الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61345مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: إيران وأمريكا: اللعبة الكبرى شبكة البصرة الخميس 25 يناير 2024 - 6:33
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إيران وأمريكا: اللعبة الكبرى
شبكة البصرة
السيد زهره
في الفترة القليلة الماضية تابعنا تصريحات كثيرة من هنا وهناك وأيضا تعليقات سياسية عامة تتحدث عن احتمالات توسيع نطاق الحرب الجارية في غزة، والبعض حذر تحديدا من احتمالات وقوع مواجهة بين ايران وامريكا. يقولون هذا على خلفية التصعيد الظاهر من جانب ايران في المنطقة.
الحقيقة ان كل هذه التوقعات او المخاوف لا أساس لها.
التطورات والتقارير عما يجري خلف الكواليس بين أمريكا وايران تؤكد هذا. تؤكد انه ليس واردا بالنسبة لإيران على الاطلاق توسيع نطاق الحرب ولا الدخول في أي مواجهة لا مع أمريكا ولا مع الكيان الصهيوني.
وعلى أي حال لنا ان نتأمل جيدا التطورات والمواقف التالية:
في البداية بعد ان أعلنت ايران انها لن تتدخل في الحرب الدائرة في غزة ذكرت التقارير ان اتصالات مكثفة غير مباشرة جرت بين أمريكا وايران. التقارير أكدت ان أمريكا بعثت رسائل لإيران عبر وسطاء من بينهم مسئولون في دولتين خليجيتين.
في هذه الاتصالات غير المباشرة تم التأكيد على عدم رغبة لا أمريكا ولا إيران في التصعيد وتوسيع نطاق الحرب.
وحين قررت أمريكا ومعها بريطانيا توجيه ضربة الى الحوثيين في اليمن عملاء ايران، أكدت التقارير ان أمريكا قبل ان توجه الضربة ابلغت الحوثيين بالأماكن التي سوسف تستهدفها الأمر الذي أتاح لهم الاستعداد ونقل الصواريخ و أي اسلحة وتجهيزات في هذه الأماكن.
وبعد الضربة حرص المسئولون الأمريكيون على تأكيد انهم لا يريدون ابدا القضاء على الحوثيين او توجيه ضربات قاصمة لهم وانما تريد فقط الحد من الهجمات على الملاحة في البحر الأحمر.
وحتى عندما أعلنت الإدارة الأمريكية إعادة تصنيف الحوثيين منظمة ارهابية، فقد حرصت على القول أن هذا تصنيف خاص له وضعية معينة وان تنفيذ هذا القرار مؤجل لمدة شهر على الأقل كي لا يتضرر اليمنيون كما قالوا.
المسئولون الايرايون كشفوا عن امر آخر اكثر أهمية. قالوا ان أمريكا، وعبر الوسطاء، عرضت على ايران ملامح وابعاد صفقة كبرى مقترحة بين أمريكا وايران تتعلق بكل قضايا المنطقة، وليس فقط بموضوع عدم توسع الحرب. ولم ينف الأمريكيون ما أعلنته ايران بهذا الخصوص. وبطبيعة الحال لنا ان نتوقع ان كل جوانب هذه الصفقة التي تحدث عنها الايرانيون تتعلق اساسا بالقضايا العربية.
اذا تأملنا هذه التطورت وغيرها فسوف ندرك بسهولة اننا إزاء لعبة كبرى تجري حاليا بين أمريكا وايران لا احد يعلم تماما ابعادها بالضبط. لكن الأمر المؤكد انها على حساب العرب والقضايا العربية.
ليس لنا ان نستغرب هذا أبدا على ضوء اعتبارت كثيرة.
أولا هناك تاريخ طويل من الصفقات بين أمريكا وايران وخصوصا منذ عهد الرئيس الأمريكي الأسبق أوباما. كما نعلم كان اوياما متواطئا مع النظام الإيراني وشديد الاعجاب بايران وعبر عن ذلك صراحة في مواقفه وتصريحاته المعلنة. وعقد أوباما صفقة الاتفاق النووي التي انسحب منها ترامب بعد ذلك. حين اتى بايدن للسلطة اتخذ ايضا إجراءات تصالحية كثيرة مع ايران من بينها مفاوضات عودة امريكا للاتفاق، ورفع الحظر عن مليارات من الأموال الايرانية المجمدة، وغض النظر عن الحظر المفروض على تصدير النفط الايراني.. وهكذا.
وفي غضون كل هذا غضت أمريكا النظر تماما عن الخطر الإيراني على الدول العربية وعن الدور الذي تلعبه القوى والمليشيات العميلة لها في الدول العربية.
واليوم هناك مصلحة أمريكية إيرانية مشتركة ليس فقط لوقف أي تصعيد بين البلدين وانما للتوصل الى توافقات سواء وصلت لحد الصفقة او ما دون ذلك.
بايدن وهو مقبل على انتخابات رئاسية خلال اشهر لا يريد نشوب أي ازمة مع ايران او أي تصعيد في العلاقات.
وايران من مصلحتها دعم بايدن والديمقراطيين في الانتخابات القادمة اذ تخشى ان يفوز ترامب ويعود الى البيت الأبيض بكل مواقفه المتشددة المعروفة تجاه النظام الارياني.
هناك اذن مصلحة أمريكية إيرانية مشتركة في التهدئة وفي محاولة التوصل الى توافق. وليس لنا ان نستغرب اذا فوجئنا قبل اجراء انتخابات الرئاسة الأمريكية بصفقة ما بين أمريكا وايران يقدمها بايدن على اعتبار انها انجاز له. وبالطبع لا يضع بايدن في اعتباره اطلاقا أي مصلحة عربية في هذا الخصوص ولا ان تكون أي صفقة على حساب العرب.
ما ذكرناه بعض ملامح اللعبة الكبرى بين أمريكا وايران حاليا.
نقول هذا لأن الدول العربية يجب ان تكون على الأقل على علم بأبعاد هذه اللعبة وما يمكن ان تسفر عنه من نتائج بالنسبة للمصالح العربية.
شبكة البصرة
الاربعاء 12 رجب 1445 / 24 كانون الثاني 2024
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس