الهوية الإيزيدية

على المثقف الايزيدي والشخص المتعلم ان يتمسك بهويته وديانته اكثر من الشخص الغير متعلم.. نحن بصورة عامة لا نساوي شيئاً من دون الانتماء إلى شيء أسمى وبالنسبة لي ليس هناك شيء أسمى من ان تكون ايزيدياً. هناك أشياء كثيرة نفتخر بها ومنها التقدم العلمي والاقتصادي والفني وغيره من جوانب الحياة، ولكن الإنسان من دون الانتماء، من دون هوية يعتز بها، لا يساوي كثيراً.

التحدي الأكبر امام الايزيدياتي هو كيف تبني هوية متحضرة وقوية تستطيع ان تعيش مع التطور ومع التغيير الذي يحدث في العالم، وكيف يمكن ان تجمع قوة شعبك تحت سقف الهوية والانتماء.

يؤسفني ان ارى بعض الشباب والشابات ينظرون إلى هويتهم وديانتهم باستخفاف، وكانهم اكثر ذكائاً ان ينتموا لهذا الشعب، طبعا نسبتهم قليلة جدا بالمقارنة مع الغالبية العظمى التي تفتخر بهويتنا وديانتنا وتقاليدنا الجميلة.

الايزيدياتي ليست فقط ديانة، انما هي فلسفة الحياة، وكيف نعيش، وما هي القيم المهمة، الايزيدياتي قيمها تظاهي اجمل القيم الفلسفية في العالم وهي ما صنعتنا وصنعت افكارنا وفهمنا للحياة.

الايزيدياتي واحدة من الفلسفات الأقدم للبشرية باعتبار ان الديانة الايزيدية واحدة من اقدم الاديان في العالم.. وهدفها هو بناء الإنسان والمجتمع بالدرجة الاساس.

ما يجمعنا ببعضنا هي هذه الهوية الأصيلة النورانية المتوغلة في القدم وإذا ما تمزقت هذه الهوية بفعل الحداثة وما يسمى بالتطور أضرنا بدماء شهدائنا عبر 74 حملة إبادة فالهوية الايزيدياتية هي الرابط الوحيد الذي يربطنا كم من جماعات عبر التاريخ غير هويتهم من الايزيدية وهم الآن يستحرمون مصافحتنا واكل طعامنا والسلام علينا رغم ان جذورهم إيزيدية

فللأسف برز العديد من الشخصيات الكارتونية في المجتمع الايزيدي بعد الفرمان الأخير تدعي في الانسلاخ عن هذه الهوية بطرق خبيثة منها الإساءة إلى شخوص الدين أو عادات الدين وهم بالفعل ليس لهم علاقة بالدين ويدعون بالالحاد علناً وليس سراً ويتأثر بهم الشباب الغافلين دون وعي وإدراك بنواياهم

فالنبتة الصالحة تبقى صالحة تنتج بذورا أصيلة

فحافظوا على هذه النبتة النبيلة

بقلم الاستاذة

حسن صالح الشنكالي

مراد اسماعيل