

حساب الفقرا يلتزم به أغلب فقرا سنجار ، يتقدم فيه صوم وعيد (إيزي ) اسبوعا كاملا عن صيام وعيد (إيزي) في المركه . أغلب عشائر طبقة الفقرا صاموا أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس وعيّدوا يوم الجمعة الماضية ، وهي نفس الأيام التي يصوم ويعيّد فيها إيزيدية تركيا، وهي عندهم صوم وعيد ( شيشمس ) .

كما يصوم هذه الأيام شيوخ ومرداء شيشمس تحت تسمية صوم (الخودان ) . يعتمد التقويم في بداية الحساب على قول الاشهر (قولي مه هي ) وفيه سبقة تقول :

سورا بادشايي من هاته هندافه

ل شه مس و فه خري ميرا دكم سلافه

ل 13 خزيراني فه كه ريا تافه

ترجمتها :

سر الخالق تقدم الى الامام

سلم على شمس وفخر الرجال

عاد الأشعاع في ١٣ حزيران

وسبقة اخرى من نفس القول تقول :

هات مه ها بناف جه بيره

سه ر 11 مه ها دكيره

كه له ك به زه مسكينا زي ديبو خير

ترجمتها :

جاء الشهر باسم الجبار

وزّع على ١١ شهرا

كثرت المواشي . استفاد منها المساكين. هذا الحساب قمري يلتزم به طبقة الفقراء الى الآن , وفيه كل ست سنوات (سنة كبيسة ) وفيه تتعامد الشمس على نقطة منتصف بئر عمقه 40 قامة في يوم 13 حزيران من كل عام ،هذا الحساب لا يصادف يوم (الاربعاء ) منتصف أربعينية الصيف والشتاء كما في حساب المركه ..

حساب المركه :

للإيزيديين يشترط فيه أن يكون يوم ( الأربعاء ) منتصف الأربعانية وهو حساب (شمسي ) وفي هذا الحساب تكون كل أربع سنوات سنة (كبيسة ) وفي أربعانية الصيف والشتاء يجب أن تكون (الأربعاء) في منتصف حساب الأربعانيات .

يتزامن صيام إيزيد فلكيا مع نجم بيرو فجر الثلاثاء وترلزو مع فجر الأربعاء والقرغ مع فجر يوم الخميس ،وتمتاز بأقصر اشواط النهار

وتكون الشمس في أقصى درجة في الاطلس الفلكي بعدا عن الأرض، ثم تعود تدريجيا الي مسارها يوم الجمعة وبعودتها احتفل الايزيديون بعيد ايزي

اراء وأسباب :

حصرنا آراء فقراء جبل سنجار لمعرفة سر تقدم حساب الفقراء اسبوعا كاملا عن حساب المركه . وأن تقويم الفقراء هو (تقويم بير هاجالي ) أودعه ( بابا شيخ رشي) أمانة عند أفراد من عائلة (سينو – ومنهم الآن الفقير بركات كسو) .

اعطي هذا الحساب أمانة بعد فرمان جائر كاد يقضي على كل الإيزيديين

وفي حينه امتنع الأفراد الحاضرون من عائلة (الفقير سينو) عن حمل الأمانة فحلف البابا شيخ لهم وقال (هذا حساب بير هاجالي ) وهو مطابق لحساب صيام (باتزمي بيري الي ) .

وبعد زمن بابا شيخ رشي توجه (كوجك برهيم ) الى سنجار، ونصب نيشانا لعشيرة (الجوانا أصحاب الجدائل ) وأعطى تعليماته لهم بخصوص هذا الحساب ،وبموجبه تتعامد الشمس مرّة واحدة سنويا على قعر بئر عمقه (أربعين قامة ) في يوم ( 13 حزيران ) . وكل عام وانتم بخير

• باحث في الشأن الإيزيدي