د.حميد عبد الله : أيّ أخطر الموسيقى أم السرقة؟!

د.حميد عبد الله : أيّ أخطر الموسيقى أم السرقة؟!

20/10/2010

عَلى من يدعون انهم يطبقون تعاليم الاسلام الحنيف،أو يتظاهرون بأنهم الى الدين أقرب،وعن مجافاته أبعد،عليهم ان يطبقوا الحدود بمعيار واحد،وان يدرأوها،إذا شاؤوا،عن الجميع بالتساوي،وبمعيار واحد ايضا!
للسرقة حدّ،ولشرب الخمر حدّ،وان لم يرد نص صريح به،وللزنا حدّ،بصرف النظر ان تمت ممارسته في المسيار أو عبر مسوغات مهلهلة يريد منها الزناة ان تكون مبرراً لفعلتهم،وللرشوة حدّ،بصرف النظر إن كان المرتشي سياسياً أم وزيراً أم مديراً أم سفيراً أم خفيراً!
لماذا تلاحق المفارز الامنية من يتعاطون مع المشروبات الروحية بيعا وشراء ؟! ولماذا تـُمنع الموسيقى التي لم يرد نص صريح بتحريمها،بل العكس هو المرجح، إذ أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم كان يطربه الصوت الشجي.ويروى عنه انه قال لمؤذنه بلال مرّة :ان صوتك يشبه مزامير داوود !
لماذا لاتطبق الحدود على السراق والزناة والمرتشين؟!أيّ أخطرعلى المجتمع والدين: شارب الخمر ام سارق بيت المال ؟..وأيّ اشدّ عند الله: الرشوة أم الموسيقى؟ وأيّ تغضب السماء: سمفونية عذبة أم كذبة يطلقها من على المنابر رجال دين ، وساسة لايخافون ولايستحون لا من الله والى من عباده!
لماذ تـُحرق محال بيع الخمور ويقتل اصحابها،ولا تقطع ايدي من يسرقون اموال الايتام والارامل والمقطوعين من المسؤولين عن شبكة الحماية الاجتماعية في وزارة العمل،أو اولئك الذين يبرمون عقودا وهمية،ويوردون اجهزة ومعدات معطوبة او بمواصفات لاعلاقة لها بالسعر الذي وردت فيه،واولئك الذين يتعاقدون على مواد غذائية غير صالحة للاستهلاك البشري ومن مناشئ لا ميزة فيها سوى انها تدرّ اموالا فاسدة على موظفين ومسؤولين فاسدين؟
من غشنا ليس منا،ومن خدعنا ليس من ديننا، ومن سرق المال العام انما سرق ملايين الناس، ومن كذب وهو في موقع ولي الامر انما كذب على الله قبل ان يكذب على العباد!
أيّ اخطر على الدولة والمجتمع:مصافحة المرأة التي يرى فيها بعض المسؤولين حراماً لأنها قد تثير الغرائز،أم مضاجعتها بالسرّ تحت دعاوى ومسوغات باطلة؟!
الاسلام في تعاليمه ومفاهيمه ومحللاته ومحرماته مسطرة لاتقبل الانحراف فطبقوها كما جاءت بكتاب الله وسنة نبيه إنْ كنتم صادقين ؟!
hameedabedalla@yahoo.com
كتابات - د.حميد عبد الله