العراق بعد ٢٠٠٣ م .

العراق بعد 2003: طبقات المواطنة وتحديات المرحلة

منذ سقوط النظام في عام 2003، برزت في العراق مستويات متعددة من المواطنين، يمكن تقسيمها إلى أربع فئات رئيسية:

1. المواطن الفقير المظلوم والمُهَجَّر:

هذه الفئة تمثل شريحة واسعة من الشعب العراقي التي عانت من الفقر والظلم والتهجير. بحث أفراد هذه الفئة عن وطن آخر يحفظ كرامتهم ويوفر لهم حياةً كريمةً بعيداً عن الصراعات والاضطرابات التي عصفت ببلدهم.

2. المواطن المضحي :

ضحت هذه الفئة بدمائها على أرض العراق. فقد العديد منهم حياتهم أو أفراد من أسرهم في سبيل الدفاع عن الوطن. ترملت النساء وأصبح الأطفال أيتاماً، لكن التضحيات استمرت في سبيل عراق حر ومستقل.

3. السياسي المأجور :

هذه الفئة جاءت مع الدبابة الأمريكية واستمرت في الحكم تحت ذريعة تحرير العراق من الدكتاتورية والدفاع عن المقدسات ، استغلت الوضع السياسي الجديد لتحقيق مكاسب شخصية وسياسية ومالية، واستمرت في الحكم بدعم مباشر من دول إقليمية مستفيدة من وجودهم ، مما زاد من حدة الفساد والاضطرابات في البلاد.

4. المواطن الذي ركب الموج:

هذه الفئة تضم الأشخاص الذين استفادوا من التغيرات السياسية والاجتماعية بعد 2003. بعضهم كان من السجناء الذين قالوا إن قضاياهم سياسية ومعارضة للنظام، لكن في حقيقة الأمر أغلبهم حكموا بقضايا مخلة بالشرف أو جنائية. حصلوا على الامتيازات والفوز في الانتخابات بفضل أصوات الفئتين الأولى والثانية. كما تشمل هذه الفئة الشيوخ ورجال الدين الذين استفادوا من خيرات الوطن في كل العقود والأنظمة السابقة.

التحديات والآمال

تواجه العراق اليوم تحديات كبيرة تتطلب تكاتف جميع الفئات لتحقيق الاستقرار والتنمية. الفقر والظلم والفساد ما زالت عقبات رئيسية أمام بناء عراق جديد. ولكن بفضل التضحيات المستمرة وروح التضامن بين المواطنين، يبقى الأمل موجوداً في مستقبل أفضل يعم فيه السلام والازدهار.

ختاماً، إن تحقيق هذا الأمل يتطلب إصلاحات جذرية وإرادة سياسية حقيقية تهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة، واستعادة كرامة المواطن العراقي بكل فئاته.