تلك كانت مقولة لذاك الذي جاء يبحث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأشاروا الى شجرة كان ينام عمر في ضلها بأطمئنان فأستغرب السائل فقال اهذا هو خليفتكم قالوا له نعم.
تذكرت تلك المقولة وانا اقرأ ما كتبه احد الاخوة عن احاطة المسئولين في العراق انفسهم وافراد عوائلهم منذ الاحتلال بالحمايات المكثفة والسيارات المصفحة ويقارن ذلك بما كان عليه مسئولو النظام الوطني الذين كانت مواكبهم تتألف من سيارة عادية واحدة بسائق وحماية شخص واحد فقط بل كثيرا ما كنا نشاهد وزراء وأعضاء قيادة يقودون سياراتهم الخاصة بأنفسهم برفقة عوائلهم بدون حمايات حتى في الزمان الذي كان يدعى فيه العملاء ان الشعب بات يكره النظام. وبمقارنة ماهو قائم الان بما كان ، نتوصل الى حقيقة ناصعة الا وهي ان النظام السابق قد كسب ود الشعب لانه اثبت صدق ما وعد به على ارض الواقع ودليل ذلك هو ان التغيير الذي حصل في 2003 كان بعدوان واحتلال خارجي لم يجرؤ بدونه أي من العملاء ممن كانوا يسمون بالمعارضة أن يضع قدمه على تربة العراق بمفرده او بجهد من تأمر معه. ليس هذا فحسب بل ان من يتسيدون المشهد منذ 2003 لم يلمس منهم المواطن أي مصداقية لوعودهم بل عملوا على التخريب وليس البناء مما جعل المواطن يحنق عليهم ويتمنى زوالهم بل صار الكثير من أبناء الشعب يتمنى عودة النظام السابق . فكيف والحالة هذه لايخاف هؤلاء من الشارع وهم يشعرون بحجم الاجرام الذي يرتكبونه بحق الموان والوطن كل يوم. لقد بات المواطن يشعر بقيمة ما كان يتحقق في زمن النظام الوطني بدءا من الامن والأمان الذي كانوا يتمتعون به مرورا بالكرامة المصانة والهيبة الوطنية والحرص من قبل القيادة على توفير الرفاهية المجتمعية المكفولة بالعدالة الصارمة. حقا ما كان للقائمين على قيادة النظام الوطني ان يتوجسوا من حصول اعتداء والدليل على ذلك ان كل العمليات العدوانية والاعتداءات التي حصلت في الداخل لم تكن من قبل مواطنين عراقيين بل كانت بأيدي فارسية او مأجورة او مغرر بها من قبل نظام الملالي في بلاد الفرس بدءا من تفجير وزارة التخطيط والمستنصرية ووكالة الانباء العراقية و محاولة اغتيال المرحوم لطيف نصيف جاسم وغيرها. حقا ان من عمل بصدق من اجل شعبه ووطنه ما كان يخشى من مواطن سوءا فكان يحق ان نقوله عنهم ما قيل في عمر بن الخطاب عدلت فأمنت فنمت ويحق ان نقول لكل من رحل منهم الى بارئه نم قرير العين. اما من يحكمون اليوم فأن نومهم فزز وسيسحلهم ويدوسهم الشعب اذا ما ظفر بهم يوم يحين وقت القصاص. والعاقبة في التهاية للمتقين. وسيقول من عمل بأخلاص من اجل شعبه ما قاله الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم في سورة الحاقة: بسم الله الرحمن الرحيم { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24) } اما من اجرم بحق شعبه فسيقول يوم القصاص: بسم الله الرحمن الرحيم وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ(27) مَا أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ ۜ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ(31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32) إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34) فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (35)وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ(36 لَّا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ (36) صدق الله العطيم