متى تدهورت العلاقة بين العثمانيين والإيزيديين؟.

متى تدهورت العلاقة بين الايزيديين والدولة العثمانية ؟

كان الصراع على أشده بين العثمانيين والصفويين ونتج عن هذا الصراع حرب ضروس للسيطرة على المنطقة وكانت معركة جالديران التي وقعت بينهما في عام ١٥١٤م الفيصل وتمكن العثمانيين من السيطرة على العراق بعد انتصارهم على الصفويين.

وقفت إمارة داسن الأيزيدية على الحياد ولم تدعم اي طرف ، ولكن بعد انتصار العثمانيين أعلن الأمير حسن ولائه للسلطان العثماني وكان ذلك في عام ١٥٢٠م.

استولى الأمير حسن على الموصل وعين ابنه حسين بك حاكماً عليها. توفي الأمير حسن في حدود عام ١٥٣٤م وتولى الإمارة ابنه حسين بك. واشتهر بالداسني.

استطاع حسين بك الداسني أن يكسب ود الدولة العثمانية ، وذلك عندما كان السلطان سليمان القانوني في زيارة إلى للموصل ، فرحب به الأمير حسين بك وقدم له حسن الضيافة وأكرمه بالهدايا ، فأعجب به السلطان سليمان وأحبه وقربه إليه حتى عينه واليا على أربل وإمارة سوران إضافة إلى الموصل وجميع معاقل الأكراد في بهدينان.

تميز حسين بك الداسني بالذكاء والقدرة على تحمل المسؤولية.

وذاعت شهرته ، وقد نالت الأيزيدية مكانة مرموقة في أيام حكمه (١٥٢٠م - ١٥٦٦م).

كان لتعيين حسين بك الداسني أميرا على أربل والسوران أثرا في نفوس الأكراد المسلمين في منطقة سوران ، فاجتمع الحكام القدماء لإمارة سوران (أولاد عز الدين شير الذي كان واليا على أربل وسوران سابقاً وأعدم من قبل السلطان سليمان القانوني) بالإضافة إلى (الامير سيف الدين السوراني الذي كان واليا على منطقة سماقلي).

لقد كان الصراع مريرا بين الأمير حسين بك والأمير سيف الدين السوراني ، ولكن هذا الصراع كان لصالح الأمير حسين بك ، فلم يبقى أمام الأمير سيف الدين إلا استغلال الورقة الدينية وجمع الناس حوله وحثهم على محاربة حسين بك.

رفع سكان أربل عريضة إلى السلطان سليمان القانوني وأرسلوها مع وفد مؤلف من:(شرف الدين النقشبندي والشيخ سيف الدين السهروردي وأربعة من من كبار علماء الدين) يطلبون فيها عزل الوالي حسين بك لكونه ايزيدي وهذا لا يتوافق مع عقيدتهم. ولكن السلطان سليمان القانوني لم يلبي طلبهم في عزل حسين بك ، وانما أمر بقتل الموفدين جميعاً.

أستغل سيف الدين السوراني سفر حسين بك الداسني إلى مناطق الأيزيدية ، ليشن حملة كبيرة على أربل تحت غطاء الدين ، ودخلها منتصرا. ورغم المحاولات العديدة من قبل حسين بك لاسترجاعها إلا أنه لم يتمكن من ذلك ، وصل خبر هزائم حسين بك إلى الباب العالي ، مما حدى بالسلطان العثماني إلى تجريده من الولاية ، وأرسل في طلبه إلى الأستانة وتمت محاكمته هناك ثم قتل.

وقد ادى مقتل حسين بك الداسني إلى هيجان الأيزيدية فثاروا على الدولة العثمانية ، فاستخدم السلطان العثماني المفتي ضدهم وأصدر اول فتوى في تاريخ الدولة العثمانية ، أصدرها مفتي الدولة الرسمي ابو السعود العمادي (١٤٩٤م - ١٥٧٥م) أباح فيها قتل الداسنيين الأيزيدية علنا.

وكانت هذه الفتوى بداية الأنعطاف في العلاقات بين الايزيديين والدولية العثمانية ، وتوالت بعدها الفتاوى التي تدعو لقتل الايزيديين واستباحة أعراضهم.

خلدون سالم / كاتب وباحث ايزيدي

------------------------------

مقتبس من عدة مصادر.