تحويل سنجار الى محافظة بين الطموح والتهديد ..

تحويل سنجار إلى محافظة: بين الطموح والتهديد

(لماذا يجب رفض تحويل قضاء سنجار إلى محافظة؟)

تحويل قضاء سنجار إلى محافظة ليس مجرد تعديل إداري؛ بل هو تغيير جذري يثير قلقاً عميقاً بين سكان المنطقة، خاصة بين أتباع الديانة الأيزيدية الذين عانوا من موجات من الإبادة والاضطهاد. هذا التغيير قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة تتعارض مع تطلعات سكان سنجار للعيش بسلام وأمان في منطقتهم التاريخية.

الأسباب الرئيسية لعدم الرضا

1. الحفاظ على الهوية الثقافية والدينية:

- سنجار منطقة تتمتع بهوية ثقافية ودينية فريدة، خاصة بالنسبة لأتباع الديانة اليزيدية. تحويلها إلى محافظة قد يجلب تغيرات ديمغرافية واقتصادية تهدد هذه الهوية وتفتح الباب أمام تأثيرات خارجية قد لا تكون مرحباً بها من قبل السكان الأصليين.

2. تأثير الاستثمارات والتجارة:

- تحويل سنجار إلى محافظة قد يجذب استثمارات وتجارات خارجية من أديان وأصول مختلفة، ما يؤدي إلى شراء الأراضي واستغلال الموارد بشكل قد لا يستفيد منه السكان الأصليون الفقراء، بل قد يؤدي إلى تهجيرهم من أراضيهم.

3. بنية تحتية غير متوافقة مع التحول:

- سنجار تفتقر إلى البنية التحتية الأساسية التي تؤهلها لتكون محافظة مستقلة. على سبيل المثال، لا تتوفر فيها جوامع كافية، ولا مرافق صحية وتعليمية مناسبة، ولا شبكات طرق ومياه تلبي احتياجات سكان المحافظة. هذا يجعل التحول إلى محافظة غير منطقي ويفتقر إلى المبررات الفعلية. وهناك أقضية أخرى مثل تلعفر، التي تعد من أكبر الأقضية في العراق، ورغم ذلك لم تتوفر فيها المتطلبات الأساسية لتحولها إلى محافظة، مما يبرز عدم جدوى هذا التحول في حالة سنجار أيضًا.

4. المخاطر الأمنية:

- تحول سنجار إلى محافظة قد يزيد من تعرضها لمخاطر أمنية جديدة، حيث يمكن أن تصبح هدفًا للصراعات على السلطة والأراضي والموارد،وطبيعة الجبل مما يزيد من مخاوف السكان من التعرض لموجات جديدة من العنف والاضطهاد.

5. الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية:

- تحويل القضاء إلى محافظة قد يؤدي إلى تغيرات في التركيبة السكانية ويجعل من الصعب على السكان الأصليين الاحتفاظ بأراضيهم وممتلكاتهم، خاصة مع قدوم مستثمرين وتجار من ديانات وأصول مختلفة، مما قد يؤدي إلى تهميش السكان الأصليين ودفعهم إلى الهجرة.

6. التأثير على الاستقرار الاجتماعي:

- التحول قد يجلب معه زيادة في التوترات الاجتماعية بين السكان الأصليين والوافدين الجدد الذين قد لا يتفهمون أو يحترمون تقاليد وعادات أهل المنطقة، مما قد يؤدي إلى اضطرابات اجتماعية ويقوض استقرار المنطقة.

_ الختام

نحن نؤمن بأهمية تطوير قضاء سنجار وتحسين أوضاع سكانها، ولكن تحويلها إلى محافظة ليس الحل الأمثل في ظل الظروف الحالية. ينبغي التفكير في حلول بديلة تراعي مصالح السكان الأصليين وتحافظ على هويتهم الثقافية والدينية وتجنب أي تطورات قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع الأمنية والاجتماعية. نأمل أن تؤخذ هذه الاعتبارات بجدية لضمان مستقبل آمن ومستقر لسكان سنجار.

د.بكر