تحدث “سعد سلوم” عن كتابه “الايزيديون في العراق (الهوية المعتقدات الابادة الجماعية) والصادر باللغات العربية و الانكليزية و الايطالية والذي ينطوي على تحليل الادبيات العربية عن الايزيديين خلال القرن المنصرم، إذ كانت حسب كتابه تغذي سردية معينة عن الايزيدية بوصفهم فرقة منشقة عن الاسلام، رسخت تصورا نمطيا عن الايزيديين توافق مع مشروع بناء الدولة/ الامة في العراق بمضمون قومي عروبي، بمعنى اخر ان الكتاب كانوا ينطلقون من هذه السردية الرسمية لتقديم صورة معينة عن الايزيديين تتطابق مع مشروع بناء الدولة الامة القومية”.
اضاف،” و من خلال تحليل هذه الادبيات تتبعت جذور هذه السردية من خلال التصور الذي رسخه احمد تيمور باشا و هو كاتب مصري من اصول كردية كتب كتابا عن الايزيديين في عام 1925 يمثل اول محاولة لترسيخ صورة نمطية معاصرة عن الايزيديين بوصفهم فرقة منشقة عن الاسلام. هذه السردية التي رسخها أحمد تيمور باشا اتبعها معظم الكتاب العرب بعدها، كالمورخ عبدالرزاق الحسني والدملوجي وغيرهم، و خلال ما يزيد على نصف قرن”.
استمر قائلاً “و لم يتم الانعتاق من هذه السردية الا في سنوات السبعينات حين بدا الايزيديون بالكتابة عن معتقداتهم و تقاليدهم الشفاهية وخصوصيتهم الدينية، فنشر بير خدر سليمان و مجموعة من الكتاب الاخرين في مجلة التراث الشعبي الشهيرة في السبعينيات وصولاً إلى الكتاب المشترك بين الدكتور خليل جندي و بير خدر سليمان في 1979 الصادر عن المجمع العلمي الكردي بعنوان الايزدياتي و الذي يعد علامة فارقة من وجهة نظري، اذ طرح سردية ايزيدية مناهضة لسردية القومية العربية التي كانت ترسخ تصورا نمطيا معينا عن الايزيديين”.
اردف أيضاً ،” حلل كتابي الصادر عام 2016 هذه الادبيات كما ناقش مقاربة الادبيات الاستشراقية و رسم ملامح السردية الايزيدية التي شكلت مدرسة دفاعية عن الذات، بمعنى اخر صنفت الكتابة عن الايزيديين في ثلاثة مدارس هي المدرسة الاستشراقية التي خلقت جماعة متخيلة خارج التاريخ والمدرسة العربية الاسلامية التي اعادت انتاج الايزيدية بوصفها فرقة اسلامية منشقة، وأخيرا قدمت المدرسة الايزيدية سردية دفاعية في مواجهة السردية الاولى و الثانية”.
وفي سياق توصياته للباحثين في مجال التنوع الديني يرى سلوم انه “يجب على كل باحث عن يتعاطى مع الشأن الايزيدي ان لا يرتهن الى ما كتب سابقاً الا بعد تحليله بعين منهجية نقدية و تحليل الادبيات السابقة ليكتشف كيف تتكون صورة الايزيديين في المخيال الشعبي وكيف يجري أسطرتها وتمثيلها ذهنيا، في خلاف مع حقيقة او واقع الايزيديين، و اذا اراد الباحث ان يتعرف على المجتمع الايزيدي او يكتب عنه فعليه أن يجري دراسة حقلية ميدانية و يزور هذا المجتمع و يلتقي بمختلف ممثلي طبقاته الاجتماعية و الدينية و يتعرف على تقاليده الشفاهية و من خلال جهد تراكمي يمكنه كتابة راي محايد عن هذه الجماعة الدينية التي يمثل بقاءها معجزة عبر هذه السنوات و العقود و القرون من الإبادات المتراكمة”
من هنا 
من هنا 
من هنا 
الإثنين 15 يوليو 2024 - 15:26
