شكلت قضية القدس وأوضاعها تحت الاحتلال الإسرائيلي أبرز عنوان لـ «مؤتمر الدوحة الثامن لحوار الأديان» الذي افتتحه وزير العدل القطري حسن بن عبدالله الغانم أمس، على رغم أن مناقشة «دور الأديان في تنشئة الأجيال» في رأس جدول أعماله، وطرحت أهيمة دور المؤسسات الدينية في مكافحة الإرهاب والفساد وقبول الآخر. يشارك في المؤتمر شخصيات إسلامية ومسيحية ويهودية. ورأست الجلسة الافتتاحية عميدة كلية الشريعة والقانون في جامعة قطر عضو المجلس الاستشاري في مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان الدكتورة عائشة المناعي. وأكدت المناعي لـ «الحياة» أهمية عنوان المؤتمر ونفت أن يكون تهرباً من مناقشة قضايا سياسية، وشددت على أن القدس حاضرة دوماً في مؤتمرات حوار الأديان، لكنها شددت على أن مناقشة موضوع تنشئة الأجيال مهم أيضاً بالنسبة إلى المسلمين سنة وشيعة بعيداً من «الصراع الذي نعيشه». وقال رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان الدكتور إبراهيم النعيمي إن المؤتمر يناقش» دور الأسرة في تنشئة الجيل الجديد من منظور ديني»، و «دور المؤسسات التعليمية في تنشئة الطفل وقبول الآخر، وتأثير الإعلام المرئي والمسموع والمشاهد والمقروء في تنشئة هذا الجيل ودور دُور العبادة من مساجد وكنائس ومعابد في غرس القيم الدينية في عقول النشء». وأضاف إن المركز سيعقد ندوة نهاية الشهر الجاري في جامعة القاهرة بالتعاون مع «برنامج الدراسات الحضارية وحوار الثقافات حول دور المرأة في الحوار». وكان وزير العدل القطري أكد أن مؤتمر حوار الأديان «أصبح واحة للتفاهم والتسامح والتعايش»، ولفت الى أن «الحوار يواجه اليوم تحديات صعبة في ظل الأوضاع السائدة. إن مواجهة تلك التحديات والتغلب عليها واجب تنتظره المجتمعات البشرية ولا يمكن أن يتم ذلك من دون تضامن حقيقي بين الأديان». وأثار قضية القدس والفلسطينيين الأمين العام للهيئة الإسلامية في القدس الشيخ تيسير التميمي. وقال إن «القدس تفتقر الى السلام والحوار بين أتباع الديانات ويواجه تحدياً خطيراً، مشيراً الى محاولات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة «لتهويد القدس والاعتداء على حقوق الفلسطينيين». وقال إنه «أصبح من أسهل على المسلم السفر الى مكة المكرمة والمسيحي الى الفاتيكان للصلاة من الوصول الى القدس»، ولفت الى «الاستيلاء على بيوت أهل القدس»، وحذر من «سعى إسرائيل لإنهاء التعددية الدينية لتكون القدس مدينة يهودية». وأوضح أن إسرائيل تسعى إلى «تنفيذ مشروع في عام 2020 يركز على ضم الكتل الاستيطانية الكبرى الى القدس لتصل الى مئة كيلومتر وليصل المستوطنون من سكان القدس الى مليون مستوطن ويصبح سكان المدينة العرب أقل من عشرة في المئة». وشدد أمين سر المجلس البابوي للحوار بين الأديان بيارلويجي شيلاتا على أهمية «تعزيز القيم الدينية في المجتمعات»، مشيراً إلى ظاهرة العلمانية، وأكد أن «المؤسسات الدينية تستطيع العمل على مكافحة الإرهاب والفساد»، ودعا الى «ألا نخشى من الحرية التي يتوق إليها الشباب وعلينا أن نساعدهم ليكتشفوا أروع معنى للحرية والحق والخير». أما الحاخام هيرشل غلوك (المنتدى الإسلامي اليهودي في بريطانيا) فأعرب عن أمله في أن يساهم «مؤتمر الدوحة في تجاوز الصراعات والمرارة لنتطلع مع بعضنا الى مستقبل أفضل. والتربية هي المفتاح وعلينا إعطاء فرصة للسلام على رغم ما يقابلنا من صعاب وأن نربي أبناءنا بروح الحب وقبول اختلاف الآخر عني».
مؤتمر الدوحة لحوار الأديان يثير قضية القدس ومكافحة الفساد