بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سيناريو كابوس الغرب.. هكذا تنتصر روسيا وحماس على أوكرانيا وإسرائيل... صراع نظامين يحسم ب
كاتب الموضوع
رسالة
Dr.Hannani Maya المشرف العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61345مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سيناريو كابوس الغرب.. هكذا تنتصر روسيا وحماس على أوكرانيا وإسرائيل... صراع نظامين يحسم ب الخميس 25 يناير 2024 - 19:13
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سيناريو كابوس الغرب.. هكذا تنتصر روسيا وحماس على أوكرانيا وإسرائيل...
صراع نظامين يحسم بين حرب عالمية ثالثة ومواجهات إقليمية
شبكة البصرة
عمر نجيب
على من يشتد الطوق ؟ سؤال يتكرر طرحه مع تجاوز حرب غزة المئة الأولى من أيامها.
أطراف ترى أن الوقت لا يعمل لصالح الفلسطينيين وأنه رغم الصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية في غزة وفشل القوات الإسرائيلية والمتحالفين معها في تحقيق إنجازات كبرى تقربهم من الوصول إلى جزء هام من أهدافهم المعلنة، فإن سعي تل أبيب وجزء من صقور البيت الأبيض الأمريكي لتوسيع نطاق الحرب لتصبح إقليمية يقدم لهم فرصا لتعديل مسار الأحداث في كل منطقة الشرق الأوسط لصالح التحالف الغربي "الناتو" ويخفف من وطأة خسارتهم في ساحات أخرى خاصة وسط شرق أوروبا. في نفس الوقت يدور همس في بعض الدوائر الإستخبارية الغربية عن تصاعد الدعم الروسي والصيني لخصوم واشنطن بما فيهم الفلسطينيون في معركة الشرق الأوسط الحالية لكونهم جزء من صراع عالمي أوسع.
أطراف أخرى تقدر أن الجانب الفلسطيني رغم التضحيات المدنية الجسام التي يقدمها يحقق مكاسب متتالية على أغلب الأصعدة، وأن إسرائيل وحلفاؤها الاساسيون يتكبدون خسائر كبيرة سياسيا واقتصاديا وعسكريا، وأن التوازنات الدولية وترسخ تمرد ما يوصف بتكتل الجنوب العالمي على الشمال الأوروبي الأمريكي وهو ما يقود بسرعة متزايدة نحو نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب ينهي نظام القطب الواحد السائد منذ تسعينيات القرن الماضي بعد إنهيار الاتحاد السوفيتي وفرض واشنطن نظام قواعدها على أغلب دول العالم.
الحرب الإقليمية
يرى تحليل نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية يوم 16 يناير 2024 أن الصراع الإقليمي الذي قيل أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يحاول تحاشيه منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة قد بدأ بالفعل، بعد الضربات الأمريكية والبريطانية على الحوثيين في اليمن.
وبحسب التحليل، فإن السؤال الأكبر الآن هو مدى حدة ذلك الصراع وما إذا كان من الممكن احتواؤه.
وهذه هي بالضبط النتيجة التي لم يكن أحد يريدها، بما في ذلك إيران، تقول الصحيفة.
ويشير التحليل إلى أن قرار بايدن بإطلاق العنان للغارات الجوية، بعد مقاومة الدعوات للعمل ضد الحوثيين في اليمن والذين بدأت هجماتهم المتكررة على الشحن في البحر الأحمر تؤثر سلبا على التجارة العالمية، يعد تحولا واضحا في الاستراتيجية التي اختارتها واشنطن منذ بداية حرب غزة، وهي الاستراتيجية التي كانت تقوم على مبدأ التحركات المحسوبة والحساسة للغاية من قبلها ومن قبل إيران أيضا.
والآن، يبدو أن انجرار القوات الأمريكية والإيرانية إلى الصراع في المنطقة بات مرجحا بشدة، وفقا للصحيفة.
وتنقل "نيويورك تايمز" عن هيو لوفات، خبير شؤون الشرق الأوسط في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية قوله: "إن هذه حرب إقليمية بالفعل، ولم تعد مقتصرة على غزة، ولكنها امتدت بالفعل إلى لبنان والعراق وسوريا واليمن".
وعلى مدار 12 أسبوعا، جاءت الهجمات على المصالح الإسرائيلية والأمريكية والغربية من لبنان والعراق وسوريا، مما أدى إلى ردود فعل من القوات الأمريكية والإسرائيلية.
ويمضي التحليل بالقول إن بايدن كان يسير على خط رفيع بين الردع والتصعيد، وكانت طهران وحلفاؤها، بما في ذلك "حزب الله" في لبنان، حذرين في دعمهم لـ"حماس"، وأبقوا أفعالهم ضمن الحدود، لمنع رد عسكري أمريكي أكبر يمكن أن يهدد ممارسة طهران للسلطة في لبنان والعراق وسوريا.
لكن مدى سيطرة إيران على حلفائها هو موضع تساؤل، وربما يخطئ قادتها أيضا في قراءة الخطوط الحمراء الأمريكية والإسرائيلية، بحسب الصحيفة.
التورط بسبب إسرائيل
وتحذر "نيويورك تايمز" بشكل خاص من أن التدخل العسكري الأمريكي الأعمق يزيد أيضا من التصور السائد في العالم الأوسع بأن الولايات المتحدة تتصرف بشكل أكثر مباشرة بالنيابة عن إسرائيل، الأمر الذي يهدد بإلحاق المزيد من الضرر بالمكانة الأمريكية والغربية مع ارتفاع عدد القتلى في غزة، في الوقت الذي تدافع فيه إسرائيل الآن عن سلوكها ضد تهمة الإبادة الجماعية في محكمة دولية.
ويرى فرانسوا هيسبورج، المحلل العسكري الفرنسي أن هناك سبب مهم يدفع إيران لاحتواء التصعيد، "حيث يريدون أن تعمل أجهزة الطرد المركزي الخاصة بهم في طهران بسلام".
وأضاف أن الإيرانيين لا يملكون سلاحا نوويا، لكن يمكنهم تخصيب ما يكفي من اليورانيوم إلى درجة صنع الأسلحة في غضون أسابيع قليلة، من نسبة التخصيب الحالية 60 في المئة إلى 90 في المئة".
ويردف: "لقد أنجزوا 95 في المئة من العمل بالفعل".
كابوس الغرب..
سلطت الخبيرة في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية وسياسة الشرق الأوسط، سارة نيومان، الضوء على ما اعتبرته "انتصارا" لروسيا وحركة حماس في حربيهما على أوكرانيا وإسرائيل، مشيرة إلى أن "الغرب يخسر أرضه أمام منافسيه بمرور الوقت".
وذكرت سارة، في مقال على موقع "مودرن دبلوماسي" نشر يوم الأربعاء 17 يناير 2024، أن الوضع في أوكرانيا راكد، وأن إرهاق تكاليف الحرب أدى إلى إعاقة المساعدات المقدمة إلى كييف، بل وتوقفها في بعض الأحيان، فيما يلوح احتمال إعادة انتخاب ترمب رئيسا للولايات المتحدة في أوكرانيا باعتباره احتمالا مخيفا، إذ قد يعني توقف دعم الغرب لكييف.
وأضافت أن الحرب في غزة لا تسير على ما يرام بالنسبة لإسرائيل وحلفائها الغربيين، وستستغرق عمليات إسرائيل البرية وتدمير الأنفاق وقتا طويلا، بينما يريد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، والقادة الأوروبيون، إنهاء الحرب ووقف إطلاق النار، لأسباب انتخابية وجيوسياسية.
لكن مرور الوقت يصب في صالح روسيا وحماس، وأي نتيجة تؤكد صحة ادعاءاتهما بالنصر ستقوض مصداقية الغرب وتضعف معاييره، فضلا عن تقليص نفوذه في أوروبا الشرقية والشرق الأوسط، بحسب سارة، مشيرة إلى أن استمرار الاتجاه الحالي لمسار الأحداث يعني أن 2024 سيكون العام الذي سيدفع فيه الغرب، وخاصة أوروبا، ثمن خسائره.
وفي هذا السياق، تبتعد أوكرانيا عن هدفها المتمثل في استعادة سيادتها على الأراضي التي سيطرت عليها موسكو وتقترب روسيا من هدفها المتمثل في تأمين الأراضي التي فازت بها، ما يعزز الخطر الذي تمثله روسيا بالنسبة للغرب، ويقوض مصداقية حلف شمال الأطلسي وأوروبا وقدرتهما على حماية حلفائهما.
كما أن التفوق الكاسح الذي تتمتع به إسرائيل على حماس في العتاد لن يترجم إلى نصر سريع في غزة، والحرب المطولة في القطاع مع استمرار الانتهاكات الصارخة التي ترتكبها إسرائيل للقوانين الإنسانية الدولية من شأنها أن تزيد من الضغوط التي يمارسها الرأي العام الدولي والمجتمعات الإسلامية في الولايات المتحدة وأوروبا لحملها على وقف إراقة الدماء في أقرب وقت.
كما سيسلط استمرار الحرب الضوء على "المعايير المزدوجة" التي يستخدمها الغرب تجاه أوكرانيا وفلسطين، وفي هذا السيناريو فإن الولايات المتحدة وأوروبا والكتلة الغربية برمتها ستفقد مصداقيتها المعيارية والقيمية المزعومة في عيون أجزاء كثيرة من العالم، وخاصة العالم العربي، بحسب الخبيرة في العلاقات الدولية.
وبينما لا تزال الولايات المتحدة تتمتع ببعض النفوذ لإبقاء بعض الدول العربية معتمدة عليها في المجالين العسكري والأمني، فإن العلاقات بين أوروبا ودول الشرق الأوسط ستتضرر بشدة.
وتصف سارة نيومان الواقع الجاري بأنه كان "أسوأ السيناريوهات التي تصورها الغرب لنفسه فيما يتعلق بالحربين في أوكرانيا وغزة"، وبعبارة أخرى، فإن كابوس أوروبا والغرب يصبح أكثر واقعية كل يوم، وهو الكابوس الذي تعيشه أوروبا بسبب "جمودها" من جانب و"الهيمنة الأمريكية" من جانب آخر.
وخلصت الخبيرة في الشؤون الأمنية إلى أن التحول في استراتيجية الولايات المتحدة تجاه روسيا والصين، من الردع والتوازن العسكري إلى الاحتواء والإضعاف، لم يؤد إلى تقويض الردع الغربي فحسب، بل فشل أيضا في احتواء روسيا والصين.
وأكدت سارة نيومان أن روسيا على وشك تحقيق نصر كبير، وأن الصين استفادت من أجواء عدم الثقة تجاه الغرب وبرزت كزعيمة للجنوب العالمي، وبالتالي فإن "أي شيء أقل من انتصار أوكرانيا وتدمير حماس سيعني هزيمة الغرب في صراعه الجيوسياسي مع روسيا والصين، وهو صراع يبدو أن الغرب قد خسره بالفعل على الجبهة المعيارية والسردية".
وإزاء ذلك فإن أوروبا ستعاني من عواقب طموحات الهيمنة الأمريكية واعتمادها على واشنطن، وهذه المرة سيكون الثمن أعلى من أي وقت مضى، وسيؤدي إلى تآكل سمعة دول القارة العجوز ونفوذها في أجزاء كثيرة من العالم، بل وحتى داخل قارتها.
واعتبرت الخبيرة في العلاقات الدولية أن حربي أوكرانيا وغزة حلقة جديدة من "القصة المألوفة لإخفاقات أوروبا في السنوات الأخيرة، والفشل الناتج عن إتباع واشنطن بشكل أعمى".
مأزق استراتيجي
جاء في تقرير نشر في العاصمة الأمريكية واشنطن يوم الأحد 21 يناير: بعد أكثر من مئة يوم من الحرب، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن محدودية التقدم الذي أحرزته إسرائيل في تفكيك قدرات حماس، أصبح سببا يثير الشكوك داخل القيادة العسكرية العليا بشأن إمكانية تحقيق الأهداف الرئيسية للحرب في الأمد القريب.
وفي هذه المرحلة من القتال، سيطرت إسرائيل التي دخلت الحرب بأهداف القضاء على حماس وتحرير الأسرى الإسرائيليين في غزة، على جزء أصغر مما كانت تتوقعه في مخططاتها عند بداية عملياتها العسكرية، وفقا لخطط قالت الصحيفة الأمريكية إنها راجعتها.
ودفع هذا التباطؤ بعض القادة في تل أبيب إلى التعبير سرا عن إحباطهم إزاء استراتيجية الحكومة الإسرائيلية في غزة، ودفعتهم إلى الاستنتاج بأن حرية أكثر من 138 إسرائيلي ما زالوا في غزة لا يمكن تأمينها إلا من خلال الوسائل الدبلوماسية وليس العسكرية.
ووفقا لمقابلات أجرتها مع أربعة من كبار القادة العسكريين، الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هوياتهم لأنه لم يسمح لهم بالتحدث علنا عن آرائهم الشخصية، فإن الهدفين المزدوجين المتمثلين في تحرير الأسرى وتدمير حماس "أصبحا الآن غير متوافقين".
يضاف إلى هذا أيضا التعارض بين المدة التي ستحتاجها إسرائيل للقضاء على حماس بشكل كامل، وهي عملية شاقة، والضغط الدولي الذي يمارس لإنهاء الحرب بسرعة وسط تصاعد الضحايا بين المدنيين.
ودعا الوزير بحكومة الحرب، بيني غانتس، إلى إعادة النظر بأهداف الحرب، منتقدا عدم تحقيق إنجازات ملموسة يمكن البناء عليها لوضع تصور لما تريده القيادة الإسرائيلية بعد انتهاء الأعمال العسكرية.
وخرج حليفه، غادي آيزنكوت، في مقابلة تلفزيونية، موجها انتقادات لإدارة نتنياهو للحرب المستمرة مع حماس في غزة، مشيرا إلى أن الحديث عن النصر الكامل على الحركة "غير واقعي".
وردا على طلب للتعليق، قال مكتب نتنياهو في بيان إن “رئيس الوزراء يقود الحرب على حماس بإنجازات غير مسبوقة وبطريقة حاسمة للغاية".
وفي خطاب ألقاه، الخميس 18 يناير، وعد نتنياهو بتحقيق "النصر الكامل على حماس"، وكذلك إنقاذ الأسرى.
ورفض الجيش الإسرائيلي في البداية الرد على تعليقات القادة، وبعد نشر تقرير نيويورك تايمز، السبت، أصدر بيانا رسميا قال فيه إنه لا يعرف هوية القادة الذين تحدثوا إلى التايمز، وأن آرائهم "لا تعكس" موقف الجيش.
وصرح أندرياس كريغ، خبير الحرب في جامعة كينغز كوليدج في لندن، عن الأوضاع في غزة "في الأساس، إنها حالة من الجمود"، مضيفا: "إنها ليست بيئة يمكنك من خلالها تحرير الأسرى".
وتابع: "إذا ذهبت إلى الأنفاق وحاولت تحريرهم بالقوات الخاصة، أو أي شيء آخر، فسوف تقتلهم". "إما أن تقتلهم بشكل مباشر أو غير مباشر، في أفخاخ أو في تبادل لإطلاق النار".
تباين الرؤى
ووفقا لثلاثة من القادة الذين حاورتهم صحيفة نيويورك تايمز، فإن السبل الدبلوماسية ستكون أسرع وسيلة لإعادة الإسرائيليين الذين ما زالوا في الأسر.
وبالنسبة للبعض في اليمين الإسرائيلي، فإن التقدم المحدود في الحرب هو نتيجة للقرار الأخير الذي اتخذته الحكومة، لإبطاء وتيرة الغزو.
لكن القادة العسكريين يقولون إن حملتهم تعرقلت بسبب البنية التحتية لحماس التي كانت أكثر تطورا مما قيمه ضباط المخابرات الإسرائيلية والأمريكية في السابق.
ويتمسك سياسيون بإسرائيل، بقدرة تل أبيب على هزم حماس بشكل أسرع، وإنقاذ الأسرى، من خلال استخدام المزيد من القوة.
لكن محللين عسكريين يقولون إن المزيد من القوة لن يحقق الكثير. ويقول كريغ: “إنها حرب لا يمكن الفوز فيها”. وأضاف: "في معظم الأوقات عندما تكون في حرب لا يمكن الفوز فيها، تدرك ذلك في مرحلة ما - وتنسحب.. ولم يفعلوا".
صفقة تبادل
في محاولة للتخفيف من وقع النكسات وتقديم أسباب للتخلي عن أهداف الحرب دعا زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد إلى صفقة مع "حماس" لاطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين بأي ثمن حتى ولو كان وقف الحرب، مؤكدا أنه سيدعم هكذا مقترح.
وكتب لابيد في صفحته على منصة "إكس": "إذا كنت تريد القضاء على "حماس"، عليك أن تخرج الرهائن أولا".
وأضاف: "لقد سبق أن قلت في الكنيست ولرئيس الوزراء شخصيا إن هناك دعما كاملا لأي اتفاق مهما كان مؤلما، وإذا كان الثمن وقف القتال، فليكن".
مطلع يوم السبت 20 يناير كشف مسؤول أمني إسرائيلي، أن حكومة الحرب الإسرائيلية أصبحت على وشك الانهيار، ورئيس الوزراء نتنياهو يتردد في قراراته ويضيع الوقت.
وذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية في مقال، إن مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي، الذي يدير الجانب العسكري من الحرب في غزة منذ يومها الخامس، أصبح الآن في مراحله الأخيرة، مشيرة إلى أنه تم تشكيل الحكومة باندفاع من قبل خصوم سياسيين ألداء في الأيام التي تلت عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر.
وأكدت الصحيفة أنه طوال الأشهر الثلاثة والنصف الماضية، ظلت حكومة الحرب متماسكة على الرغم من الاختلافات الشخصية والأيديولوجية بين أعضائها، مرجعة السبب بذلك إلى "حالة الطوارئ الحادة" التي كانت تواجهها إسرائيل.
وأوضحت "التايمز" أن الأسئلة حول المراحل التالية من الحرب تطرح الآن وتتسبب بتمزق هذه الحكومة، وهي "ما إذا كان ينبغي على إسرائيل مواصلة الحملة الواسعة النطاق ضد حماس أو اختيار وقف إطلاق النار الذي يسمح بإطلاق سراح 138 أسيرا ما زالوا محتجزين في غزة، ومن يجب أن يكون مسؤولا عن غزة في نهاية المطاف؟ اليوم التالي للحرب".
وبحسب الصحيفة، اتهم غادي آيزنكوت، رئيس الأركان الإسرائيلي السابق وعضو مجلس الوزراء الحربي، رئيس الوزراء نتنياهو بعدم قول الحقيقة بشأن الأهداف العسكرية في غزة، مما يكشف التوترات في القيادة.
وأوضح المقال، أنه "على الورق، هناك ثلاثة أعضاء كاملي العضوية في حكومة الحرب: رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، وبيني غانتس وزير الدفاع السابق والزعيم الحالي لحزب الوحدة الوطنية الوسطي".
وثمة اثنان من أعضاء الحكومة هما بمثابة "مراقبين": "وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، المعين شخصيا من قبل نتنياهو، وآيزنكوت الذي يمثل غانتس، بالإضافة إلى العضو السادس غير الرسمي، آرييه درعي، زعيم حزب شاس الديني المتطرف الذي يحضر معظم الاجتماعات". هؤلاء السياسيون الستة يديرون الحرب على قطاع غزة.
حكومة تنهار
وأشارت "التايمز" إلى أن نتنياهو يرأس ظاهريا حكومة الحرب، ولكن بكل المقاييس، دوره الرئيسي هو محاولة تأجيل القرارات الرئيسية كسبا للوقت.
ويقول أحد المسؤولين الأمنيين المطلعين في مجلس الوزراء: "نتنياهو متردد، ويضيع وقتا ثمينا، خوفه الرئيسي هو اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان سيتم تقليص الحرب - الأمر الذي سيجعل الأحزاب اليمينية المتطرفة في حكومته تنسحب من الائتلاف وتفرض إجراء انتخابات مبكرة" وينتهي مساره السياسي.
وأضافت الصحيفة أن غانتس الذي كان منافسا سياسيا لنتنياهو على مدى السنوات الخمس الماضية، ووفقا لاستطلاعات الرأي، سيفوز بالانتخابات إذا أجريت اليوم، وتمسك في وقت مبكر من الحرب بموقفه ضد توجيه ضربة استباقية لـ "حزب الله"، وكان مؤيدا لاتفاقية تبادل الأسرى الأولى، ويعتقد أن إسرائيل يجب أن تعطي الأولوية للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى المتبقين، والموافقة إذا لزم الأمر على وقف إطلاق النار مع "حماس".
وكان غانتس هو من حث نتنياهو على تشكيل حكومة حرب لتقليل نفوذ اليمين المتطرف وتوحيد إسرائيل. لكن مساعديه يحذرون من أن صبره بدأ ينفد، وعندما يشعر أنه لم يعد قادرا على التأثير على عملية صنع القرار، فإنه سيعود إلى المعارضة ويدعو إلى إجراء انتخابات.
وتابع المقال، "غالانت هو الأكثر تشددا في الحكومة، إذ أنه دفع دون جدوى لتوجيه ضربة لـ "حزب الله" وعارض اتفاقيات تبادل الأسرى، وهو الآن الأقل قدرة على إخفاء ازدرائه لنتنياهو، الذي حاول إقالته العام الماضي، كما يرفض حتى الظهور في المؤتمرات الصحفية مع رئيس الوزراء ما لم ينضم غانتس إليهم".
وأما رون ديرمر وزير الشؤون الاستراتيجية، فهو سفير سابق لدى الولايات المتحدة وأقرب مساعدي نتنياهو، وعلى عكس الوزراء الآخرين، لم يخدم في الجيش الإسرائيلي ويتمثل دوره الرئيسي في دعم نتنياهو والقيام بمهام دبلوماسية نيابة عنه.
وآرييه درعي هو زعيم ثاني أكبر حزب في ائتلاف "شاس" لكن المحكمة العليا لا تسمح له بالعمل كوزير بسبب إدانته بالاحتيال الضريبي. ومع ذلك، فهو مرحب به في الحكومة بسبب "تأثيره المهدئ" على نتنياهو، ولا يمتلك زعيم حزب شاس أي خبرة عسكرية لكنه يجلس في الوزارات الإسرائيلية منذ العشرينات من عمره. ويقول أحد المساعدين: "في بعض الأحيان، وحده درعي هو القادر على إقناع نتنياهو باتخاذ القرارات".
أما غادي آيزنكوت رئيس الأركان الإسرائيلي السابق، فهو الشريك السياسي الهادئ لغانتس والذي يتفق معه في معظم الأمور. في شهر ديسمبر 2023، قُتل ابنه غال، وهو جندي احتياطي في وحدة مشاة تابعة للجيش الإسرائيلي، أثناء القتال في غزة، وفي مقابلة عاطفية على التلفزيون الإسرائيلي، كشف آيزنكوت لأول مرة عن الانقسامات في مجلس الحرب.
وصرح آيزنكوت في مقابلته: "ما زلت أشعر بأننا نؤثر. أنا اتأكد من نفسي كل يوم”، وأضاف "نحن بحاجة في غضون أشهر إلى العودة إلى الجمهور الإسرائيلي وتجديد الثقة معه"، لأن إسرائيل "تحتاج إلى أن تقرر كيف ستستمر من هنا بقيادة فشلت تماما وخسرت ثقة الجمهور الإسرائيلي في الحكومة".
شروط حماس
يوم الأحد 21 يناير 2024 أفادت القناة "12" الإسرائيلية بأنه على خلفية المفاوضات المحمومة للتوصل إلى صفقة أخرى لإطلاق سراح الأسرى بين تل أبيب و"حماس"، تم الكشف عن اقتراح الحركة لإتمام الصفقة.
وأشار التقرير العبري إلى أن "حماس تطالب بوقف كامل للحرب، وبانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من القطاع وضمانات دولية للحفاظ على حكمها، وذلك مقابل إطلاق سراح الأسرى".
من جهته، تطرق الوزير الإسرائيلي جدعون ساعر، عضو مجلس الوزراء السياسي والأمني، إلى الشروط التي وضعتها "حماس" قائلا: "بالطبع لن نتفق لأن علينا العودة إلى الحياة في المنطقة".
وفي وقت سابق، أفاد مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية لشبكة "إن بي سي نيوز" بوجود "مقترحات جديدة في محادثات الرهائن الإسرائيليين ولكن لا يوجد اتفاق وشيك".
من جهته، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن التسوية في قطاع غزة لا تزال بعيدة.
معركة البحر الأحمر
على بعد أكثر من 2050 كلم جنوب قطاع غزة تدور معركة أخرى منذ أن فرض قادة صنعاء حظرا على كل السفن المتعاملة مع إسرائيل ومنذ أن قررت واشنطن ولندن مواجهة التحدي عسكريا.
يوم الأحد 21 يناير ذكرت صحيفة "ذا إنترسبت" الأمريكية أن إدارة بايدن وضعت نفسها أمام هزيمة جيوسياسية من قبل الحوثيين، بعد قرارها بالتدخل العسكري ضد الجماعة اليمنية، وهو التدخل الذي لم يردعهم حتى الآن، بل إن وتيرة الهجمات في البحر الأحمر ومضيق باب المندب زادت.
وأشارت الصحيفة، في تحليل كتبه مرتضى حسين، الباحث في الشؤون الخارجية، إلى أن الرئيس الأمريكي اعترف، خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض يوم الخميس 18 يناير، بأن الضربات الجوية التي نفذها الجيشين الأمريكي والبريطاني لم توقف الحوثيين.
وعقب الغارات الأمريكية والبريطانية، تزايدت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر وتوسعت لتشمل سفنا تجارية وحربية أمريكية، وساعدت تضاريس اليمن الوعرة في حمايتهم من القصف الغربي.
وأشار الكاتب، إلى أن الحوثيين في اليمن برزوا خلال الحرب على غزة كلاعب فاعل غير متوقع في المنطقة، حيث نجحوا في تعطيل الشحن باسم الفلسطينيين في غزة، واستفزوا الولايات المتحدة لتشن سلسلة من الغارات الجوية في محاولة بائسة وفاشلة لردعهم.
وذكر إن تصعيد الهجمات ضد الحوثيين من المحتمل أن يؤدي إلى المزيد من تعطل حركة الشحن - وهو أمر قد يكون ضارا بمحاولات تخفيف الآثار الاقتصادية - ويخاطر بحرب إقليمية شاملة.
كما أن التفاوض أو الخضوع لمطالب حكومة صنعاء في أفقر دول العالم، سينظر اليه من قبل الكثيرين على أنه استسلام أمريكي من شأنه تعزيز شعبية الحوثيين.
ونوه الكاتب، إلى أن الحوثيين، الذين استفادوا بلا شك من دروس الحرب الأهلية القاسية مع الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية في المنفى، يبدو أنهم غير مستعدين للتراجع، بل ويرحبون بتوسيع نطاق الصراع.
وينقل التحليل عن الصحفية والخبيرة السياسية المتخصصة باليمن يونا كريغ قولها: "الحوثيون يريدون هذا الصراع، إنه جزء من أيديولوجيتهم، التي تكونت أدبياتها المعادية لأمريكا خلال فترة غزو الولايات المتحدة للعراق. وهم يعتبرون أنفسهم الآن المدافعين عن حق الفلسطينيين وأهالي غزة".
ويرى الكاتب أن لجوء واشنطن إلى إخراج ورقة تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية يظهر إحباط الإدارة الأمريكية من ارتداع الجماعة اليمنية بعد الغارات العسكرية عليها، لكن الحوثيين واصلوا الهجمات في البحر الأحمر عقب القرار الأمريكي أيضا.
ولطالما كان الحوثيون قوة مثيرة للجدل في السياسة اليمنية، لكنهم استغلوا المشاعر المعادية لأمريكا في العالم العربي واللامبالاة الظاهرة للأنظمة المؤيدة لأمريكا تجاه معاناة غزة لتعزيز مكانتهم الجيوسياسية.
ولا يعرف الحوثيون أنفسهم كمناصرين للقضية الفلسطينية فحسب، بل يعيدون أيضا تحسين سمعتهم في الداخل، حيث واجهوا صعوبات في تشكيل حكومة فعالة وسط الحرب الأهلية.
وأصبح المتحدثون باسم الحوثيين وجوها مألوفة على القنوات الفضائية العربية، حيث يستمتعون بدورهم في تحدي الغرب بشأن قضية الفلسطينيين، كما يقول التحليل.
ويقول المحللون إن الرأي العام حول الولايات المتحدة وصل إلى أدنى مستوى له منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.
وتظهر استطلاعات الرأي التي أجريت بين العرب في المنطقة غضبا واسعا وخيبة أمل تجاه الولايات المتحدة منذ بداية حرب غزة، مع وجود آراء أكثر إيجابية تجاه دول منافسة مثل الصين وروسيا.
ويبدو من المرجح أن يتزايد الغضب تجاه الولايات المتحدة في المنطقة، حيث يبدو أن إدارة بايدن تضع الاقتصاد العالمي في خطر في ضرباتها على الحوثيين.
وينقل التحليل عن هشام العميسي، كبير مستشاري شؤون اليمن في المعهد الأوروبي للسلام قوله: "يجب على الولايات المتحدة أن تدرك أن هذه التصرفات في غزة تثير غضب الناس في جميع أنحاء المنطقة".
ويضيف: "التصور المحلي هو أنه عندما سالت دماء الفلسطينيين في الأشهر الثلاثة الماضية، لم يزعج أحد، ولكن عندما تم تهديد المصالح الاقتصادية للغرب، تحركوا على الفور. تتناسب هذه الرسالة تماما مع خطاب الحوثيين ويتردد صداها بقوة في المنطقة".
ويختم الكاتب تحليله بالقول إنه بدلا من إضعاف الحوثيين، يبدو أن الضربات الجوية الأمريكية تعمل على تعزيز مكانتهم السياسية في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
إسرائيل في اليوم التالي
لم يعد التساؤل الأول هو ما في غزة في اليوم التالي بل أصبح الأمر مغايرا.
جاء في تقرير نشر في واشنطن يوم الاثنين 22 يناير 2024: يتوقع مراقبون أن تستمر تداعيات الحرب الجارية في قطاع غزة على إسرائيل لسنوات، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي وحتى على الاستراتيجية العسكرية.
وتشير مجلة إيكونوميست البريطانية إلى أن إسرائيل سوف تستمر في التركيز على معاركها المباشرة في غزة، لكن من الواضح أنه حتى بعد انتهاء الأعمال القتالية، فإن تأثير هذه الحرب "سوف يظل محسوسا لسنوات عديدة عسكريا واقتصاديا".
وتعهد القادة العسكريون والسياسيون في إسرائيل بمواصلة الحرب، في عام 2024، رغم إعلان تخفيف حدة القتال.
وفي ظل هذا الوضع، يخشى إسرائليون من تأثير الحرب على النمو الاقتصادي في البلاد على المدى الطويل.
وقبل هجوم السابع من أكتوبر، توقع صندوق النقد الدولي أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي لإسرائيل بنسبة 3.1 في المئة في عام 2023، و3 في المئة في عام 2024، وكان من المتوقع أن يبلغ العجز لعام 2023 حوالي 0.9 في المئة فقط من الناتج المحلي الإجمالي.
لكن يبدو أن الحرب ستؤدي إلى تباطؤ النمو وزيادة العجز، وفق إيكونوميست. وتوقع بنك إسرائيل أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2 في المئة هذا العام. وهناك آخرون أكثر تشاؤما، إذ تتوقع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية نموا قدره 1.5 في المئة، في حين تتوقع وكالة التصنيف "ستاندرد آند بورز" 0.5 في المئة فقط.
وفي الوقت ذاته، ارتفع العجز إلى 4.2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، وهو أعلى مستوى في إسرائيل منذ عام 2012 (باستثناء عام 2020 أثناء الوباء).
وحدث هذا العجز جراء الإنفاق الحربي البالغ 17 مليار شيكل (4.5 مليار دولار، أو 1 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي)، بالإضافة إلى انخفاض عائدات الضرائب بنسبة 8 في المئة في عام 2023.
ومن المتوقع أن تضيف الميزانية المعدلة للعام الجاري 55 مليار شيكل إلى الإنفاق الدفاعي (3 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي)، ومن المتوقع أن يحدث عجز في الميزانية بنسبة 6.6 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.
وفي ديسمبر 2023، توقعت وزارة المالية أن تكلف الحرب الجارية مع حركة حماس إسرائيل حوالي 50 مليار شيكل (13.8 مليار دولار) في عام 2024، على افتراض أن القتال سينتهي في الربع الأول من العام الجديد، وفقا لتايمز أوف إسرائيل.
سياسة عسكرية مكلفة
وتقول إيكونووميست إنه رغم أن زيادة الإنفاق مرتبطة مباشرة بحرب غزة، إلا أنه من غير المرجح أن تعود إسرائيل إلى اقتصاد ما قبل الحرب عندما ينتهي القتال في غزة في نهاية المطاف، حيث من المتوقع زيادة أعداد القوات البرية، وإنهاء سياسة استمرت لسنوات لتقليصها.
وقبل هجوم حماس، أنفقت إسرائيل مليارات على دفاعاتها الصاروخية وسياجها الحدودي المتطور، على أمل أن تحل التكنولوجيا محل الجنود، لكن فشلت هذه السياسة في منع اختراق الحدود.
واستدعى الجيش الإسرائيلي أكثر من 350 ألف جندي احتياط، للمشاركة في الحرب، لكن ذلك أدى إلى خنق الاقتصاد، إذ أدى غياب العمال من جنود الاحتياط إلى فرض ضغط كبير على الاقصاد.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، في الأسابيع الأخيرة، تسريح بعض جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم لمحاربة حماس في غزة، وهي خطوة قال إنها ستساعد الاقتصاد.
وعلى الرغم من إعادة آلاف من جنود الاحتياط إلى ديارهم الآن، ووعود بإعادة عدد أكبر بحلول نهاية شهر يناير، إلا أن زيادة عدد قوات حرس الحدود سيكون مكلفا، وهو ما يعني زيادة الإنفاق الدفاعي بنحو 1 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي على المدى الطويل، وسيتطلب ذلك زيادة الضرائب أو خفض الإنفاق في قطاعات أخرى.
وقالت مؤسسة "تشاتام هاوس" البريطانية إنه رغم أن الانقسامات السياسية التي سيطرت على المجتمع والسياسة في إسرائيل توقفت لعدة أشهر، إلا أن هذه الانقسامات ظلت دون حل وتفاقمت.
وفي حين يرى العديد من الإسرائيليين أن نتنياهو "مسؤول عن المأساة ويتوقعون أن نهاية الحرب ستكون نهاية مسيرته السياسية، فإن المناقشات حول استبداله أو الدعوة لإجراء انتخابات معلقة حتى يتم الاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار في غزة على الأقل".
ويخشى البعض في إسرائيل من عودة الاحتجاجات، التي توقفت في أعقاب هجوم حماس، قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
وتقول إن الغضب يتصاعد، إذ أن أكثر من ثلاثة أرباع الإسرائيليين يقولون إنهم يرغبون في رحيل رئيس الوزراء، بمجرد انتهاء الحرب، وفق استطلاعات الرأي.
"وأيا كان من سيحل محل نتنياهو، فإن جيلا من الشباب الإسرائيليين العاملين سيضطر إلى دفع ثمن هذه الحرب، من جيوبهم ومن خلال أشهر من الخدمة الاحتياطية لسنوات قادمة".
وترى بوليتكو أن الطبقة السياسية في إسرائيل تكاد تكون مقتنعة بأهمية مواصلة الحرب، ويبدو أن هناك رغبة قليلة في قبول فكرة حل الدولتين.
ويشعر كبار السياسيين في إسرائيل بإمكانية إجراء انتخابات قريبة، لكنهم متفقون على خوض حرب طويلة. وتقول بوليتيكو: "في الوقت الحالي، لا يتحدث أي من المتنافسين الرئيسيين في هذا السباق الانتخابي عن حرب قصيرة، كما أنهم لا يتقبلون دعوات الولايات المتحدة وأوروبا لإحياء محادثات حل الدولتين".