حوار حول عيد بيلندا

افكار واضاءة وحوار بين الاساتذة

الكاتب والباحث اسماعيل جعفر

والكاتب والباحث فواز فرحان

عيد بيلندا ..

كل عام وانتم بخير .

الكثيرين من كتبوا عن هذا العيد من التراث الإيزيدي ، ولكن حسب قناعتي ، وفهمي الشخصي لم اجد جواب مقنع .

صوم ايزي قالوا نتبجة اختفاء الشمس ، والان بيلندا يقولون بارتفاع الشمس ، وينسبوها الى الارية كذباُ ..!.

حقيقة هناك تخبط ، وكل يفسر وفق هواه ،والجهة التي ينتمي لها .

حقيقة واحدة اقتنعت او قريبة من الاقتناع وهي :

١- عيد بيلندا مرتبطة بحياة البشر منذ الخليقة ، وتعني انتهاء موسم زرع البذور قوة الايمان ، وهي ترجع الى سومر وبابل واشور ، والدليل عندما يرجع الفلاح من الحقل مع حيواناته يستقبل بالهلاهل واشعال الرشك في باب غرفة حيوانات التي يحرث بها الارض للزراعة .

٢- الخولير .

سمعت من المرحوم شيخ عبدال البوزاني له الخلد والجنة ، وهو احد علماء الدين البارزين في عصره بان الشيخ صخر ابو البركات ( شيخ ادي الثاني ) كان له ١٢ ولدا وجاءه الدليل في المنام ، وقال له احد أبناءك له السر المقدس ، فقال من هو قال : اعمل خولير ( قرصة خبز كبيرة نوعا ما يضع فيها زبيبة ) واقسمها على ظهر ولد بعدد الاولاد والذي يكون الزبية في قطعته ،ةهو صاحب السر والكرامة ، وفعلا طلعت من نصيب ادي بن صخر ..

وهذا التقليد موجود عند الشعب الايزيدي لحد اللحظة ، وكل من يطلع في حصته الزبيبة يقولون له الحظ ، ويقاس موسم المحاصيل الزراعية وغيرها على حضه .

٣-ولكن هناك لغز في هذا العيد ، وهو ما يسمى رأس ( داي مريم ) ، والتي تعمل من عجينة الصوك . !.

الايزيدية ليسوا اريون للعلم ، وانما هم امتداد لسومر ..

استاذي العزيز

قسم من الأعياد الايزيدية مرتبط بالعلم الباطن الايزيدي وعيد بيلندة هو من قوانين علم آديا وحتى نفهم الموضوع هناك 72 قانون في العلم الباطن ( علم آديا ) والقانونين رقم 54 و55 هما قانوني بيلندة شيسن وبيلندة شيشمس ولكل منهم في عالمنا الدنيوي توقيت أما في العلم الباطن فشرح القانونين مهمته الترقي في النور مسيرة الروح في العوالم ولكل قانون فكرة جوهرية يعلمها من يدخل هذه القوانين ..

أما في عالمنا المادي فهي عبارة عن عادات وتقاليد تقرّب القوانين للناس البسطاء لكن بيلندة شيسن يرتبط بالشريعة وبيلندة شيشمس يرتبط بالناموس الذي يحكم الوجود ، أي القدر ( شيسن ) والمصير (شيشمس) ، لهذا نجد أن أغلب من وصلوا مرحلة فهم هذه القوانين ورموزها في عاداتنا وتقاليدنا لا يستطيعون إعطاء حقها في الشرح لأن الكوجك الحقيقي أو الفقير الحقيقي يعلم أن وصوله للقانون الرابع والخمسين في المعرفة الايزيدية يعني عليه الإبتعاد قدر الإمكان عن البشر ولا يهمه إن فهموا أمر القوانين الباطنية أو لا لأنه لا يملك الوسيلة التي تجعله يقرّب لهم الفكرة بالشكل السليم ..

أما عن العادات والتقاليد المتبعة في صنع الأطعمة فهي لتقريب الفكرة فقط ..

فصنع الخوليرة هو تشبيه للعرش المقدس في الأعلى وليس للشمس لأن الشمس جاءت بعد ظهور دائرة الآدانيين الكبار ووجود قطعة الزبيب أو العجو فهي تعبير يرمز الى جوهر وجد في العرش ويوجد في كل كائن بعد خلق الأبعاد والأكوان ونحن البشر موجودة فينا هذه الزيبية التي هي عبارة عن حقيقتنا ( كل شخص في مرحلة من مراحل حياته إن كان واعياً يطرح على نفسه سؤال جوهري .. لماذا خلقت في هذا العالم وفي هذه المنطقة وفي هذه الإسرة بالتحديد ؟ ما هي الرسالة التي أحملها في أعماقي لتغني الوجود وتجعلني أترقى في النور ؟ )

لهذا لا علاقة للأعياد الايزيدية بأي تقويمات أخرى تلتها وبالفعل تعود للعهود السومرية لأن هناك ألواح نتصوّر الخبر ورجل يحمل عجوة صغيرة في يده ( لب التمر ) ولوحة تصور نساء يصنعن الرؤس المخلوطة بالسيلان والخبز ..

سابقاً كان الاحتفال بهذا العيد في مزارات الملك شيسن ومزارات شيشمس

كان الشيخ ( البيشمام ) في مزارات شيسن يشرح للناس قانون وشريعة الملك شيسن المتعلق بالعيد والطريقة السليمة في الأخلاق للوصول الى هذا القانون وفي مزارات شيشمس كان كبير الشيوخ الشمسانيين يشرح أهمية الناموس الايزيدي وقانونه في الوجود وكيفية إعطاء المفتاح للشخصيات التي تتقدم في علمها للدخول لكل القوانين الباطنية أو الخفيّة المقدّسة ..

أما اليوم فالأغلبية تصوّر العيد على انه طعام وشراب وصناعة حلوى ومباركة متبادلة .. طبعاً بعد أن تخلى أغلب شيوخ الملك شيسن عن دورهم في فهم القوانين وكذلك شيوخ الملك شيشمس ..

تحياتي

نتمنى ان تصل الرسالة الى الجميع .

تنظيم شيخ سالم هكاري