اهانة وطرد المتقاعدين، وزير التربية يتفرج عليهم !؟
زهير الفتلاوي
أهكذا أهل العلم يفنون أعمارهم في إظهار وتعليم العلم والمعرفة
للتلاميذ والطلبة وحين تقاعدهم يهانون، يعاملون بقسوة وتعسف لا مثيل له
داخل اروقة وزارة التربية يواجهون الموت الاحمر من اجل الحصول على كتاب
الى هيئة التقاعد. وزير التربية بدلا من ان يقول لهم : (اعترافاً بسمو
الرسالة التي اديتموها وعرفاناً بجهودهم وتكريما لعطائِكم) كأنه قال لهم
اليوم اهينكم! ومن المحتمل تعرضهم للتوبيخ واسماعهم كلمات نابية من
موظفين اميين داخل وزارتهم . وعلى الرغم من سنوات الخدمة التي قضوها
في العمل الحكومي وخاصة مهنة التدريس الشاقة وقول الشاعر فيهم (قم للمعلم
وفهِ التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا ) إلا ان المتقاعدين وعلى كبر
سنهم يتعرضون إلى ابشع استغلال ويواجهون روتين قاتل يقف بقوة بوجه إكمال
معاملاتهم التقاعدية خاصة في وزارة التربية التي تعمل عكس التوجهات
والتوجيهات في حكومة السوداني وتبقى معاملاتهم اسيرة الرفوف وتقاعس
الفاسدين كما حدث يوم (الاثنين المصادف 22 / 10/ 2024) . شر البلية ما
يضحك ، بعد عمل دؤوب للمدرسين المتقاعدين على مدى اربعة عقود متتالية
وهم يفنون عمرهم بهذه المهنة الانسانية لا تحترمهم الوزارة وتذلهم قبل
احالتهم على التقاعد. بعد مثابرة وجهد مضاعف ، وتخريج ألوف مؤلفة ، أفواج
كثيرة وكبيرة من الطلبة حتى يصبحون اجيال للمستقبل ومنهم المتفوقين
والمتميزين . قامت مجموعة من الموظفين بطرد المدرسين من هرم وزارة
التربية وبعلم ودارية الوزير والوكلاء وبقية المدراء الوزير يشاهدهم
بالكاميرات المنصوبة يطردون بحجج واهية ويتعرضون الى الاهانة والاحتقار
ويلتزم الصمت المطبق ولا يحرك ساكن . يراجعون منذ عدة أشهر ودوامة مستمرة
بين المديريات والوزارة على الرغم من تعهد الجهات الحكومية بتوفير لجان
متخصصة لغرض انجاز معاملات المدرسين داخل وزارة التربية وغيرها ولكن تبقى
المعاناة مستمرة والروتين زاد والضحية هم المتقاعدين وواقع الحال يقول(
خلص الحيل) ومتمشي معاملة الا بالدفع ! موظف اخر يقول لهم (ارحلوا انتم
ليسوا منتجين الان) . لطالما اعتبرت السلطات السياسية المتقاعدين من
الوظيفة العامة عبئاً ثقيلاً عليهم وهو مطلبين دوما . وتتمنى لو تتخلّص
منهم وحدث هذا بعدة رسوم في الكاريكاتير . وبدلاً من أن يكون التقاعد
مساحة لبناء النفس صحياً واجتماعياً والاهتمام بهم اكثر من غيرهم ، تضع
الحكومة المتقاعد في هوّة الفقر، وتذلّه على أبواب مصارف ومتاجر تحجز
مدّخرات عمره و«تنقّطها له بالقطارة»، وأمام مستشفيات وصيدليات وأطباء
جشعين تتحكّم برقبته، حتى بات يستجدي ثمن الدواء من الأولاد والأحفاد
ويتجه الى الشراء عن طريق الاقساط الشهرية لشتى السلع والمواد الغذائية .
هذه دعوة الى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ومن يعنيه امر المتقاعدين
لغرض انصافهم وعدم ابتزازهم وابعادهم عن لمواجهة التقليدية المهادنة لهذه
السلطة الفاسدة والناهية جهدهم ووقتهم ، ينبغي على هذه الوزارة التي تصف
نفسها بالتربية ! العمل بمهنية ووطنية و استلام الهوية التقاعدية يجب
اخذ وحقوقهم بسلاسة واحترام بعد شكرهم وتقديرهم العالي اسوة بما تعمل به
الدول المتحضرة .
المشاهدات: 21