الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 130تاريخ التسجيل : 07/12/2009الابراج :
موضوع: مفهوم القومية - القومية الكوردية - الجزء الثالث الإثنين 18 أكتوبر 2010 - 11:37
مفهوم القومية
القومية الكوردية
الجزء الثالث
البحث عن الصيغة الصحيحة للفظة كلمة الكورد
الواضح بأن مجمل الآراء التي وردت في المصادر التاريخية، التي ذكرناها في موضوع القومية الجزء الثاني، بداء" من الفقرة الأولى وحتى الفقرة الثانية، بأنها تحتاج إلى مراجعة تحليلية شاملة بحياد تام ، ومن هذا المنطلق أرى بأن البحث في موضوع معرفة جذور الشعب الكوردي، يتعلق بالصيغة الصحية لفظة كلمة الأكراد المفردة، ومثل هذا البحث لا علاقة له بالنواحي القومية السياسية كما بدأت تظهر منذ نهاية الحرب العالمية الأولى.
والأكراد أنفسهم هم المعنيون والمسئولون عن إظهار جذور تاريخ أسلافهم قبل غيرهم، وكتابة التاريخ لم يكن حكرا على البعض من دون أللآخرين، وكما ظهر لي بأن كتابة تاريخ بالنسبة لأبناء الأكراد، كان مستحرما على الكتاب والشيوخ والملالي من الأكراد، وحتى المواضيع الأدبية حتى القرنين العاشر والحادي عشر، لم تكن مكتوبة، يقول الطبري في كتابه الموسوم بالرسل، بأن الإبداع الشعبي المنقول شفاها عوض غياب الأدب المكتوب لدى الأكراد. والحقيقة أن الفاتحين لم يسمحوا للأكراد غير الطاعة العمياء لأبنائهم وذيولهم من المسلمين.
وكتابة التاريخ كما يبدو كان حكرا على الفاتحين فقط، وكان على الأكراد أن يعرفوا جيدا" بأن الفاتحين إذا ما كتبوا تاريخهم، فأنهم لا ينصفونهم، وليتذكر الأكراد بأن الإسلام الدين الجديد قد أستعربهم روحيا ودينيا، وجعل تواصلهم مع الله بغير لغتهم، وحصر تفكيرهم في الجنة والحور عين، ولا شيئا غير ذلك، وجمد الفاتحون إرادتهم ، وحصروا سلوكهم في الصلاة لرسول العرب وأهل بيته، على حساب مبادئ دينهم الكودي الإيماني الإنساني القومي الذي سبق الإسلام ألاف السنوات.
وقد ظهر المؤلف شرفخان البدليسي (1543ـ 1604) فألف كتاب (شرفنامة)، والذي يقرأ هذا الكتاب سيكتشف بأن المؤلف لم يكن حيادي في بعض المواضيع، خاصة في موضوع الإيزيدية، فلم يكن دقيقا فيه، وهذا يدل على أنه لم يكن متحررا" من منظور الإسلامي نحوى غيرهم، وهذا المنظور قد كبل إرادة المفكرين الكورد من أمثال البدليسي، ومع ذلك يبدو لي بأن الكاتب محمد أمين زكي (1880ـ 1958) الذي ألف كتاب (خلاصة الكورد وكوردستان) هو أكثر تحررا" من البدليسي.
وما جاء في مصادر الجزء الثاني من موضوع القومية، بداء" من الفقرة الثانية وحتى الثالثة، أنها تؤكد على إساءة القوميين الكورد المتطرفين إلى تاريخهم الكوردي، وأن أضرار كتاباتهم لا تقل عن أضرار كتابات الكتاب الشوفينيين المحتلين، كل من العرب والفرس والترك، فأولئك الكتاب جعلوا كل ما هو (آري ـ هندو أوربي) كوردي، وجعلوا حتى فضاء كوردستان وأرضها وكل من يسكن عليها كوردي وألغوا المكونات الأثنية والدينية الأخرى مثل الأشوريين والكلدانيين والإيزيديين، والعرب المستكردين والتركمان.
وما جاء حول الكتاب والمؤرخين من الأجانب والكورد والآخرين، المذكورين في المصادر المذكورة، على أساس أنهم كتبوا تاريخ شعب الكوردي بمنظور علمي وأكاديمي بعيداً عن التعصب، وأنهم ركزوا على الجوانب الحيادية، وأن هذه الدراسات مهمة بالنسبة للشعب الكوردي وتخدم قضيتهم العادلة.
أقول: بأن هؤلاء الكتاب لم يأتوا بشيء جديد يحسم موضوع تاريخ جذور الشعب الكوردي وتسميتهم بصورة صحيحة تبطل الشك، فكيف الحال مع قضية الأكراد العادلة..؟ أشهد أنهم أتوا بسلسلة طويلة من الألفاظ القريبة من لفظة كلمة الأكراد المفردة، وهذه الألفاظ هي التي تتناقل بين المصادر والكل يقتسب والكل يرددها.
وتعليقي على ما ورد في الجزء الثاني من موضوع القومية، بدء" من الفقرة الثالثة وحتى النهاية، وكما نجد بأن كاتب المصدر يشيد بما تم إنجازه من قبل الكتاب والمؤلفين من الأكراد والعرب والروس والألمان والإنكليز وغيرهم، باعتبارهم استندوا على الوقائع الملموسة بعد تحليلها وتدقيقها بنهج علمي هادي ورصين.
ولكن الواقع بأن هذه الفئة من الكتاب والمؤرخين، هم الذين أتوا بسلسلة طويلة من الكلمات والألفاظ التي تقترب من لفظة كلمة الأكراد المفردة التالية: جودي، جودتي، كارتي، كورتي، كاردو، كارداكا، كاردان، كارداك، كورتيو، سيرتي، كاردواها، كاردوسوى، كاردوخي، كاردوك، كوردوخي، كاردويكاي، وهذه الألفاظ والكلمات تتكرر في أغلب المصادر، ويتناقلها الكتاب والمؤرخون، وبصريح العبارة بأن تلك الكوكبة من الكتاب والمؤلفين، لم ينجزوا ما ننشدوا إليه، ألا وهي: كلمة تدل على الأكراد، لفظا ومعنا".
والسؤال الذي يفرض نفسه هو: ما الذي بيد الكتاب والمؤرخين المنصفين أكثر من البحوث التي ساهموا في إنجازها حتى اليوم، وأن بحوثهم حتما لم تضع النقاط على الحروف، مقارنة مع ما حققوه في ميدان البحث في جذور الشعب العربي والفارسي والتركي...؟