بيان
إلى قادة وابناء الشعب الايزيدي المحترمين
ردا على تخرصات دعاة ميثاق المصالحة والتعايش السلمي بين المكونات العراقية ومنهم الايزيدية
نحن الإيزيديين من أعضاء ومؤيدي الجمعيات الايزيدية المنضوية ضمن الاتحاد العالمي للجمعيات الايزيدية المستقلة مقرها ألمانيا ، ومعنا اعضاء ومؤيدي جمعيات قومية ومستقلة أخرى تعمل خارج الاتحاد ، اطلعنا على مسودة ما يسمى (ميثاق التعايش السلمي المشترك بين مكونات إقليم كردستان ).
لم نتعرف على جهة اصداره ، يتضح لنا ..
ان الجهات المساندة لهذه الورقة تبغي تمريره واعطائه صبغة رسمية من خلال الإعلان عنها قي مؤتمر يعقد في احدى المدن الالمانية بتاريخ 18 يناير الجاري ..
نوكد في هذا المجال ، أن الايزيدية قوميا ودينا تعد من أكثر الشعوب المحبة للتعايش السلمي والعيش المشترك مع الاخرين .
مسودة الميثاق المنشورة اشارة إلى عدة نقاط من المفيد نقدها وكشف اهدافها منها الحديث عن المجازر التي ارتكبت ضد مكونات من بينها الايزيديين ( على ارض كردستان ) بحسب تعبيرهم ، تقول ان عشرات المجازر والابادات ارتكبت في العصور الوسطى والحديثة كان النصب الاكبر ضد الايزيديين ، و ان الأمر المؤسف فيها ، كانت اغلب تلك الإبادات تدار إما من قبل الأكراد أو بمشاركتهم لأسيادهم العثمانيين او غيرهم وتسببوا في قتل مئات الآلاف من الإيزيديين وسبي العشرات الآلاف من النساء وإجبارهم على تغيير معتقدهم تحت تهديد السلاح ، وعلى أثره فقد الايزيديين أكثر من 70% من مناطقهم الجغرافية كما دونتها كتب تاريخية في القرون الماضية .
أواخر تلك الأبادات بمشاركة الكثير من أكراد كردستان للاسف مع إخوانهم الدواعش وذلك إيمانا منهم بالفكر التكفيري المتطرف في الهجوم على الإيزيديين في سنجار ومحيطها وفي سهل نينوى ، كان أمرا مفجعا لنا جميعا ، إضافة إلى ذلك انسحاب القوات الكردية ( البيشمركة ) المفاجئ من مناطقنا في سنجار ومحيطها فجر يوم 3 آب 2014 ، تاركين الإيزيديين الابرياء العزل لقمة سهلة للإرهابيين الذين ارتكبوا إبادة جماعية بحقنا .
والحقيقة التي نؤكدها والتي غفلتها مسؤدة الميثاق ، إن اغلب أهالي كردستان ينحدرون من أصول ايزيدية ، رغم انكار بعض الكرد لاصولهم ، ولكنها حقيقة تاريخية وجغرافية دامغة .
المسودة أشارت إلى الإبادة الأخيرة التي قام بها تنظيم داعش الإرهابي بحق الإيزيديين والمسيحيين وغيرهم من المكونات العراقية ، هنا ايضاً لا يخفي عن المتابعين والمخلصين من الايزيديين ، أن تعاملهم مع الإيزيديين كان يهدف إلى إبادة جماعية عرقية على أساس ديني بحت ، وتعاملهم معنا لم يكن كباقي المكونات التي كانت تتصارع فيما بينها ومع داعش وغيرها طمعا بالحكم والقيادة .
وأشارت مسودة الميثاق المذكورة إلى تضامنهم العميق مع ضحايا المجازر وخاصة الإيزيديين منهم .
هنا نحن الايزيديين نتسأل ، ماذا نجني من تضامنكم ، وماذا يجني عوائل الضحايا من ذلك التضامن ، في الوقت الذي تحتجز فيه العوائل السنية في العراق وخارجه أكثر من 2660 امرأة وطفل ايزيدي منذ عشرة اعوام على الابادة وحتى اليوم .
لم تقم اي عائلة من عوائل الدواعش في العراق ودول الجوار بتسليم المختطفين الى الجهات الرسمية او الى ذويهم ، وهناك أكثر من 300 ألف ايزيدي نازح في الشيخان ومناطق من إقليم كردستان ، والبنى التحتية لقرانا ومدننا ومزارعنا لا تزال مدمرة رغم الإعلان عن تخصيص مالي في الميزانية العراقية لعام 2022 لهذا الغرض ولكن الحكومة في الاقليم ترفض إطلاق المبالغ لاسباب سياسية .
كما لم يتم محاسبة المسؤولين عن انسحاب القوات الكردية من سنجار ، ذلك الانسحاب الذي أدى إلى إبادة جماعية ، اضافة الى عدم محاسبة عشرات المئات من عناصر داعش الموجود في سجون العراق واقليم كردستان ، هذا وللاسف هناك العشرات من أمراء داعش الذين تلطخت أيديهم بدماء المدنيين الإيزيديين وساهموا في سبي النساء واختطاف الأطفال واستعبادهم ، بعضهم ينعم بالأمن والأمان في مدن اقليم كردستان .
أشارت المسودة المذكورة أيضا بلا حياء او خجل إلى دعوة لطي صفحة الماضي المرير ، ونحن بدورنا نتسأل لو ان اصحاب هذه المبادرة أصابهم ما اصاب إحدى العوائل الايزيدية من قتل الرجال وسبي واغتصاب النساء والفتيات واختطاف الأطفال واستعبادهم وتهجير عدة آلاف من أهلهم واخراجهم من مناطقهم الاصلية عنوة ، هل كنتم تطوون الصفحة دون حساب ؟!
تطرقت بنود مسودة الميثاق المذكور إلى ضرورة نشر الانفتاح على الآخر ونبذ التطرف والكراهية من الطرفين ، ونحن بدورنا نؤكد أن التطرف والكراهية المشار إليها هي من جانب واحد والايزيديين دفعوا ثمن باهض جراء ذاك التطرف والكراهية في مواجهة تلك التنظيمات التي لاتزال قائمة وتتعاظم يوما بعد آخر بفضل العشرات من رجال الدين وخطباء الجوامع المحرضين والمؤيدين لهم والداعمين للفكر الراديكالي الرافض للاخر المختلف الذي لايختلف في مضمونه عن الافكار التي طرحها المجرم أبو بكر البغدادي ، والتي كانت واضحة للعيان ، وآخرها الحملة الظالمة التي قادها الملا عنتر وازلامه من الملالي السنة الكرد ومن يتبعهم ومؤيديهم مستغلين أحداث ملفقة كاذبة عارية عن الصحة تماماً مثال صارم لكذبهم ما روج عن حرق جامع الرحمن في سنجار نهاية شهر نيسان الماضي من العام المنصرم .
في الوقت الذي يحترم الايزيديين جميع الشعوب والمعتقدات المسيحية والصابئية والعلوية والدرز والمسلمين المحبين للإنسانية ، كوننا ننتمي الى عقيدة دينية غير تبشيرية محبة للخير وداعية للسلام لكل البشرية .
نؤكد من انه لاتوجد اي تنظيمات ايزيدية او افراد أيزيديين يقومون بالتحريض ضد المسلمين والكرد ، بل على العكس تماماً ، أن غالبية التنظيمات الاسلامية سواء كانت عربية او تركمانية او كردية هم من يحرضون بالضد من الإيزيديين كشعب وكعقيدة ويكفروننا ، بل ذهب البعض منهم بعمل حسابات وهمية لجهات وأشخاص أيزيديين ، تتهجم على الإسلام والمسلمين ، لتكون لهم حجة بأن الكراهية هي متبادلة بين جميع الأطراف ، وليست من طرف المسلمين ( بجميع مذاهبهم و قومياتهم ) وحدهم .
من كل ما سبق نحن واثقين كل الثقة إن مضمون ما جاء في مسودة الميثاق المذكورة سابق لأوانه وغير مقبول من قبلنا مالم تتوفر النية الصادقة من كافة الأطراف التي شاركت في ابادتنا من العشائر العربية والتركمانية ومن قبل الحكومة العراقية اضافة الى الوقف السني في بغداد ( جميع السنة في العراق ) ، والامر ذاته بالنسبة الى العشائر الكردية ومن قبل حكومة اقليم كردستان والوقف الاسلامي في أربيل مع الأطراف المشاركة لهذا الميثاق .
اننا نجد ان هذه المسودة للميثاق هو خير أراد به باطل ، وهو يخدم مصالح جهات سياسية معروفة ومسؤولة عما جرى للايزيديين في 3 آب 2014 .
وأن أي اتفاق مع اية جهة لها علاقة بما اصاب الشعب الايزيدي من ابادات سواء بشكل مباشر او غير مباشر ، يجب أن يضمن تنفيذ المطالب الاتية :
1 - محاسبة المسؤولين عن الانسحاب المفاجئ للقوات الكردية البالغة تعدادها 12 ألف مقاتل دون اي قتال من مناطقنا في سنجار ومحيطها فجر يوم 3 آب 2014 .
2 - محاسبة عناصر داعش ممن تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء من أبناء شعبنا الايزيدي واحالتهم الى القضاء العراقي لينالوا جزائهم العادل .
3 - إصدار فتوى إسلامية رسمية من مراكز الإفتاء الشرعية الإسلامية في العراق وكردستان ومن الجهات الدولية الاسلامية تحرم فيها الدم والعرض والأرض والمال الايزيدي على الإنسان المسلم .
4 ـ تقديم اعتذار رسمي للايزيديين من قبل العشائر السنية بمختلف انتماءاتها القومية ، عن ما أصابنا على أيدي العديد من أفراد عشائرها .
5 ـ تحمل تلك العشائر جزء من تعويضات مادية لعوائل الضحايا الإيزيديين كرد اعتبار لهم .
6 ـ الكشف عن مصير 2660 مختطف ايزيدي معظمهم من النساء والأطفال التي تحتجزهم عوائل داعش الإرهابي في العراق وسوريا وباقي الدول .
7 - اصدار قوانين لحماية الاقليات من قبل الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان تمنع الاعتداء والتشهير ونشرالكراهية بكافة اشكاله ورفض التجاوز على أعراضها ومالها وممتلكاتها .
8 - العمل على توفير بيئة مناسبة لعودة أكثر من 300 ألف ايزيدي نازح في مخيمات إقليم كردستان إلى ديارهم مع تعويض مجزي لما أصابهم من أضرار مادية ونفسية ومعنوية .
ولابد من الذكر بكل آسف ، وجود اشخاص ايزيديبن ، تقبل تمرير هكذا مشاريع وافكار وهمية على حساب دماء أبناء شعبنا بالرغم من إنها لاتمثل إلا نفسها .
نشكر كل من وقف معنا أيام المحن ويقف معنا اليوم بنية صافية لاشائبة بها سواء من الإخوة المسلمين او من غير المسلمين .
من الواضح تماما ان الموقعين على هذه المسودة لايمثلون سوى انفسهم وهم أقلية ، مقابل عشرات الملايين من حملة الأفكار الراديكالية والعنصرية التي لاتقبل الآخر في أي حال من الأحوال .
توقيع
أعضاء الاتحاد العالمي للجمعيات الايزيدية المستقلة .
أعضاء الجمعيات القومية الايزيدية المستقلة
ألمانيا كتب بتاريخ 11\1\2024
من هنا 
من هنا 
من هنا 
الجمعة 12 يناير 2024 - 9:52
